استشهد ثلاثة فلسطينيين على الأقل بنيران الجيش "الإسرائيلي" شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في وقت واصل فيه الاحتلال خروقاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال شنّ غارات جوية وقصفٍ مدفعي مكثّف على مناطق متفرقة من القطاع، تزامنًا مع عمليات نسفٍ وهدمٍ طالت منازل في المناطق الشرقية لمدينتي غزة وخان يونس.
وفتحت آليات الاحتلال نيرانها بكثافة تجاه المناطق الشرقية لمخيمي المغازي والبريج وسط القطاع، كما استهدفت المدفعية "الإسرائيلية" المناطق الشرقية من حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، فيماأصيب 4 فلسطينيين بينهم 3 أطفال بنيران مسيّرة "إسرائيلية" شرقي مدينة غزة.
وذكرت القناة 12 "الإسرائيلية" أن الولايات المتحدة وزعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة قرار تقترح إنشاء قوة دولية في قطاع غزة لمدة عامين، موضحة أن "القوة ستكون ذات طابع تنفيذي وليست مجرد قوة لحفظ السلام"، ما يشير إلى توجه أمريكي نحو ترتيبات أمنية جديدة بإشراف دولي مباشر داخل القطاع.
من جانبه، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن قلقه البالغ إزاء استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا خلال تصريحات له من العاصمة القطرية الدوحة أن الأمم المتحدة تعمل لضمان وصول المساعدات إلى القطاع بالكميات المطلوبة، في ظل ضغوط تمارسها واشنطن على "إسرائيل" لإزالة بعض العوائق أمام تدفق الإغاثة.
أما على الصعيد الإنساني، فقد قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج: إن حجم الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي لا يمكن وصفه بالكلمات، موضحًا أن ما جرى في القطاع لم يكن حربًا تقليدية، بل "آلة دمار ضخمة سحقت كل ما يقف أمامها".
وأشار إلى أن الخراب شمل المنازل والمرافق العامة والبنى التحتية والمراكز الثقافية والمستشفيات والمدارس ومحطات الصرف الصحي.
وفي ظل الكارثة الإنسانية المتواصلة، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نحو 75 ألف نازح فلسطيني يحتمون حاليًا في أكثر من 100 مبنى تابع للوكالة في مختلف أنحاء القطاع، العديد منها متضرر ويعاني من اكتظاظ شديد.
وأوضحت "أونروا" أن فرقها تعمل بلا توقف لتوفير ظروف معيشية آمنة وكريمة في الملاجئ عبر تأمين المياه وخدمات الصرف الصحي وجمع النفايات ودعم النظافة يوميًا، رغم صعوبة الأوضاع الميدانية ونقص الإمدادات.
