صابر حليمة – بيروت
أطلق إعلاميون فلسطينيون من مخيمات ومناطق عدة في لبنان، "تجمع الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان" (تفاعل).
وأكد التجمع في بيانه التأسيسي، إنه "ليس إطاراً بديلاً عن أحد وليس تابعاً لأحد"، بل "يعمل وينسق مع الجميع خدمة للقضية الفلسطينية".
وتتمثل أهداف التجمع، وفق البيان، في تطوير العمل الإعلامي الفلسطيني وفقاً للثوابت الوطنية، والتأكيد على حق العودة، ومناهضة التطبيع مع الاحتلال، إلى جانب الدفاع عن القضايا الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والعمل على تشكيل رأي عام داعم للقضية الفلسطينية والدفاع عن الصحافيين الفلسطينيين.
ويأتي إطلاق هذا التجمع في وقت تشهد فيه مخيمات الفلسطينيين بلبنان حراكاً احتجاجياً واسعاً، للمطالبة بحقوق إنسانية غيبت لقرون عن اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد، ووسط تحديات جمة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، ولغط وهرج ومرج، وأقاويل وإشاعات كثيرة تطال ملفات عدة كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وملف العودة، ومصير اللاجئين.
نواة لتجميع العمل الصحفي بما يخدم قضية اللاجئين الفلسطينيين
وقال المنسق العام للتجمع، عمر كايد، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إن التجمع يتكون من "مجموعة من الصحافيين الفلسطينيين المقيمين في لبنان"، موضحاً أن إطلاق التجمع يأتي في "وقت تمر فيه القضية الفلسطينية، واللاجئون الفلسطينيون على نحو خاص، بمرحلة دقيقة ومفصلية"، خصوصاً مع ما يُحكى عن "صفقة القرن ويحاك لتهجير اللاجئين الفلسطينيين من خلال التضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية".
كما أكد كايد على الأهداف المذكورة في البيان، مشيراً إلى وجود خطوات عملية كثيرة لتحقيقها، منها "الحملات الإعلامية والفيديوهات القصيرة والمقالات، إضافة إلى الندوات ودعوة صحافيين لبنانيين إلى زيارة المخيمات وتنظيم جلسات حوار تفاعلية مع الشباب في المخيمات".
وشدد كايد على ضرورة "تعزيز التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية كـ "أونروا" ولجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني والفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية".
وذكر أن ما يميز هذا التجمع عن سائر التجمعات الأخرى "أنه يعمل ما أمكن على جمع جهود الصحافيين الفلسطينيين من المخيمات والتجمعات كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية"، إلى جانب سعيه لأن يكون "نواة للتواصل والتنسيق بين النخب والناشطين الفلسطينيين".
لا تبعية.. بل جهود ذاتية أنجبت التجمع
في السياق، أكد زاهر أبو حمدة نائب المنسق العام أنه شارك في إطلاق التجمع لأن "فكرته قائمة على مفاهيم وقيم يحتاجها مجتمعنا وتجسد صورة الوحدة الوطنية مجتمعياً وسياسياً".
وشدد أبو حمدة في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينين"، أن التجمع يهدف إلى العمل لفلسطين قضية وشعباً أولاً، ويقدم صورة أخرى عن الشعب الفلسطيني الموصوف بالانقسام والتشرذم منذ أكثر من عقد من الزمن، مؤكداً أنه "من المعروف أن الفلسطيني ينجح كفرد، لكننا نفشل بالعمل الجماعي، ونريد أن نثبت أن مجموعة شباب استطاعوا التوحد في عمل جماعي علهم يشكلون قدوة لمشاريع أخرى في الساحة الفلسطينية".
وأوضح أن التجمع يتميز بضمه نخبة من الصحافيين الفلسطينيين، الذين يلتقون على أهداف واضحة ومبادئ يسعون إلى نشرها في المجتمع الفلسطني"، مشدداً أن "التجمع لا يتبع لأحد ولا تموله أي جهة إنما هو ثمرة جهود ذاتية، وقيمة التطوع من دون مقابل تزيد من استقلالية التجمع لتحقيق أهدافه والمشاركة في معركة الوعي الجمعي ضد الاحتلال وكل مشاريع تصفية القضية المركزية".
وحول انتساب باقي الصحافيين الفلسطينيين الموجودين في لبنان إلى التجمع، أشار أبو حمدة إلى أنه "يحق لأي صحافي فلسطيني أو مهتم في الإعلام والقضايا العامة أن يشارك في التجمع، وهو ليس حكراً على فرد أو مجموعة"، لكن الشرط الأساسي هو "الالتزام بميثاق الشرف الخاص بالتجمع وشروط وضوابط ومبادئ التجمع".
كما نوه أبو حمدة إلى أنه يمكن كذلك للصحافيين في الخارج أن ينضموا إلى التجمع، فـ "نحن شعب واحد ولو فرقتنا الجغرافيا والحدود والمسافات، والفلسطيني يحمل قضيته أينما كان"، داعياً الصحافيين الفلسطينيين والمناصرين للقضية الى العمل في التجمع، خصوصاً أن النقاش والتفاعل سهل في ظل تطور التكنولوجيا.
نقل صورة المخيمات الحقيقية .. هدف أساسي
بدوره، قال أمين سر التجمع، طه يونس، إن تجمع "تفاعل" يطمح إلى تنسيق الجهود من أجل إعادة فرض قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة في وسائل الإعلام الفلسطينية أولاً، ثم اللبنانية والأجنبية، والتشديد على ضرورة طرح المشاكل الاجتماعية والإنسانية لهذه المخيمات في الإعلام وعدم النظر إليها باعتبارها مادة إعلامية مهمة من الزاوية الأمنية فقط.
وباعتباره صحفياً فلسطينياً يعمل خارج لبنان، أوضح يونس إنه يحرص وزملاؤه الموجودين في الخارج إلى المشاركة في الحملات الالكترونية التي ينظمها التجمع، وطرح قضايا اللاجئين الفلسطينيين في الوكالات والقنوات العربية والأجنبية التي يستطيعون الوصول إليها خارج الساحة اللبنانية وصولاً إلى تدويل هذه القضايا إعلامياً.
وأكد يونس أن الهدف الرئيس للتجمع يكمن في "المصلحة الجماعية للمخيمات الفلسطينية في لبنان في إطار الثوابت الوطنية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بجميع الأشكال المتاحة"، مشدداً على أن هذا الإطار الجديد (تفاعل) لا يسعى إلى إلغاء أي من الأطر الإعلامية الموجود".
أما منسقة العلاقات العامة في التجمع رويدا الصفدي، فأشارت إلى أن مشاركتها في إطلاق التجمع يأتي من الشعور بمسؤولية العمل وليس الوقوف موقف المتفرج حيال ما يُحاك للقضية الفلسطينية عموماً، واللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحديداً.
الصفدي أكدت أن التجمع يجمع أفرادً مستقلين وناشطين، موضحة أن أكثر من دفعها إلى الانضمام هو أولوية القضية الفلسطينية والوطنية على سائر الأهداف والغايات الفردية.
وذكرت أن العلاقات العامة في هذا التجمع تسعى إلى العمل على تعريف الآخرين على الإنجازات الفلسطينية وتحديداً في لبنان، إلى جانب تغيير النظرة "الأمنية" السائدة في لبنان حول المخيمات الفلسطينية التي تمتلك طاقات ومهارات أثبتت جدارتها على مر سبعين عاماً من اللجوء.
كما أكدت أن العلاقة مع الداخل الفلسطيني تشبه علاقة الطفل بأمه، إذ لا "يمكن الانسلاخ عن كل المجريات والأحداث الداخلية".
وقالت إن الانضمام إلى الاتحاد الدولي للصحافيين هو واحد من الأهداف التي يسعى إليها التجمع، مشيرة إلى أن عدداً من الأعضاء في التجمع يقيمون في أوروبا، ما سيفتح الباب أمام تعزيز وتطوير علاقات التجمع في المستقبل.