فلسطين المحتلة
أعلنت جهات شعبيّة ونقابيّة وحزبيّة في مُدن ودول عربيّة، وعرب في أوروبا، عن فعاليات مُنددة بالمشاركة في "ورشة البحرين" ورافضة لـ "صفقة القرن"، وذلك في إطار دعم ومناصرة فلسطين والشعب الفلسطيني، حيث طالت المغرب والبحرين ومصر والعراق وغيرها من الدول.
في جمهوريّة مصر العربيّة، أكّدت قوى وطنيّة مصريّة على وقفها الواضح والداعي إلى مُجابهة أي مواقف وخطوات من شأنها المساس بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة والعربيّة الثابتة غير القابلة للتصرف، والتي تتقاطع مع المُخططات الصهيونية والأمريكية المُعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، والتي تهدف لتصفية قضيّته.
جاء ذلك في بيانٍ وقّعت عليه العديد من القوى والأحزاب المصريّة، دعت فيه الشعوب العربيّة وفي القلب منها الشعب المصري بالتمسّك بالمقاومة وتصعيد خيارات المقاطعة، والتوسع في مواجهة التطبيع كخيار استراتيجي عبر الاندماج في نشاطات لجان المقاطعة المختلفة في الوطن العربي، لمواجهة هرولة الأنظمة العربيّة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني.
واعتبرت القوى الوطنية المصريّة "المشاركة العربية في هذا المؤتمر انهياراً أخلاقيّاً وسياسيّاً وهدماً لقضايانا الوطنية والقومية، وتخاذلاً عن حماية مصالحنا الاستراتيجية؛ واستمراراً لمسلسل التبعيّة والانصياع لإملاءات العائلة الترامبية بقيادة الأحمق ترامب وصهره الصبي الصهيوني كوشنر اللذيْن لا يتورعان عن إظهار عنصريتهم وعدائهم لشعوب أمتنا وانحيازهم الفاضح لعدونا الصهيوني."
وتابعت القوى، أنه انطلاقاً من هذا الموقف الوطني المصري الراسخ، وانتصاراً لقيم العدل وحقوق الإنسان وتأكيداً على ضرورة زوال الاحتلال مهما طال أمده؛ "فإننا نشد على أيادي الشعب الفلسطيني ونُحيي الموقف الوطني الفلسطيني الجامع برفض المشاركة في هذا المؤتمر بما ينزع عنه أي شرعيّة."
فيما أعلنت القوى والأطر الوطنيّة في المغرب أنها بصدد تنظيم تظاهرات حاشدة يومي الأحد والثلاثاء القادمين، انطلاقاً من ساحة باب الأحد في الرباط، الساعة العاشرة صباحاً، وجاء في بيان القوى الذي وقّعت عليه (11) منظمة ومؤسسة مغربيّة، أنّ ذلك يأتي "في سياق التآمر المتواصل على القضية الفلسطينية لتصفيتها وشطب حقوق الشعب الفلسطيني والاغتصاب النهائي للقدس والجولان وباقي الأراضي العربية المُحتلة، ومن أجل الوقوف ضد مؤامرة ما يُسمى صفقة القرن وضد مؤتمر الخيانة والعمالة في ورشة البحرين من أجل ما يُسمى السلام والازدهار، ومناهضة كل أشكال التطبيع ولمظاهر الاختراق الصهيوني التخريبي للمغرب."
واعتبر خالد السفياني السكرتير العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إحدى المنظمات الداعية للمسيرة، إنّ أي مشاركة في ورشة البحرين "تُشكّل خيانة عظمى، تصل لدرجة وضع فلسطين والقدس والجولان وباقي الأراضي العربية المحتلة في سوق النخاسة، وفتح أبواب التطبيع مع العدو مشرعة بالكامل"، داعياً سلطات بلاده إلى رفض المشاركة في المؤتمر بأي شكل من الأشكال ومهما كانت درجة التمثيل.
أما البحرين مُستضيفة الورشة الاقتصادية التطبيعية، دعت المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، إلى مقاطعة الورشة الاقتصادية التي تستضيفها العاصمة، وإلى رفض "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وقالت المبادرة التي تُمثّل (19) جمعية بحرينية في بيانها "إنّ الإعلان المشترك الأمريكي البحريني عما يُسمى بورشة السلام من أجل الازدهار، صدمة كبيرة في نفوس المواطنين والشعوب العربية والإسلامية"، لما تمثله هذه الورشة من تحضير مسبق من أجل الإعلان عن "صفقة القرن" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ نهائي.
وأعلنت المبادرة عن القيام برفع علم فلسطين على كافة مقارّها ومؤسساتها وجمعياتها بالتزامن مع انعقاد الورشة الاقتصادية، كما دعت المواطنين البحرينيين لرفع العلم فوق منازلهم، وذلك استجابةً لنداء الواجب برفض التطبيع مع العدو الصهيوني ونُصرةً للشعب الفلسطيني.
وفي اليمن الذي يعيش حالة حرب منذ سنوات قتلت فيه عشرات الآلاف وشرّدت الملايين، أصدرت شخصيات يمنيّة بياناً حول "صفقة القرن" أعربت فيه عن خشيتها أن تُجر اليمن عبر ما أسمته الشرعيّة المُنهكة والفاقدة لقرارها السياسي الوطني المُستقل، لحضور مؤتمر التطبيع البحريني "ورشة البحرين"، لتشريع الاحتلال الصهيوني لما تبقّى من الأرض الفلسطينية والسورية.
وجاء في البيان أنه إذا كانت "صفقة القرن" مجهولة المحتوى السياسي كبنود، فإنّ ما يُطبّق ويُنفّذ على الأرض الفلسطينية اليوم هو الأكثر تطرفاً ووحشية لتجريد الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه في الأرض، وحق العودة، والدولة الفلسطينية. وهناك من الأنظمة العربية تحت قيادة محمد بن زايد، ومحمد بن سلمان من يسعون عربياً لتمرير وشرعنة هذه الصفقة المُذلّة والمُهينة فلسطينياً وعربياً، ودولياً، بدءاً من المشاركة في مؤتمر "وارسو"، إلى الضغوط الأمريكية/الصهيونية، لشرعنة التطبيع عبر ما يسمى "المؤتمر الاقتصادي للازدهار"، المزمع عقده في البحرين لرشوة الشعب الفلسطيني بمبالغ مالية واستثمارات اقتصادية بعد نهب واحتلال كل الأرض الفلسطينية، حسب البيان.
وفي الكويت طالبت قوى وتيارات سياسية كويتية قبل أيام حكومة بلادها بمقاطعة ورشة البحرين، وذلك في بيانٍ مشترك قالت فيه إنّ الورشة المُنتظر عقدها في المنامة هي في حقيقتها منبر تسويق للتطبيع مع الكيان الصهيوني المُحتل، والترويج لما بات يُعرف بــ "صفقة القرن."
وأعربت القوى في بيانها عن قلقها البالغ من محاولات ابتزاز الدول العربيّة وجرّها للمشاركة في الورشة، بدعوى تنمية وازدهار الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتةً إلى أنّ السلطة الفلسطينية والفصائل أعلنت رفضها التام والقاطع للضلوع فيها، "لذا فإننا نربأ بالكويت والتي كانت حاضنة للعمل الفلسطيني المقاوم منذ بداياته، أن تكون لها مشاركة في هكذا مؤامرة."
وتابعت "حري بالحكومة الكويتية أن تقطع طريق التكهّنات والشائعات والشبهات تماشياً مع موقف الكويت الوطني والقومي والإسلامي تاريخياً، على المستويين الرسمي والشعبي."
وفي أوروبا، اجتمع عشرات الباحثين والناشطين والمؤيدين للحقوق الفلسطينية في مدينة روتردام الهولندية، مُعلنين رفضهم للورشة في البحرين، وذلك بحضور فلسطيني عربي من (11) دولة أوروبية، أكدوا رفضهم القاطع لكافة المشاريع التي تستهدف أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها "صفقة القرن" وما يرافقها من خطوات وإجراءات تُمهّد لها من خلال ورشة البحرين وما سبقها من إجراءات أمريكية وقرارات حول القدس المحتلة واستهداف وكالة "أونروا."