فلسطين المحتلة
شهدت مدينة القدس المحتلة في الساعات الأخيرة من مساء يوم السبت 10 آب/أغسطس، اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين الذين حاولوا التصدّي لمسيرات استفزازيّة للمستوطنين في منطقة باب العامود وأحياء البلدة القديمة.
يأتي ذلك في ظل تصاعد حالة التوتر في المدينة المُحتلّة عقب دعوات المستوطنين لتكثيف اقتحاماتهم للأقصى في أوّل أيام عيد الأضحى، حيث يتزامن مع ما يُسمّى بـ "ذكرى خراب الهيكل"، بالإضافة لدعواتهم لمنع الفلسطينيين من التواجد في الأقصى في أيام العيد ومنعهم من صلاة العيد فيه.
وخلال انتشار قوات الاحتلال في منطقة باب العامود، اعتدت على المُشاركين في مسيرات التصدّي لاقتحام المستوطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض.
فيما أغلقت شرطة الاحتلال مُحيط باب العامود بالسواتر الحديديّة أمام المُصلّين، بعد تصاعد الدعوات من أجل التصدّي لاقتحامات المستوطنين للأقصى في أوّل أيام العيد.
وكانت الهيئات الإسلاميّة في القدس المُحتلّة قد أعلنت إقامة صلاة العيد مُوحّدة وجامعة في المسجد الأقصى، وإغلاق مساجد القدس للتوجه للأقصى، رداً على قرار سلطات الاحتلال منع صلاة العيد فيه، حيث أعلنت شرطة الاحتلال أنها ستُجري تقييماً للوضع في الأقصى مع ساعات الصباح الأولى يوم العيد، لتُقرر بناءً عليه فتح المسجد لاقتحامات آلاف المستوطنين.
هذا وتوجّه المستوطنون مساء السبت إلى حائط البراق، بمُشاركة الآلاف، وفي غضون ذلك اعتقلت شرطة ومخابرات الاحتلال عدداً من الشبّان الغاضبين في القدس المحتلة.
من جانبهم، أطلق الفلسطينيّون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة "بدنا رباط في الأقصى"، رداً على دعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات جماعيّة يوم العيد، حيث سيُرابط الأهالي في المسجد، بالإضافة إلى إقامة سلسلة فعاليات للأطفال تُنظّم في أوّل أيام العيد تحت عنوان "أطفال القدس عيدهم غير في الأقصى.. الأقصى حياة"، وغيرها من الفعاليات.
كذلك أطلقت دعوات لتناول الإفطار في ساحات الأقصى وتوزيع حلوى العيد والعصائر والمشروبات على الوافدين للمسجد الأقصى، وتجمّع العائلات المقدسيّة لتلقّي التهاني بالعيد، حيث أعلنت عائلات مقدسيّة عن إغلاق ديوان العائلة وتحويل تلقّي التهاني إلى المسجد الأقصى، علماً بأنّ الآلاف من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 قد بدأوا منذ يوم السبت بالتوجه وشد الرحال للمسجد الأقصى.