نفذ جيش الاحتلال صباح الأحد 2 تشرين الثاني/نوفمبر سلسلة تفجيرات وعمليات نسف لمبانٍ سكنية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في خرقٍ جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف استهدف أحياء شرقية من المدينة وبلدة الفخاري، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية لآلاف النازحين مع استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات والخيام.

وذكرت مصادر محلية أن آليات الاحتلال شرعت بأعمال تجريف في حي أبو دقة ببلدة الفخاري، فيما استهدفت المدفعية مناطق شرقي خان يونس ودير البلح، وغارات أخرى طالت مدينة رفح، في تصعيدٍ متواصل منذ ساعات الفجر الأولى.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثالث والعشرين، يواصل الاحتلال فرض حصار مشدد على قطاع غزة، ما أدى إلى تكدس المواد والمساعدات الشتوية داخل المستودعات دون السماح بإدخالها إلى السكان المحتاجين، وفق ما أكدته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

أزمة إنسانية متفاقمة مع اقتراب الشتاء

وحذرت "أونروا" من أن استمرار المنع يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل نقص حاد بمستلزمات التدفئة والمأوى لآلاف العائلات النازحة، مشيرةً إلى أن الدمار الواسع في القطاع ترك مباني غير مستقرة وذخائر غير منفجرة، وأنها تدير حالياً أكثر من 70 ملجأً يأوي عشرات الآلاف من النازحين قسراً.

من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار يشهد تراجعاً مستمراً، مشيراً إلى أن نسبة الشاحنات المسموح بدخولها لم تتجاوز 24% من الكميات المنصوص عليها في الاتفاق خلال الفترة بين 10 و31 تشرين الأول/أكتوبر.

وحذر الدفاع المدني من أن نحو 90% من منازل القطاع دمرت كلياً أو جزئياً، وأن آلاف العائلات ما تزال بلا مأوى، مؤكداً أن الحديث عن إدخال الخيام إلى غزة "استهزاء بمعاناة الأهالي"، بينما يواجه الأطفال خطر الموت بسبب البرد ونقص المساعدات.

حاجة ملحة إلى خيام ومساعدات عاجلة

وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن معظم خيام النازحين مهترئة، ولا تصلح لمواجهة البرد، مشدداً على الحاجة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل، مع ضرورة إدخال مواد لإعادة تأهيل شبكات المياه والبنية التحتية، محذراً من كارثة إنسانية وشيكة.

وفي القطاع الصحي، أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة أن الاحتلال يتعمد منع إدخال المستلزمات الطبية الأساسية، ما فاقم معاناة المرضى والجرحى، داعياً إلى إدخال عاجل للمستلزمات وإخراج الحالات الحرجة للعلاج خارج القطاع.

من جهته، قال مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا إن الاحتلال يمتنع من كشف هوية الجثامين التي يسلمها إلى غزة رغم معرفته بها، مشيراً إلى أن من بين كل سبعة جثامين يتعرف على واحد فقط بسبب التشوهات الشديدة والتحلل. 

وأضاف أن بعض الجثامين تظهر عليها آثار تعذيب وحروق بقضبان حديدية ساخنة، فيما تبيّن أن عدداً منها فارغ من الداخل ومحشو بالقطن، في مؤشر خطير على سرقة أعضاء الشهداء.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد