لبنان
زينب زيّون
"ترجّل من السيارة حاملاً مسدّسه، بدمٍ باردٍ وأمام أعيُن المارّة، أطلق النار عليه، لم يكترث لصراخ الأطفال الحاضرين في المكان ولا لزحمة المارين، بل قتله وترك الجثة مرميّة في الشارع، وأكمل طريقه..."، قصّة شبيهة بتلك القصص التي تُعرض في قاعات السينما، لكنّ وحشيّة القاتل جعلتها تتجسد على أرض الواقع، فصرنا نسمع، يومياً، عن قصص قتل مماثلة في لبنان، والمخيمات الفلسطينية فيه.
تفلّت السلاح داخل مخيّم عين الحلوة.. ظاهرة تنامت في الفترة الأخيرة
تساءل عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب تفجّر اشتباكات متكررة في الأعوام الأخيرة داخل المخيّمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً في مخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوبي لبنان، وبعد رصده العديد من شكاوى الأهالي، جال فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" داخل مخيّم عين الحلوة، راصداً معاناة الأهالي الناجمة عن تنامي ظاهرة السلاح المتفلّت، باحثاً عن السبل التي تخلّص الأهالي منها وتحدّ من تفاقمها.
"السلاح المتفلّت في المخيّمات يقتل الشعب الفلسطيني ويُهدد استقرار المخيّم والجوار اللبناني"، بهذه العبارة بدأت نورهان الرفاعي، إحدى الفتيات الناشطات في المخيّم، حديثها، مشيرةً إلى أنّ "المخيّم لطالما كان ينعم بالأمن والأمان، يزوره الأهالي من كافة المناطق اللبنانية، بغية شراء حاجاتهم من السوق الموجود وسطه"، متابعةً أنّ "اليوم، باتت الأمور مختلفة، أحداث أمنية وتوترات عصفت بالمخيّم، خلقت شعوراً بالخوف في نفوس الأهالي الذين صاروا لا يدخلون المخيّم، تخوّفاً من أي اشتباك يمكن أن يحصل فجأة".
توضح نورهان أنّ "تفلّت السلاح داخل المخيّم أرعب الأهالي، صغاراً وكباراً، كما ألقى بسلبياته على سلوكيات الأطفال ".
وأشارت نورهان إلى أنّ "المجتمع الفلسطيني، من قيادات وأحزاب وشعب، مسؤول عن مكافحة هذه الظاهرة والعمل على الحد من انتشارها، وذلك عبر التوعية الدائمة من خطورة استخدام السلاح، بالإضافة إلى التعامل بجدّية من قبل القوة الأمنية وتوقيف ومعاقبة المخلين بأمن واستقرار المخيّم".
حرف وجهة السلاح الفلسطيني عن تحرير فلسطين
بدوره، قال ممثل كوادر العمل الشعبي والناطق باسم تجار سوق الخصار في مخيّم عين الحلوة، عبد العزيز الشولي، إنّ "تفلّت السلاح مشكلة قديمة جديدة في لبنان، تعود إلى مرحلة ما بعد الاجتياح الصهيوني"، متابعاً أنّ هذه الظاهرة هي نتاج أحداث عديدة وقعت على أرض المخيم، فمن حالات الاغتيال السياسي إلى عدم الاستقرار الأمني الذي دفع بالكثير لحمل رشاشات بذريعة الدفاع عن النفس".
وعن سلبيات انتشار هذه الآفة، قال الشولي إنّ "تفلّت السلاح داخل المخيّم، تُفقد المخيّم حالة النضوج الفكري، حيث صارت التنظيمات تعمل على جمع المؤيّدين لها، دون انتقاء النوعية، وهذا ما يؤدي إلى الانحراف عن الهدف الأساسي، ألا وهو تحرير فلسطين والدفاع عن حق اللاجئين بالعودة إلى أرضهم"، داعياً الفلسطينيين، قيادة وشعباً، للعمل على منع حرف وجهة السلاح الفلسطيني عن تحرير فلسطين".
حملات توعوية وتحديد الهدف الفلسطيني من حمل السلاح
من جهته، تحدّث مُنسّق فريق شعلة ناشط الشبابي، أحمد الساري، عن الحملة التوعوية التي أطلقها الفريق المؤلّف من 25 شخصاً، للحدّ من تفاقم ظاهرة السلاح المتفلّت، قائلاً إنّ "السلاح صار يُستخدم في كافة المناسبات، سعيدة كانت أم حزينة، فعند الزواج يطلقون النار في الهواء، وعند الولادة، وفي الاشكالات الفردية، وعند صدور نتائج الامتحانات الرسمية، وعند موت شخص"، متابعاً أنّ "إطلاق النار بات ظاهرة تقليدية"
وعن عمل الفريق، قال الساري إنّ "فريق شعلة ناشط رأى أنّ الظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم، وبات يتوجّب عليهم إطلاق حملة توعوية تحذّر الأهالي من خطورة استخدام السلاح"، متابعاً أنّ الفريق زار الجمعيات الناشطة في المخيّم ولجان الأحياء والقوة الأمنية المشتركة، طالباً منهم التعاون للحد من السلاح المتفلت داخل مخيّم عين الحلوة، حيث أبدوا تجاوبهم.
وعن الخطوات القادمة، أشار الساري إلى أهمية التعاون بينهم وبين القوة الأمنية المشتركة، لتحريم إطلاق النار خلال الاشكالات الفردية، منوّهاً إلى إقامة ملتقى حوار شبابي وإشراك شباب وشابات المخيّم فيه، بهدف توعيتهم وتحذيرهم من مخاطر انتشار السلاح، وتغليب لغة الحوار على لغة العنف".
يُذكر أنّ رابطة عرب زبيد في مخيّم عين الحلوة، سبق أن عقدت اجتماعاً بعنوان "معاً وسوياً ويد بيد من أجل منع إطلاق النار بالهواء"، بغية الحدّ من تفاقم ظاهرة السلاح المتفلّت، والذي يتسبّب بالرعب والقلق لأهالي المخيّم والجوار، مطالبةً كافة الأطياف التصدي لهذه الظاهرة من خلال توحيد جهود لجان الأحياء والقواطع مع اللجان الشعبية والمؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية والاسلامية والقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة.
كما ناشدت الرابطة القيادة للتحرك الفوري، قائلةً: "بصوت الأطفال والنساء والشيوخ، نناشدكم يا قياداتنا أن تتخذوا إجراءات فورية وحاسمة بحق من يطلق النار ويتسبب بحالة خوف ورعب لأهالي المخيّم".
مناشدات تثير كثيراً من التساؤلات عمن هو المسؤول عن متابعة موضوع انتشار الآفات التي تُحدّق باللاجئين الفلسطينيين داخل مخيمات لبنان؟ وما هي المسؤولية التي تقع على عاتق القوة الأمنية الفلسطينية واللجان الشعبية ولجان الأحياء، بغية ضبط الأمن داخل تلك المخيّمات؟ وهي أجوبة لم نتلق ردوداً عليها من اللجنة الأمنية بعد تواصلنا معها تكراراً.
زينب زيّون
"ترجّل من السيارة حاملاً مسدّسه، بدمٍ باردٍ وأمام أعيُن المارّة، أطلق النار عليه، لم يكترث لصراخ الأطفال الحاضرين في المكان ولا لزحمة المارين، بل قتله وترك الجثة مرميّة في الشارع، وأكمل طريقه..."، قصّة شبيهة بتلك القصص التي تُعرض في قاعات السينما، لكنّ وحشيّة القاتل جعلتها تتجسد على أرض الواقع، فصرنا نسمع، يومياً، عن قصص قتل مماثلة في لبنان، والمخيمات الفلسطينية فيه.
تفلّت السلاح داخل مخيّم عين الحلوة.. ظاهرة تنامت في الفترة الأخيرة
تساءل عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب تفجّر اشتباكات متكررة في الأعوام الأخيرة داخل المخيّمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً في مخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوبي لبنان، وبعد رصده العديد من شكاوى الأهالي، جال فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" داخل مخيّم عين الحلوة، راصداً معاناة الأهالي الناجمة عن تنامي ظاهرة السلاح المتفلّت، باحثاً عن السبل التي تخلّص الأهالي منها وتحدّ من تفاقمها.
"السلاح المتفلّت في المخيّمات يقتل الشعب الفلسطيني ويُهدد استقرار المخيّم والجوار اللبناني"، بهذه العبارة بدأت نورهان الرفاعي، إحدى الفتيات الناشطات في المخيّم، حديثها، مشيرةً إلى أنّ "المخيّم لطالما كان ينعم بالأمن والأمان، يزوره الأهالي من كافة المناطق اللبنانية، بغية شراء حاجاتهم من السوق الموجود وسطه"، متابعةً أنّ "اليوم، باتت الأمور مختلفة، أحداث أمنية وتوترات عصفت بالمخيّم، خلقت شعوراً بالخوف في نفوس الأهالي الذين صاروا لا يدخلون المخيّم، تخوّفاً من أي اشتباك يمكن أن يحصل فجأة".
توضح نورهان أنّ "تفلّت السلاح داخل المخيّم أرعب الأهالي، صغاراً وكباراً، كما ألقى بسلبياته على سلوكيات الأطفال ".
وأشارت نورهان إلى أنّ "المجتمع الفلسطيني، من قيادات وأحزاب وشعب، مسؤول عن مكافحة هذه الظاهرة والعمل على الحد من انتشارها، وذلك عبر التوعية الدائمة من خطورة استخدام السلاح، بالإضافة إلى التعامل بجدّية من قبل القوة الأمنية وتوقيف ومعاقبة المخلين بأمن واستقرار المخيّم".
حرف وجهة السلاح الفلسطيني عن تحرير فلسطين
بدوره، قال ممثل كوادر العمل الشعبي والناطق باسم تجار سوق الخصار في مخيّم عين الحلوة، عبد العزيز الشولي، إنّ "تفلّت السلاح مشكلة قديمة جديدة في لبنان، تعود إلى مرحلة ما بعد الاجتياح الصهيوني"، متابعاً أنّ هذه الظاهرة هي نتاج أحداث عديدة وقعت على أرض المخيم، فمن حالات الاغتيال السياسي إلى عدم الاستقرار الأمني الذي دفع بالكثير لحمل رشاشات بذريعة الدفاع عن النفس".
وعن سلبيات انتشار هذه الآفة، قال الشولي إنّ "تفلّت السلاح داخل المخيّم، تُفقد المخيّم حالة النضوج الفكري، حيث صارت التنظيمات تعمل على جمع المؤيّدين لها، دون انتقاء النوعية، وهذا ما يؤدي إلى الانحراف عن الهدف الأساسي، ألا وهو تحرير فلسطين والدفاع عن حق اللاجئين بالعودة إلى أرضهم"، داعياً الفلسطينيين، قيادة وشعباً، للعمل على منع حرف وجهة السلاح الفلسطيني عن تحرير فلسطين".
حملات توعوية وتحديد الهدف الفلسطيني من حمل السلاح
من جهته، تحدّث مُنسّق فريق شعلة ناشط الشبابي، أحمد الساري، عن الحملة التوعوية التي أطلقها الفريق المؤلّف من 25 شخصاً، للحدّ من تفاقم ظاهرة السلاح المتفلّت، قائلاً إنّ "السلاح صار يُستخدم في كافة المناسبات، سعيدة كانت أم حزينة، فعند الزواج يطلقون النار في الهواء، وعند الولادة، وفي الاشكالات الفردية، وعند صدور نتائج الامتحانات الرسمية، وعند موت شخص"، متابعاً أنّ "إطلاق النار بات ظاهرة تقليدية"
وعن عمل الفريق، قال الساري إنّ "فريق شعلة ناشط رأى أنّ الظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم، وبات يتوجّب عليهم إطلاق حملة توعوية تحذّر الأهالي من خطورة استخدام السلاح"، متابعاً أنّ الفريق زار الجمعيات الناشطة في المخيّم ولجان الأحياء والقوة الأمنية المشتركة، طالباً منهم التعاون للحد من السلاح المتفلت داخل مخيّم عين الحلوة، حيث أبدوا تجاوبهم.
وعن الخطوات القادمة، أشار الساري إلى أهمية التعاون بينهم وبين القوة الأمنية المشتركة، لتحريم إطلاق النار خلال الاشكالات الفردية، منوّهاً إلى إقامة ملتقى حوار شبابي وإشراك شباب وشابات المخيّم فيه، بهدف توعيتهم وتحذيرهم من مخاطر انتشار السلاح، وتغليب لغة الحوار على لغة العنف".
يُذكر أنّ رابطة عرب زبيد في مخيّم عين الحلوة، سبق أن عقدت اجتماعاً بعنوان "معاً وسوياً ويد بيد من أجل منع إطلاق النار بالهواء"، بغية الحدّ من تفاقم ظاهرة السلاح المتفلّت، والذي يتسبّب بالرعب والقلق لأهالي المخيّم والجوار، مطالبةً كافة الأطياف التصدي لهذه الظاهرة من خلال توحيد جهود لجان الأحياء والقواطع مع اللجان الشعبية والمؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية والاسلامية والقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة.
كما ناشدت الرابطة القيادة للتحرك الفوري، قائلةً: "بصوت الأطفال والنساء والشيوخ، نناشدكم يا قياداتنا أن تتخذوا إجراءات فورية وحاسمة بحق من يطلق النار ويتسبب بحالة خوف ورعب لأهالي المخيّم".
مناشدات تثير كثيراً من التساؤلات عمن هو المسؤول عن متابعة موضوع انتشار الآفات التي تُحدّق باللاجئين الفلسطينيين داخل مخيمات لبنان؟ وما هي المسؤولية التي تقع على عاتق القوة الأمنية الفلسطينية واللجان الشعبية ولجان الأحياء، بغية ضبط الأمن داخل تلك المخيّمات؟ وهي أجوبة لم نتلق ردوداً عليها من اللجنة الأمنية بعد تواصلنا معها تكراراً.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين