مخيم خان الشيح- بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أفاد مراسل بوابة اللاجئين في مخيم خان الشيح بأن الطيران المروحي ألقى منذ ساعات صباح اليوم 6/11/2016 على مزارع المخيم ومحيطه الشرقي والغربي، أكثر من 30 برميل متفجر و15 صاروخ فيل، دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين، ومن ثم قصف بقذفتين منازل في الحارة الغربية، مع تمشيط في عربة الشيلكا على أسطح منازل المخيم، يأتي هذا بعد اشتباكات دارت بين قوات المعارضة والنظام في مزارع الدرخبية المطلة على المخيم، وكانت أنباء اليوم تحدثت عن قضاء الشاب "محمود فتحي صالح" أحد أبناء مخيم خان دنون خلال الاشتباكات ضد قوات المعارضة المسلحة في في خان الشيح بالريف الغربي للعاصمة دمشق.
هذا وكان الطيران الروسي قد شن ليل أمس أربع غارات، استهدف من خلالها المناطق المحيطة بالمخيم وسبب دمارا في منازل المدنيين، اثنان من الصورايخ التي شنها الطيران، تحوي مواد حارقة نتيجة اشتعال المكان بعد سقوطهما ما سبب حريق في الأراضي الزراعية.
فيما سجل يوم أمس 5/11/2016 إصابة ثلاثة مدنيين إثر سقوط قذيفتي مدفعية على منازل المدنيين في الحارة الغربية، ومن جانب آخر آطلقت عربات الشيلكا المتواجدة في مزارع الدرخبية طلاقتها على أسطح منازل المدنيين مما أدى إلى خرق خزانات المياه.
في سياق متصل، نقل مراسل البوابة بأن قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة في خان الشيح قد توصلا لاتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة وعوائلهم ومن يرغب من المدنيين باتجاه محافظة إدلب، وذلك بعد تقدم قوات النظام، الجمعة، في محور خان الشيح استكمالا لعملية الديرخبية بهدف تضييق الخناق أكثر على قوات المعارضة المتواجدة في خان الشيح، وكانت صفحات موالية لقوات النظام قد ذكرت تعليقل يؤكد وجود اتفاق ذاكر الأوضاع الصعبة التي يمر بها المخيم: "مصادرأهلية وميدانية أكدت أن اجتماعاً عقد الجمعة/2016/11/4 بمقر الفرقة الأولى بريف دمشق الغربي بين ممثليين عن الحكومة السورية وممثليين عن المجموعات المسلحة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، لبحث إجراءات اتمام خروج المجموعات المسلحة بعتادها الفردي إلى محافظة أدلب، بعد تسليم العتاد الثقيل،كان قد سبقها شروط خروج المسلحين إلى ريف درعا أو إلى مناطق بين ريف درعا وريف القنيطرة كمنطقة الحارة ،لكن الجيش السوري رفض تلك الشروط،ومن المفترض أن يشمل الاتفاق خروج المسلحين من خان الشيح والطيبة وزاكية والمقيليبة والحسينية ومزارع الكسوة الشرقية،ويأتي هذا التطور بعد النجاح الميداني الذي حققه الجيش العربي السوري على محور الغوطة الغربية ،وأدى لتطهير قرية الديرخبية،والسيطرة على محاور الامداد والطرق الفرعية الترابية في حوش العباسية،ووعرة زاكية وإطباق الطوق على منطقة خان الشيح ومحيطها بما فيه مخيم خان الشيح،الذي يعاني ظروف إنسانية صعبة تمثل بنقص حاد بالمؤن والمواد الغذائية الاساسية ونقص الادوية علماً حيث يسكن المخيم حالياً(12)ألف نسمة بينهم طلاب مدارس وموظفين عالقين بالمخيم نتيجة الظرف الميداني".
آثارت تلك الأخبار مخاوف المدنيين والأهالي في المخيم، في ظل انعدام أي دور فلسطيني للفصائل والسفارة الفلسطينية في رعاية وضمان مصير المخيم وأهله وشبانه ومؤسساته الإغاثية في هذا الاتفاق، وما هو مصير المدنيين خلال وبعد خروج مقاتلي المعارضة، إذ يبلغ عدد المحاصرين 12 ألف لاجئ فلسطيني، لم تحدد المفاوضات مصيرهم، فيما أشارت مصادر من أهالي مخيم خان الشيح أن غياب أي دور فلسطيني، وعدم وجود ضمانات ببقاء الأهالي وعدم المساس بهم قد يدفع المئات من سكان المخيم للخروج مع مقاتلي المعارضة تخوفا من انتقام النظام، وهو ما يسمح بتهجير جديد يطال من بقي من أهالي المخيم البالغ عددهم قبل بداية الأحداث 25 ألف نسمة.
لذلك، طالبت الأطراف المدنية داخل المخيم بوجود مرجعية فلسطينية قبل أي اتفاق يقضي بتهجير الأهالي، من أجل إدارة ملف مخيم خان الشيح في حال توصلت المعارضة والنظام لاتفاق، ويسمح بالتالي إعطاء فرصة للتعامل مع ملفات إنسانية تخص المخيم بحد ذاته، مثل ملف المفقودين والمعتقلين، والمطلوبين لقوات النظام وتسوية أوضاعهم، إضافة لاستمرار خدمات المؤسسات الفلسطينية داخل المخيم، ومنع أي طرف من العسكرة داخله، بما يضمن للأهالي حرية الحركة والخروج والدخول وإدخال مسلتزمات الحياة اليومية، وإلا فإن حياة آلاف اللاجئين مجهولة وتهدد وجودهم في حال خرجوا مع قوات المعارضة أو تهجروا من منازلهم إلى مصير يجهلونه، وهذا كله بحاجة إلى ضمانات فلسطينية سورية برعاية منظمة التحرير.
يذكر أن المخيم يشهد حصارا خانقا منذ 37 يوما بحق 12 ألف مدني و3 آلاف طفل، الأمر الذي أدى إلى فقدان المواد الغذائية والتموينية وبشكل خاص مادة الطحين من أجل إعداد الخبز، ما آثار تخوف الأهالي وقلقهم من استمرار الوضع والحصار على ما هو عليه.
على الصعيد الطبي، يعاني المخيم من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما جعل القدرة على معالجة الجرحى والحالات الإسعافية غير ممكنة لعدم توافر الأمكانيات إلى جانب انقطاع الطرق وخطورة نقل المرضى والجرحى للمعالجة خارج المخيم.