اسطنبول
شارك موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع مجموعة الحوار الفلسطيني وعدد من المؤسسات الإعلامية والحقوقية والأهلية الفلسطينية العاملة في تركيا، وعدد من ناشطي المجتمع المحلي المتحدثين باسم العائلات الفلسطينية السورية في اسطنبول اليوم الخميس 1 آب /أغسطس 2019 في مدينة إسطنبول في اجتماع يهدف لوضع خطط تحركات من أجل إنهاء معاناة آلاف اللاجئين الفلسطينيين السوريين المتضررين من الإجراءات الأخيرة للسلطات التركية، والعمل على تسوية أوضاعهم القانونية والإنسانية .
وناقش المجتمعون أبرز المشكلات القانونية والأمنية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا بعد القرارات الأخيرة التي استحدثتها الحكومة التركية والتي بدورها تهدد اللاجئين الفلسطينيين بالغرامة والترحيل.
وبدأ المجتمعون بلمحة مفصلة عن تاريخ لجوء فلسطينو سوريا الى تركيا الذي تزامن مع موجة اللجوء للشعب السوري في عام 2011 وانتشارهم على جميع الأراضي التركية ، إذ كان حال انسحبت حال السوريين على حال فلسطينيي سوريا، إضافة إلى شرح دقيق عن الوضع القانوني الضبابي للاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا، وعدم معرفة السلطات التركية بشكل تام قصة اللجوء الفلسطيني في سوريا على مدى 70 عاماً وعدم امتلاكهم اوراقاً رسمية، تثبت أنهم مواطنون فلسطينيون، الأمر الذي جعلهم في وضع ذو خصوصية في التعامل معهم من قبل السلطات التركية.
وذكّر المجتمعون بدور الجمعية التركية للتضامن مع الشعب الفلسطيني (فيدار) التي عملت مع السفارة الفلسطينية في أنقرة على تقديم ورقة تشرح وضع اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا منذ بداية لجوئهم إلى سوريا عام 1948 وحتى لحظة دخولهم إلى تركيا، الأمر الذي لاقى تجاوباً من المستشار التركي أحمد داوود أوغلو عام 2015 في وقتها ، الذي قدم تسهيلات عديدة للاجئين الفلسطينيين السورين في تركيا بعد عدة شهور من العمل على الموضوع، ووضعهم في خانة اللاجئين السوريين ومعاملتهم بالمثل، ومنحهم وثائق الحماية المؤقتة، مما جعلهم يستفيدون من الخدمات التي تقدمها الحكومة التركية للاجئين من طبابة وتعليم واعفاء من الضرائب وتسهيل العمل على الأراضي التركية.
كما أكد المجتمعون على أهمية أن تلعب سفارة السلطة الفلسطينية في تركيا دوراً في هذا السياق.
وضمن اللقاء ناقش المجتمعون الأوضاع التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون منذ بداية خروجهم قسراً من مخيماتهم إلى مخيمات الشمال السوري في مخيمي دير بلوط والمحمدية، وعدم قدرة عدد منهم العيش في هذه المخيّمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة ، الأمر الذي اضطر العديد منهم إلى الدخول إلى تركيا بطرق غير شرعية وتكاليف مادية عالية للعيش في مكان آمن بعيداً عن الخطر الذي يهددهم في مناطق الشمال السوري، التي تعاني من مشكلات أمنية ، كالخطف والقتل وغيرها.
وأشار المجتمعون في نقاشهم إلى أن اغلب اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا من مخيمي خان الشيح واليرموك، الذين تهجروا من مخيماتهم بفعل قصف النظام الهمجي الذي تسبب بتوقيع اتفاق المصالحة بين قوات النظام المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة، وقد قدموا إلى إسطنبول بسبب وجود أقارب لهم وتوفر فرص العمل وبحثاً عن حياة آمنة فيها، وبسبب توفر أغلب الخدمات وعلى رأسها الخدمات الطبية التي تقدمها المراكز السورية والعربية بشكل أسهل، وأن عدم استخراجهم لوثائق الحماية المؤقتة كان بسبب عدم منح السلطات التركية وثائق الحماية في تلك الفترة.
كما تباحث المجتمعون حول سبل مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الراغبين في العودة للولايات التي استصدروا وثائق الحماية المؤقتة فيها بإعادة استقرارهم فيها.
وتسهيل السفارة الفلسطينية استخراج جواز السفر الفلسطيني للاجئين بشتى الطرق وبدون اي تكاليف مادية ومعنوية، وإيجاد آلية لتسهيل استصدار إذن العمل للاجئين الفلسطينيين والسماح لهم بالعمل، وخلق آلية للعمل على حل المشكلات القانونية للاجئين قبل تفاقمها، والبحث عن فرص إيجاد صيغة حماية للاجئين، والعمل على ضرورة وجود خط ساخن مع السلطات التركية لتدارك جميع المشاكل المحتملة.
كما دعوا الى التواصل مع الموظفين في المؤسسات الدولية العاملة في تركيا المتخصصة بقضايا اللاجئين بهدف الاستفادة من مؤسساتهم لتقديم بعض الخدمات للاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا.
وهذا ما عمل عليه سابقاً موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع مجموعة ناشطين حقوقيين وإعلاميين، أطلقوا حملة للضغط على سفارة السلطة الفلسطينية والمؤسسات والمنظمات الفلسطينية للوقوف عند مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين من سوريا والمهجرين إلى تركيا، والذين تأثروا بالقرارات التركية بتغريم وترحيل كل من لا يملك إقامة حماية مؤقتة أو لجوء (كملك) من السوريين والفلسطينيين وغيرهم.
ودعت حملة الناشطين أي لاجئ فلسطيني متضرر من القرارات الأخيرة إلى إرسال اسمه الثلاثي ورقم هويته ورقم هاتفه على الرقم 00905318186008 بواسطة الواتساب لرفعها ضمن ملف سيتم تقديمه للجهات الفلسطينية ومنظمات حقوق الانسان.
واتفق المجتمعون على تعزيز سبل التعاون لحل هذه المشكلات وعدم تراكمها. بالإضافة إلى إصدار نشرة تعريفية تبين أهم القوانين التركية المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين السوريين و أسماء أبرز الجمعيات الفلسطينية الناشطة في تركيا ، واعتماد خط ساخن للتواصل من خلاله مع جمعية فيدار في حال التعرض للتوقيف أو الترحيل.
كما اوصى المجتمعون على عدد من الإجراءات القانونية والوقائية، من بينها تشكيل لجنة من المؤسسات والناشطين الفلسطينيين مهمتها حماية اللاجئين والتواصل مع الجهات التركية والفلسطينية لمساعدتهم فيما يخص المعتقلين والمفقودين والأشخاص الذين يتعرضون لعملية الترحيل. وتقدير موقف قانوني من المختصين لدراسة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين للاستفادة من القوانين التركية النافذة بما يحقق أكبر مصلحة للاجئين ، بالإضافة إلى ايجاد قاعدة بيانات توثق أعداد وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في تركيا.
يشار إلى أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا حوالي 2400 عائلة فلسطينية مسجلة ، وموزعة على كل الأراضي التركية في الوسط والجنوب ، وأن عدد العائلات المتواجدة في مدينة إسطنبول مايقارب حوالي 1200 عائلة فلسطينية ، 500 عائلة تمتلك وثائق الحماية المؤقتة صادرة عن مدينة إسطنبول و 400 عائلة منهم لا تمتلك اوراق الحماية المؤقتة ( الكمليك) ، وأن اعداد العائلات التي تمتلك هذه الوثائق لكن من ولايات أخرى تجاوز ال300 عائلة ،
كما يذكر إلى أن 1200 عائلة فلسطينية سورية في تركيا متوزعة ضمن المحافظات الجنوبية ، حوالي 390 عائلة منها لا تمتلك وثائق الحماية المؤقتة.
وأن نسبة اللاجئين الفلسطينيين العاملين في مدينة إسطنبول قد تجاوزت ال 70٪ من جميع اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا بحسب إحصائيات جمعية خيرأمة.