نيويورك – وكالات
دعا مندوب الاحتلال لدى الأمم المتحدة، داني دانون، "الزعماء العرب إلى الجهر بعلاقاتهم مع إسرائيل".
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن، الليلة الماضية، لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ووزير الخارجية البولندي، ياكاك تشابوتوفيتش، بهدف البحث التوتر في منطقة الخليج.
وتطرق دانون خلال كلمته، إلى التقارب "الإسرائيلي – العربي" على خلفية التوتر في مياه الخليج، قائلاً: "لقد نجحت طهران في مكان واحد، لتقريب إسرائيل من العالم العربي. خلف الأبواب المغلقة، يعترف القادة العرب بأن التهديد الرئيسي للشرق الأوسط هو إيران، ويدركون أن إسرائيل هي القوة الرائدة التي تكافح الإرهاب الراديكالي".
مردفاً: "التحديات المشتركة تتطلب من القادة العرب أن يقولوا علانية إن تعاوننا بمثابة مصلحة مشتركة".
وسبق هذه الأقوال تصريحات لدانون قبيل بدء الجلسة، ذكر فيها أن "إسرائيل ليست المشكلة، بل هي جزء من الحل".
وأشار دانون للصحفيين إلى رغبة الاحتلال "في أن يكون شريكاً للعالم العربي في بناء مستقبل أفضل".
منصور: لا يمكن تجاهل القضية الفلسطينية عند التطرق إلى أوضاع الشرق الأوسط
بدوره، قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إنه "لا يمكن التطرق إلى أوضاع الشرق الأوسط دون الحديث عن القضية الفلسطينية".
وأشار منصور، خلال جلسة لمجلس الأمن، الليلة الماضية، إلى أن "مساعي التقليل من شأن الآثار المدمرة التي وقعت على المنطقة بأسرها جراء اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه قبل أكثر من 70 عامًا والتغاضي عن ممارسات السلطة القائمة بالاحتلال حتى يومنا هذا هي مساع لا تخدم السلام ولا الأمن في المنطقة."
وشرح منصور، ما تتسبب به "الحصانة المطلقة المعطاة لإسرائيل والمعايير المزدوجة في العالم من حالة من الأسى وزعزعة الثقة بالمنظومة الدولية، لا سيّما في صفوف الشباب الذين يفقدون الأمل بالقانون الدولي والإنصاف".
وحذر من "إيجاد بيئة خصبة لحرب دينية في فلسطين بسبب الأفعال والتصريحات التحريضية التي تقوم بها إسرائيل، ومن ضمنها الانتهاكات في المسجد الأقصى التي يمارسها المتطرفون في ازدراء واضح لحرمة المكان ومكانته التاريخية والوضع القائم للأماكن الدينية والحساسية المحيطة بالموقع، كل ذلك يساهم في تأجيج المشاعر الدينية وبالتالي مخاطر اندلاع حرب دينية".
كما دعا منصور المجتمع الدولي إلى وضع آليات جديدة لإيجاد الحلول في المنطقة، وتحديد الأسباب الجذرية وراء المعوقات التي تقف أمام استقرار المنطقة وضمان السلام والأمن فيها.
وأكد أن الحل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واضح، تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية خاصّة قرار 2334، والذي يدعو ويحث على إنهاء الاحتلال منذ عام 1967 والتوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "المشكلة ليست في القرارات بعينها لكن في عدم تنفيذها، إذ إن إسرائيل عرقلت ولا تزال تعرقل تنفيذها في كل مرة"، ذاكراً أن "إسرائيل "لم تتوقف عند هذا الحد، بل هي تعزز احتلالها للأرض عبر مصادرة الأراضي والاستمرار في الاستيطان وقمع الشعب الفلسطيني بكافة الطرق غير الإنسانية والوحشية وإعاقة أي مبادرة لتحقيق السلام في المنطقة."
وأشار إلى أن "فلسطين تدعو وستواصل الدعوة إلى عملية سياسية متعددة الأطراف تستند إلى الثوابت القائمة على أطر زمنية محددة".
وأوضح كذلك أن "فلسطين لا تمانع الانخراط في مؤتمر عالمي للسلام"، وحث مجلس الأمن على "التحرك فوراً ودعوة الرباعية الدولية لبذل الجهود الجادة للتحرك بهذا الاتجاه بالتعاون مع الأطراف المعنية في المنطقة والجامعة العربية وجميع محبي السلام في العالم".
عريقات: دانون فاسد روحياً وعقلياً
من جهته، وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، دانون بـ "الشخص الفاسد روحياً وعقلياً".
وتعقيباً على التصريحات التي قال فيها: "إن معاناة الفلسطينيين ليست بسبب إسرائيل، وإنما معاناتهم بسبب قيادتهم"، شدد عريقات على أن "معاناة الشعب الفلسطيني، هي نتيجة للعقوبات الجماعية، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، والحصار، والإعدامات الميدانية، واعتقال الأطفال، وغيرها من جرائم الحرب الإسرائيلية".