موسكو - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اختفت الشاورما التركية التي انتشرت في كل زاوية بالعاصمة الروسيّة موسكو، بعدما وضعت الرقابة الصحّية لدى الجهات المختصة الروسية قيوداً على بيعها، إذ باتت القوانين تفرض أن تكون أماكن الوجبات السريعة مراعية لمعايير صحية كافية، ما جعل موقع الشاورما الجديد في زوايا المطاعم المجهّزة، بدلاً من استقلاليّتها في محال صغيرة كما السابق، وجاء ذلك كجزء من إصلاحات واسعة نفّذها عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، وهدفها ليس محصوراً في محاربة الشاورما وحسب، بل "تنظيم أماكن بيع الطعام في موسكو".

أتاح غياب الشاورما فرصة لكي تبرز وجبة الفلافل التي كانت نادرة في موسكو، فبدأت بالانتشار على نطاق واسع خلال العامين الماضيين لكن بهويّة "إسرائيلية" على الرغم من أن هذه الوجبة ذات أصول عربية، وسبق أن قدمها العرب في روسيا عبر سلسلة مطاعم في أماكن تجمّع الطلاب والجاليات العربية. فحسب تصنيف شبكات البحث الإلكتروني الروسيّة، أصبحت وجبة الفلافل "قومية إسرائيلية"، ويجد الزائر لوائح بعشرات المطاعم الكبيرة والصغيرة المخصصة للوجبات السريعة، والتي فتحت أبوابها مؤخراً في موسكو، ولائحة أصنافها تشمل كذلك عدّة وجبات شاميّة الأصل، كالحمّص والتبّولة والمتبّلات، على أنها ذات هوية "إسرائيلية"، كما يفعل "الإسرائيليون" في فلسطين المحتلة، من محاولات فرض هويتهم على المأكولات العربية.

لم تكتفِ "اسرائيل" بسرقة الفلافل والتبّولة والحمّص، بل نقلتها أيضاً إلى واجهات متاجر فاخرة، بات بإمكان المتسوّق فيها أن يأخذ معه وجبة حمّص أو فول أو متبل، بالإضافة للسلطات والمقبّلات التي يعملون على تثبيت "إسرائيليّتها" لدى المتسوّق الروسي، كذلك الحال في ما يخص أقسام الخضار، إذ ينتشر الفجل والخس والفلفل والبندورة وعشرات الأصناف التي تحمل رمز المنشأ "اسرائيل"، دون أي إشارة توضح إذا ما كانت صنعت في المستوطنات.

ويعتبر البعض أن التناغم الحاصل بين روسيا والكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة، شجّع قطاع الأعمال على الدفع  باستثمارات وبدء مشروعات صغيرة ومتوسطة، من بينها ما برز في قطاع المطاعم،  في حين يرى آخرون أن هناك سبباً آخر، إذ ازداد نشاط "الهجرة المعاكسة" مؤخراً، نظراً لاعتقاد الكثير أن روسيا أكثر أمناً من "إسرائيل"، لذلك حملوا معهم رؤوس أموال وافتتحوا مشاريع عديدة من بينها قطاع المطاعم، وتعتبر الوجبات الشاميّة التي يحاول "الإسرائيليون" فرض هويتهم عليها، أكثر شعبيّة وأسهل في التسويق، بالإضافة لكون كلفتها أقل، وكانوا عرفوها خلال إقامتهم في فلسطين المحتلة، وأخذوا الفكرة من هناك.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد