أجبرت احتجاجات شعبية واسعة في العاصمة الإسبانية مدريد، أمس الأحد 14 أيلول/سبتمبر، منظمي سباق الدراجات الهوائية الشهير "لا فويلتا" على إلغائه قبل انطلاقه بساعات، رفضًا لمشاركة فريق "إسرائيلي" في السباق، في ظل تواصل حرب الإبادة على غزة.
وكان من المقرر أن ينطلق السباق عند السادسة مساءً من محطة "أتوتشا" وسط مدريد، إلا أن آلاف الإسبان والمقيمين احتشدوا على طول مساره، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، ما دفع الشرطة والمنظمين للتراجع عن إقامته بعد ثلاث ساعات من المحاولات الفاشلة للسيطرة على الموقف أو تغيير مسار السباق.
ويعتبر "لا فويلتا" أحد أكبر ثلاثة سباقات دراجات في العالم إلى جانب سباقي فرنسا وإيطاليا، وتنظمه شركة "أوني ببلك" منذ عام 1935.
وواجهت نسخة هذا العام احتجاجات منذ انطلاقها في 26 آب/أغسطس من مدينة تاراغونا، إذ ردد المتظاهرون شعارات مثل: "لا رياضة مع الإبادة" ورفعوا مجسمات ترمز لضحايا العدوان "الإسرائيلي" من الأطفال في غزة.
وشهدت عدة مراحل سابقة توترات، أبرزها في مدينة بلباو شمالي إسبانيا، حيث اضطر المنظمون إلى إنهاء السباق قبل ثلاثة كيلومترات من خط النهاية؛ بسبب محاولات متظاهرين اعتراض المتسابقين.
وفي مدريد، تحوّل الحشد إلى مظاهرة ضخمة احتفلت بإلغاء السباق، وسط هتافات مثل: "نتنياهو القاتل"، و"هذه ليست حربًا، إنها إبادة جماعية"، و"الحرية لفلسطين". واستخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، واعتقلت عددًا منهم.
واحتج المشاركون بشكل خاص على مشاركة فريق "إسرائيل بريمير تيك" المملوك لسيلفان آدامز، المقرب من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو.
وتحت ضغط الاحتجاجات، اضطر الفريق في مراحل سابقة إلى إزالة اسم "إسرائيل" من قمصان دراجيه، قبل أن يعيد استخدامه في سباق بلد الوليد.
واتخذت السلطات الإسبانية إجراءات أمنية مشددة خلال المراحل الأخيرة، إذ رافق كل دراج من الفريق "الإسرائيلي" عنصران من الدرك على دراجات نارية لتأمينهم.
لكن، وبرغم الحماية والإجراءات، لم يتمكن منظمو السباق من إنجازه في مدريد، لينتهي المشهد بتحوّل الشوارع إلى مظاهرة تضامن حاشدة مع فلسطين، وبانتصار رمزي للاحتجاجات الشعبية التي رفعت شعار: "لا رياضة مع الإبادة".
ويأتي هذا الحدث في سياق حراك عالمي تقوده حركة المقاطعة (BDS) ونشطاء حول العالم، يدعو إلى مقاطعة جميع المنافسات الرياضية مع "إسرائيل"، مؤكدين أن السماح لها بالمشاركة في البطولات الأوروبية يعد تواطؤا مع دولة تمارس جرائم حرب وإبادة بحق الشعب الفلسطيني.