دعاء عبد الحليم _ بيروت
قبيل انطلاق ورشة البحرين الاقتصادية يوم الثلاثاء المقبل، عقدت عدد من المؤسسات الإعلامية، وإعلاميين من توجهات سياسية ومهنية مختلفة لقاءً إعلاميًا موسّعًا تحت شعار" إعلاميون في مواجهة صفقة القرن" في العاصمة اللبنانية بيروت.
ووضع بعض المشاركين في المؤتمر، نقاط عمل إعلامي ممنهج لتحقيق مواجهة حقيقية لهذا المشروع التسووي الأمريكي، فيما أشار آخرون إلى أن وقف استهداف الفلسطينيين، وعلى رأسهم اللاجئون، يكمن في التخلص من الآفات السياسية والطائفية التي تستشري في البلدان العربية.
البيان الختامي للمؤتمر أكد أن "فلسطين ليست للبيع رغم كل الخيانات وهي حق للأجيال المقبلة من البحر إلى النهر"، ودعا إلى تكثيف اللقاءات والجهود والمبادرات عبر وسائل الإعلام كلها، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث لفضح صفقة القرن والمشاريع المرتبطة بها والتأكيد على أن فلسطين لأهلها وللمدافعين عن حقوقهم وستبقى.
الرهان على الفلسطينيين أنفسهم، والانتفاضة هي السبيل
صفقة القرن أو ما وصفها المشاركون في المؤتمر بصفعة القرن، تأتي لإسقاط حقّ العودة وقرارات الأمم المتحدة، وفي تصريح لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، شدد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي على أن الرهان ليس على الأنظمة العربية بل على الفلسطينيين، داعياً إياهم إلى إعادة إنتاج انتفاضة واسعة في كل فلسطين، وطالب الإعلاميين بدخول معترك المقاومة المكثفة لـ"فضح هذه الصفقة والتصدي لأي محاولة تهدف إلى تطبيع ثقافي إعلامي".
الدعوة إلى تشكيل إطار إعلامي لفضح خطوات التطبيع
بدوره قال الإعلامي الفلسطيني نافذ أبو حسنة، في كلمة له، إن ورشة الصفقة في البحرين تعرّي كل من سيشارك فيه، مضيفا أنّه من الضروري تحويل التّحدي إلى فرصة، واقترح تشكيل إطار إعلامي يتابع فضح الخطوات التطبيعية لصدّ أي محاولة دمج للعدو الصهيوني في منظومة المنطقة وفرض التوطين والهيمنة عليها.
وفي تصريح لنا، أكّد النّائب اللبناني حسين الحاج حسن أنّ هناك دوراً لكل شعوب المنطقة، ومنهم الشّعب اللبناني في مواجهة صفقة القرن، وأن هذا اللقاء هو لرفض أي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على أن من واجب الدول العربية والإسلامية تحقيق الوحدة في مواجهة هذه المخططات.
ضرورة تحرر الإعلام العربي من التبعيات لتحقيق مقاومة حقيقية
هذه اللقاءات يجب أن تخرج من إطار التنظير وتترجم على أرض الواقع بحسب الإعلامي الأسير المحرر أنور ياسين، الذي طالب عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين بتوحيد الجهود العملية ورفع شعار المواجهة العسكرية الأمنية والاقتصادية، وفيما يتعلّق بدور الإعلام، قال ياسين إنّ أهم خطوة يقوم بها الإعلام في الساحة العربية هو التّحرر من التّبعيات لنقل نبض الشارع العربي بكل شفافية وموضوعية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الخطر الحقيقي يكمن في استهداف الشباب الفلسطيني يكمن في محاولات تفريغ المخيمات من حالتها النضالية وتحويلها إلى "أوكار أمنية"، وهذا أحد أشكال استهداف اللاجئين الفلسطينيين، الذي تعول عليه الإدارة الأمريكية في تحقيق مشروعها المؤطر ضمن ما بات يعرف بـ "صفقة القرن.
رفضٌ إعلاميٌ وشعبيٌ واسعٌ تشهده البحرين التي تستقبل المؤتمر، فقد ندد الإعلامي البحريني إبراهيم المدهون بما تقوم به حكومته، مشددا على أنّ القضية الفلسطينية غير قابلة للتفاوض أو المساومة عليها وستبقى إلى الأبد بوصلة الشعوب العربية والقضية المركزية.
المشاركون في هذا اللقاء أكّدوا أن هذه الصفقة تمثّل أقصى حالات الإذلال والتهويد والأسرلة، وأن هذا المؤتمر الصهيوني الأميركي هو طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، لجرّ فلسطين إلى مفاوضات استسلام.