بغداد
تواجه نحو 17 عائلة فلسطينية معظم ربّاتها من الأرامل، شبح التشرّد من جديد، بعد تهديد صاحب المبنى الذي يسكنوه في منطقة بغداد الجديدة في العاصمة العراقية، والمعروف بـ " عمارة الأرامل" بترحيلهم في حال تخلّفوا عن دفع إيجار الشقق لمدّة 4 أشهر مقدّماً ابتداءً من شهر تموز/ يوليو الجاري.
إحدى ساكنات العمارة، ناشدت عبر " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين بالتحرك العاجل من أجل حلّ المسألة المتكررة مع صاحب العمارة، للحؤول دون إخراجهم من منازلهم، التي لا يمتلكون بديلاً عنها.
وقالت في اتصال معنا، إنّ " صاحب العمارة قام اليوم الجمعة بمطالبتهم بدفع إيجارات الشقق التي يسكنوها لمدّة 4 أشهر مقدّماً بشكل فوري، وإلّا سيتخذ إجراءات بترحيلهم"
وأوضحت أنّ قيمة الإيجار الشهري يبلغ 375 ألف دينار عراقي أي ما يُعال 315 دولار أمريكي، مؤكّدةً “أنّ معظم العائلات لا تمتلك هذا المبلغ لشهر واحد، فكيف بإمكانهم تأمين قيمة 4 أشهر، ومعظمنا يعيش على 50 و100 ألف دينار في الشهر".
وأضافت اللاجئة التي رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من تعّرضها لمضايقات، أنّ المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، قد دفعت مؤخّراً مجموع الإيجارات المتراكمة لغاية شهر حزيران/ يونو الفائت، مشيرةً إلى أنّ المفوضية قد طلبت من السكّان دفع إيجار تموز الجاري من جيوبهم إلى حين صرفها لهم لاحقاً.
وانتقدت اللاجئة، سلوك المفوضيّة الساميّة، ووصفتها بغير المبالية بحال سكّان العمارة " معدمي الحال" بحسب قولها، وقالت:" إنّ العديد من السكّان قد راجعوا نادي حيفا التابع للمفوضيّة، وقاموا بعرض المشكلة على مسؤول الملف الخاص بهم المدعو علي البغدادي، إلّا أنّهم يُواجهون بالتجاهل".
الجدير بالذكر، أنّ تهديد سكّان العمارة بالطرد ليس الأوّل، وتؤكد العائلات أنّ هذا السيناريو يتكرر في السنة الواحدة أكثر من 4 مرّات، بسبب تأخر المفوضيّة عن سداد الإيجار، وكان آخره في حزيران/ يونيو الفائت، حيث أنذر صاحب المبنى السكّان في بلاغ رسمي، بإلغاء العقد المبرم بينه وبين وزارة الهجرة والمهجّرين ومن خلفها المفوضيّة السامية، وإخلاء كافة الشقق.