لبنان – خاص
تستمر الاحتجاجات في مخيمات لبنان في يومها الخامس عشر، للمطالبة بإقرار قوانين تضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين المدنية والاقتصادية والاجتماعية.
في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، شارك العشرات في اعتصام دعت إليه "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" رفضاً لإجراءات وزارة العمل المتمثلة بمعاملة اللاجئ الفلسطيني معاملة الأجنبي.
كما نظمت الهيئة لقاءًا تضامنياً لبنانياً فلسطينياً قرب "تجمع المدارس" التابعة لـ "أونروا" في المخيم.
وأكّدت الهيئة في كلمتها التي ألقاها الشيخ جمال خطاب أنه: "لن يكون هناك أي لقاء مع وزير العمل أبو سليمان طالما لن تكون نتائجه المسبقة إيجابية"، متسائلاً: "لماذا اللقاء لمجرد اللقاء، دون تغيير في الموقف وإلغاء القرار أو استثناء الفلسطيني منه؟".
في السياق ذاته، دعا النائب في البرلمان اللبناني أسامة سعد أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني إلى المشاركة في تظاهرة في ساحة الشهداء في مدينة صيدا عند السابعة من مساء يوم غدٍ الثلاثاء، رفضاً لإجراءات وزارة العمل اللبنانية بحق العمال وأرباب العمل الفلسطينيين.
في صور، أكدت فصائل منظمة التحرير عقب اجتماع لها، أمس الأحد، في مكتب حركة فتح بمخيم الرشيدية استمرار التحركات السلمية داخل المخيمات والحفاظ على الجوار.
ودعت الفصائل في بيان إلى اعتبار يوم الجمعة يوم إضراب عام ومسيرات في المخيمات كافة، وإلى الحفاظ على الوحدة الوطنية مع جميع القوى.
حماس: الحراك مستمر
بدورها، دعت حركة حماس إلى "استمرار التحركات السلمية بقوة في جميع المخيمات في لبنان حتى يتراجع وزير العمل ويتم استثناء اللاجىء الفلسطيني من التمييز".
وفي بيان صدر أمس الأحد، عبّرت الحركة عن رفضها الشامل والقوي لأي إجراء يلحق الضرر بمصالح وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مجدّدة موقفها حيال ضرورة إلغاء أي إجراء أو قانون يضر اللاجئين الفلسطينيين ويقيد حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
وشدّد البيان على ضرورة تراجع وزير العمل عن قراراته، ونقل القضية بسرعة إلى الحكومة اللبنانية، مطالبة بإلغاء إجازة العمل والتعامل مع الإنسان الفلسطيني بصفة لاجىء وليس بصفة أجنبي.
ودعت الحركة إلى توحيد جهود جميع التحركات الشعبية والشبابية، وتعزيز التفاهم والتعاون على قاعدة رفض إجراءات وزير العمل وإلغاء إجازة العمل وأخذ مصالح اللاجئين والحياة الكريمة للناس بعين الاعتبار تخفيفاً عنهم.
وأكدت الحركة أن "التحركات الشعبية ستتصاعد وستذهب باتجاه آفاق جديدة إذا ما بقيت حالة الظلم والتمييز"، مشددة على وقوفها إلى جانبها ودعم جهودها في التعبير السلمي الحضاري عن حقوق الفلسطينيين.
وشددت الحركة على رفضها للتوطين، ورفضها أيضاً محاولة توظيف التحركات الشعبية الفلسطينية في قضايا لبنانية داخلية أو في محاولات للتحريض أو في المعادلات المحلية.
كما تضمن البيان تأكيداً على وحدة الموقف السياسي والقانوني الفلسطيني للفصائل الفلسطينية وقرارات هيئة العمل المشترك واللقاءات الفصائلية الموحدة والقوى واللجان الشعبية والأهلية والروابط بالتكامل مع الموقف الشعبي والشبابي، الذي أساسه الدفاع عن حقوق ومصالح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحق اللاجئين في كامل حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
في بيروت، نظم الحزب الشيوعي اللبناني بمشاركة ناشطين فلسطينيين اعتصاماً أمام مقر وزارة العمل في منطقة المشرفية.
وطالب المشاركون بإنصاف اللاجئين الفلسطينيين وإقرار حقوقهم المدنية والاقتصادية والاجتماعية.
في شمال لبنان، نظم الحراك الميداني الموحد في مخيم نهر البارد، أمس الأحد، مهرجاناً تأبينياً لشهيد جمعة "لاجئي لبنان" في قطاع غزة أحمد القرا، الذي استشهد برصاص الاحتلال قرب السياج الفاصل.
وأكد الحراك أن "دماء الشهيد أحمد هي استمرار لنضال شعبنا الفلسطيني ضد المؤامرات التي يتعرض لها شعبنا"، مشدداً على أن الفلسطينيين في لبنان لا يريدون سوى العودة إلى فلسطين.
وطالب المتحدثون بإنصاف الشعب الفلسطيني الذي جاء إلى لبنان قسراً بفعل الاحتلال الإسرائيلي، داعين الحكومة اللبنانية إلى إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني.
وفي مخيم البداوي، نصب أهالي المخيم خيمة على محاذاة الشارع العام استنكاراً لإجراءات وزارة العمل.
اجتماع الحكومة .. هل يحلحل الأوضاع؟
إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ تلفزيون LBCI اللبناني أن "حلحلة متوقعة هذا الأسبوع لأحداث قبرشمون، وجلسة للحكومة قد تعقد، مطلع الأسبوع المقبل، وذلك على خلفية أفكار جديدة يبلورها اللواء إبراهيم مع كبار المسؤولين".
يُذكر أن رئيس الحكومة سعد الحريري قال منذ نحو 20 يوماً، خلال جلسة للمجلس النيابي اللبناني، إن موضوع القرار بشأن العمال الفلسطينيين بات في عهدة الحكومة، إلا أنها لم تجتمع منذ ذلك الحين بسبب خلافات لبنانية داخلية على خلفية أحداث قبرشمون.
الراعي ينتقد حراك المخيمات
في السياق، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إن: "الإخوة اللاجئين الفلسطينيين يعلمون أن لبنان متضامن معهم ومع قضيتهم منذ سبعين سنة، وأكثر من أي بلد آخر وقد دفع غالياً ثمن هذا التّضامن فنرجو أن يكونوا هم بدورهم متضامنين مع لبنان وشعبه".
وأشار الراعي خلال عظة قداس الأحد في الديمان إلى "أننا ندرك مأساتهم الاقتصادية وهمومهم المعيشية، فنأمل أن يدركوا هم أيضاً واقع الشعب اللبناني الذي أصبح ثلثه تحت سقف الفقر، و35% من شبابه يعاني البطالة، و70% من اللبنانيين غير مضمونين، والدولة غارقة في الديون، والخزينة في عجز موصوف، والاقتصاد في كل قطاعاته متعثر، ولا تنتهي سبحة الحالة البائسة التي بلغنا إليها".
واعتبر الراعي أن "قانون العمل الذي تعمل الوزارة على تطبيقه يحفظ حق الجميع فرجاؤنا ألا يكافئ الإخوة الفلسطينيون لبنان وشعبه بالتظاهرات والانتفاضات".
وقال الراعي: "تعالوا بالأحرى نصوب الهدف إلى الذين سلبوا أرضكم وهجروكم، وإلى المجتمعين العربي والدولي المسؤولَين مع السلطة الفلسطينية عن الأساس الذي نناضل معكم في سبيله، وهو حل الدولتين وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، تطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية منذ العام 1948 وما تلاه، فلا ننزلقن، من حيث لا ندري، في خط تسهيل ما يسمى بـ "صفقة القرن" و"مشروع الشرق الأوسط الجديد".