شمال سوريا _ خاص
يتلقّى عشرات التلاميذ الفلسطينيين المهجرين مع عائلاتهم من مخيمات سوريا إلى مخيم دير بلوط شمالي البلاد تعليمهم في خيمة، تنقصها كافة مستلزمات العمليّة التعليمية، وأوّلها البيئة الصفيّة الملائمة في مكان لا يقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء.
هؤلاء التلاميذ الفلسطينيين ينضوون ضمن 300 تلميذ يعيشون في هذا المخيم حياة قاسية لا تليق بالبشر.
أمام كاميرا " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وقف تلميذ قبل توجهه إلى خيمة التعليم، قائلاً : " حال المدرسة تعبان، وما عندي كتب، هديك السنة ما حسينا حالنا رايحين عالمدرسة، بتمنى يقدمولنا كتب ودفاتر عشان نحس حالنا رايحين عالمدرسة" بينمّا عبّر آخر " هديك السنة متنا من البرد بتمنى السنة يكون الوضع أحسن".
لكن لا يبدو حال المدرسة هذا العام، يلبّي تمنيات تلاميذها، فالخيمة التي أسست عام 2018 الفائت، تقوم على مجهود عدد معلمين من سكّان المخيّم، سعوا لأن يكون للأطفال المهجّرين مدرستهم، بدعم من المنظمة التركيّة للكوارث "آفاد" ومؤسسات إغاثيّة أخرى، لكنّ دعمها لا يكفي وفق ما أفاد الأستاذ عمر قاسم مدير المدرسة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
فالمخيّم يحتاج إلى دعم إنساني كبير، ولا سيما للعملية التعليمية للنهوض بمستواها، والتي تنقصها العديد من المستلزمات وفق الأستاذ عمر، حيث أنّ التلاميذ يستخدمون ذات الكتب والمعدات التي قدّمت العام الفائت حسبما أكّد، مناشداً المنظمات الإنسانيّة أن تكثّف دعمها لخيمة التعليم والتلاميذ، خصوصاً بالملابس إلى جانب القرطاسيّة، لمواجهة البرد الشديد في فصل الشتاء.
وحول سير العمليّة التعليمية، قال الأستاذ عمر إنّ الخيمة تقدّم التعليم لـ300 تلميذ وتلميذة من مرحلة الروضة حتّى السادس الابتدائي، حيث تسير العمليّة وفق النسق الطبيعي للتعليم، ويُختبر الطلّاب بامتحانات شهريّة وثمّ فصليّة، مشيراً إلى مجهود المعلّمين الفاعل، رغم تقاضيهم أجوراً زهيدة من المنظمّة التركيّة.
نواقصٌ لا تقف عند اللوجستيّة منها، بل تمتد إلى رسميّة العملية التعليمية، حيث يتوقّف التعليم عند الصف السادس الابتدائي، ولا يتمكّن الطالب من خوض المراحل اللاحقة وتأدية امتحانات رسميّة في ظروف تهجيره، سوى في مدن لا يتمكّن المهجّرون الوصول إليها والعيش فيها بسبب ظروفهم المعيشيّة المتردّية واعتمادهم على معونات شحيحة تقدّم لهم مخيّم دير بلّوط.
يأتي ذلك، في ظل استمرار تجاهل وكالة " أونروا" لمسؤولياتها تجاه الطلبة الفلسطينيين المهجّرين قسراً إلى الشمال السوري، كونها المسؤول الأوّل عن تقديم الخدمات التعليمية للاجئين الفلسطينيين، وغياب أيّ دعم يذكر من قبل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
شاهد الفيديو