ألمحت مديرة عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، دوروثي كلاوس، إلى إمكانية توقف الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة، مع استمرار العجز المالي الحاد الذي يهدد بشكل جسيم استمرارية هذه الخدمات للاجئين الفلسطينيين، خاصة في لبنان، حيث الاحتياجات في ذروتها، و"أونروا" هي الجهة الوحيدة التي تقدمها.

وأوضحت كلاوس أن الأوضاع المالية للوكالة "لا تزال غير مستقرة للغاية"، مشيرة إلى أنه في حال استلام جميع المساهمات المتعهد بها بالكامل، وفي الوقت المحدد، ستتمكن الوكالة من مواصلة عملياتها خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر فقط.

وأضافت: "في حال لم يتم سد فجوة التمويل الحالية، فإن أي انقطاع في هذه الخدمات سيؤدي إلى عواقب وخيمة على لاجئي فلسطين".

في المقابل، انتقدت حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هذه التحذيرات، معتبرة أن أي تقليص لخدمات الوكالة "خطوة سياسية تمس جوهر التفويض الدولي الممنوح لها، وتهدد بتفكيك مقومات صمود اللاجئين وسط أوضاع إنسانية متدهورة".

وحذّر مسؤول ملف "أونروا" في الحركة من أن "الحديث المتكرر عن إغلاق عيادات أو خفض رواتب من دون أي توضيح رسمي، يزيد القلق داخل المخيمات"، مؤكدًا أن وجود الوكالة "مسؤولية دولية مستمرة حتى تحقيق حق العودة"، وأن المساس بالخدمات قد يفضي إلى "انفجار اجتماعي" إذا لم يتم تدارك الأمر سريعًا.

"ثابت": تهديدات وابتزاز مرفوض

بدورها، أعربت منظمة "ثابت لحق العودة" عن رفضها واستنكارها الشديد لتصريحات كلاوس، معتبرة أنها "تهديد مباشر بوقف أو تقليص الخدمات الأساسية تحت ذريعة الأزمة المالية"، ومؤكدة أن هذه التصريحات تتحول إلى "أداة ضغط وابتزاز تمهّد لسياسات خطيرة من التقليص، وإغلاق المدارس والعيادات، ووقف التوظيف، وتهميش حقوق اللاجئين".

وشددت "ثابت" على أن "أونروا" مؤسسة أممية أنشأها المجتمع الدولي بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي مُلزَمة قانونيًا وأخلاقيًا بالاستمرار في تقديم خدماتها كاملةً حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، رافضة تحميل اللاجئين ثمن العجز المالي أو تهديدهم بوقف الخدمات.

وحملت المنظمة إدارة "أونروا" في لبنان، وعلى رأسها كلاوس، المسؤولية الكاملة عن أي مساس بالخدمات التعليمية أو الصحية أو الإغاثية، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات.

"مؤسسة العودة الفلسطينية": دعوة لإقالة كلاوس

من جهتها، رفضت مؤسسة العودة الفلسطينية تصريحات كلاوس، معتبرة أن سياسات قطع أو تقليص الدعم المالي للأونروا تمثل "استهدافًا مباشرًا لحقوق اللاجئين الإنسانية والسياسية، وفي مقدمتها حقهم في العودة".

وأعربت المؤسسة عن قلقها من تصريحات كلاوس التي حذرت فيها من أن عدم استلام كل المساهمات المتعهد بها بالكامل، وفي الوقت المحدد، سيعرض استمرارية الخدمات الأساسية للخطر الجسيم، واعتبرت أن مسؤولية توفير التمويل تقع على المجتمع الدولي والدول المانحة، محملة إدارة "أونروا" مسؤولية التقصير في حماية الخدمات، ومدينة ما وصفته بـ"الهدر والفساد" في بعض مفاصل الإدارة، خاصة في لبنان.

ودعت المؤسسة المجتمع الدولي إلى الالتزام الفوري بتوفير التمويل وضمان استمرارية عمل "أونروا" بكامل طاقتها، مطالبة بإصلاح إداري عاجل ومكافحة الفساد داخل الوكالة، وإقالة مدير عمليات "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوس فورًا، لفشلها وتقصيرها في حماية حقوق اللاجئين وخدماتهم. وختمت بالتأكيد على أن الدفاع عن خدمات "أونروا" هو دفاع عن حق اللاجئين في العيش الكريم وحقهم في العودة، وأن المساس بهذه الخدمات يصب في خدمة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.


موضوع ذو صلة:   "أونروا" في لبنان على أعتاب إغلاق عيادات وتخفيضات في المساعدات ورواتب المعلمين

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد