جنوب دمشق
علمت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من مصادر مطلّعة في جنوب دمشق، قيام جهات أمنيّة سوريّة، بتوفير سبل لإخراج أفراد وعائلات فلسطينية مهجّرة من مخيّم اليرموك في بلدات " يلدا _ ببيلا _ بيت سحم" إلى الشمال السوري، وذلك لقاء مبالغ طائلة تتراوح بين 4 إلى 5 آلاف دولار.
المصادر أكّدت، أنّ 3 شبّان فلسطينيين بالإضافة إلى أسرة فلسطينية، قد غادروا بالفعل إلى مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام، خلال الأشهر الفائتة الفائتة.
وتجري عمليّة الاتفاق وفق المصادر، بشكل غير مباشر، وذلك عبر جهات وسيطة محليّة "سماسرة" يتولّون عملية التفاوض بين الراغب بالمغادرة من جهة، وضبّاط من فرع المخابرات العامّة المعروف بـ" فرع فلسطين" وضبّاط من جيش النظام من جهة ثانية.
ويقدّم الأخيرون تسهيلات العبور إلى خارج المنطقة وعبر الحواجز العسكريّة الممتدة على الطريق الواصل بين دمشق ومدينة حلب، ومنها يتم العبور إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال.
وأشارت المصادر، إلى أنّ العديد من اللاجئين الفلسطينيين، يبحثون عن سبل للخروج من جنوب دمشق إلى الشمال السوري، منذ إبرام اتفاق التسوية العام الفائت، و"ذلك بسبب التضييقات الأمنية الاستثنائيّة التي يتعرض لها الفلسطينيون دون سواهم، فضلاً عن المعاناة المعيشيّة، التي تدفعهم إلى التفكير للخروج من البلاد عبر الشمال السوري".
وتفرض سلطات النظام السوري، على أكثر من 3 آلاف عائلة فلسطينية ما تزال تقطن بلدات جنوب دمشق الثلاث، "إجراءات أمنيّة استثنائيّة"، كشرط الحصول على موافقة أمنيّة للدخول إلى مناطق العاصمة دمشق، بشكل مطابق لمرحلة ما قبل التسوية وخروج مسلحي المعارضة.
ويقتضي الحصول على الموافقة جملة من المراحل، كتقديم سند إقامة من المجلس البلدي، وعقد إيجار منزل مع أسماء أفراد العائلة، وطلب خطّي من صاحب العلاقة بالموافقة، لتقوم " لجنة المصالحة" برفع الطلب للجهات الأمنيّة، الذي يبت فيه بشكل مباشر رئيس فرع "فرع فلسطين" بعد إجراء مسح أمني لجميع أفراد العائلة، ليتمكّن اللاجئ الفلسطيني من عبور حاجز " ببيلا" ويتجوّل في مناطق العاصمة.
ويُضاف إلى ذلك، قيام أمن النظام السوري بين الحين والآخر بحملات اعتقال تطال سوريين وفلسطينيين من سكّان المنطقة، من الذين قاموا بكافة إجراءات تسوية أوضاعهم بموجب الاتفاق المبرم، فضلاً عن حملات الاعتقال بغرض السوق إلى الخدمة العسكريّة الإجباريّة.
وكان نحو ألفي لاجئ فلسطيني، قد فضّلوا المغادرة إلى الشمال السوري في أيّار/ مايو 2018 الفائت، بعد إبرام اتفاق التسويّة بين النظام والمعارضة السوريّة المسلحة برعاية روسيّة، وأفضت إلى استعادة النظام سيطرته على البلدات الثلاث، وخروج مسلّحي المعارضة وآلاف المدنيين، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء.
ويتراوح عدد اللاجئين الفلسطينيين المتبقّين في بلدات " يلدا_ ببيلا_ بيت سحم" الجنوبيّة، بين 3 آلاف إلى 3500 عائلة، جلّهم من مهجّري مخيّم اليرموك المدمّر، يسكن معظمهم في منازل فارغة أو مُستأجرة، في ظل معاناة أمنيّة ومعيشيّة كبيرة.