مخيم درعا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

قٌصِفَ منزلي ثلاث مرات

في مخيمي.. مخيم درعا، كنت أعيش مع عائلتي بأبسط مقومات الحياة، هدفي الأول والأخير إسعاد أسرتي وتربية أطفالي تربية حسنة، ومع تطورات الأوضاع السورية في درعا تأثر المخيم بشكل كبير ضمن هذه الأحداث، ووقفنا مع أهالي درعا في محنتهم، وبعد أن قام النظام بقصف أحياء المخيم واستهداف منزلنا لقربه من خط المواجهة، قررت الرحيل الى الحارة المجاورة وعشت فيها بأمان، أنا واطفالي الأربعة،  إلا أن القدر شاء وسقط صاروخ أرض أرض (فيل) بجانب المنزل الجديد. حينها أصبت في رأسي وقدمي إصابة بالغة، وحَدَثَت بعض الأضرار في المنزل وكنت وقتها أكمل فترة علاجي في المنزل ومرة أخرى، بعدها تسقط قذيفة هاون من العيار الثقيل في منزلي أدت إلى دخولي في غيبوبة، وقد تعرضت للخطر، وأنا حاليًا في وضع صحي غير مستقر.

 الفاجعة ليست إصاباتي

كانت الفاجعة الأعظم والأكبر عندما صحوت من العمليات، فكان جميع أولادي يأتون لزيارتي كل يوم إلا طفلي "نسيم"، وفي كل مرة كنت أسال عنه فيقولون لي بإنه في المنزل أو في بيت أخي، ولكن بعد وقت قصير فجعت بخبر استشهاد طفلي الأوسط "نسيم" إذ فارق الحياة يوم الأحد 2/ تشرين الأول عندما قامت قوات النظام باستهداف منزلي بقذائف هاون من العيار الثقيل.

الحرب لم تتركني وحيدًا

بعد أن تم تدمير منزلي بالكامل، ومن ثم انتقلت إلى منزل جديد قصف من جديد، إلى أن  قررت الخروج من المنزل الذي عشت فيه لفترة من الزمن بسبب تدميره.

بعدها قام الاقارب والأصدقاء وأنا في المشفى الميداني، بتجهيز منزل تعرض للقصف في الحارات المجاورة في المخيم، وعند خروجي من المشفى سكنت فيه والحمد لله، وقد عوضت بعد فقدان ولدي الأوسط بطفل جديد قبل وفاة "نسيم" بيوم .

هربت من الموت والقصف لكي أنجو بمن تبقى من أسرتي، ولكن للأسف ما زالت القذائف والاسطوانات تنهال على أحياء المخيم.

هذه هي قصتي وحالتي رويتها لكم، وأنا بقصتي هذه أظن نفسي أفضل حالا من غيري، رغم كافة الظروف الصعبة التي مررت بها والتي أعيشها في المخيم.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد