شهد مخيم اليرموك في دمشق، اليوم الأحد 2 تشرين الثاني/نوفمبر، وقفة احتجاجية نظمها عشرات اللاجئين الفلسطينيين تحت شعار "لن تباع فلسطين مرتين.. معًا لإسقاط اتفاقية أوسلو"، إحياءً للذكرى الـ108 لوعد بلفور المشؤوم، وتنديدًا باتفاقية أوسلو التي وصفها المشاركون بأنها "الوجه الثاني للجريمة نفسها".

ورفع المشاركون لافتات ترفض وعد بلفور، وتدعو إلى إسقاط اتفاقية أوسلو، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني لن يسمح ببيع فلسطين مرتين، مرة بوعد بلفور ومرة باتفاق أوسلو، معتبرين أن الوعدين شكّلا حلقتين في سلسلة واحدة من التنازل عن الحقوق الفلسطينية.


وقفة بمخيم اليرموك.jpeg

وخلال الوقفة التي نظمها فريق نبض الأحرار بهذه المناسبة، قالت الصحفية الفلسطينية راما قضباشي إن "وعد بلفور واتفاقية أوسلو وجهان لعملة واحدة، الأول صدر بيد بريطاني والثاني بيد فلسطيني يدّعي الشرعية"، مضيفة أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والشتات يدفعون ثمن هذا المسار السياسي الخاطئ.

وتساءلت قضباشي: "أين منظمة التحرير ودوائرها الرسمية ومؤسساتها من معاناة شعبنا؟"، مشيرة إلى وجود تقصير كبير في رعاية اللاجئين الفلسطينيين، وإلى أن بعض المساعدات المالية توزّع عبر رسائل نصية "من دون أي توضيح عن آلية التوزيع أو الجهات المشرفة عليها"، مطالبة بالشفافية والعدالة في تحديد الأسر المستحقة للدعم.

من جهته، قال محمد منصور، قائد فريق نبض الأحرار، إن "نتائج وعد بلفور الكارثية ما زالت مستمرة عبر اتفاقية أوسلو التي تعد أسوأ اتفاق في التاريخ؛ لأنها شرعنت الاحتلال، وباعت فلسطين من لا يملك لمن لا يستحق"، مضيفًا أن "محمود عباس لا يمثل أي فلسطيني حر، ولا أي مسلم في فلسطين".

وأكد منصور أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا سيواصلون التحرك لإسقاط كل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني حتى نيل الحرية والعودة.

ويُصادف الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى السنوية لوعد بلفور المشؤوم، الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر جيمس بلفور عام 1917، متعهداً فيه باسم حكومته بدعم إقامة "وطن قومي لليهود في فلسطين"، رغم أن البلاد كانت مأهولة بشعبها الفلسطيني العربي.

وشكّل هذا الوعد نقطة التحول الأخطر في التاريخ الحديث للقضية الفلسطينية، إذ مهد الطريق أمام الاستعمار البريطاني لفلسطين عام 1918، ولاحقاً أمام إعلان قيام كيان الاحتلال عام 1948 وما رافقه من تهجير قسري لأكثر من 750 ألف فلسطيني في نكبة القرن العشرين.

ومنذ ذلك التاريخ، يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى سنوياً في الوطن والشتات، تعبيراً عن رفضهم المستمر لهذا الوعد الذي يرونه جذر المأساة الفلسطينية، ومطالبةً لبريطانيا بالاعتذار الرسمي والتعويض العادل عن مسؤوليتها التاريخية في تشريد شعبٍ كامل وإقامة كيانٍ استعماري على أنقاضه.

ويعتبر الفلسطينيون وعد بلفور "جريمة سياسية وأخلاقية" ما تزال آثارها ماثلة اليوم، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، وتصاعد الاستيطان في الضفة الغربية، والحصار المفروض على ملايين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة وخارجها.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد