الوليد يحيى_ وادي الزينة
صعوبات كثيرة تعترض الطلّبة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، الذين يتابعون تعليمهم في لبنان، أبرزها اختلاف المناهج التعليمية، وتأثير الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه، فضلاً عمّا حملوه من تداعيات الحرب والتهجير على ذواتهم، وأثّرت على مستواهم التعليمي، ودفعت العديد منهم إلى ترك الدراسة خلال سنوات الحرب والنزوح السبع.
مركز آفاق التعليمي في بلدة وادي الزينة بمنطقة إقليم الخرّوب بلبنان، مبادرة تعليمية تحاول تلّقف أكبر عدد من الطلبة الفلسطينيين والسوريين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، وخصوصاً المتسرّبين منهم، لإعادتهم إلى المدارس بعد النهوض بمستواهم التعليمي، وإعادة دمجهم مع المنهاج اللبناني.
ويعزو مدير المركز والمشرف التعليمي فيه ماهر عبّود أسباب التسرب الدراسي إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه فلسطينيو سوريا في لبنان، بالإضافة إلى صعوبة المناهج بسبب اختلاف لغة التعليم في لبنان عن سوريا خصوصاً في المواد العمليّة.
وأوضح عبّود في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ التلاميذ يجدون صعوبات في تعلّم مادة الرياضيات على سبيل المثال، التي تدّرس في لبنان باللغة الإنجليزية على خلاف سوريا التي تعتمدها باللغة العربيّة، ما خلق مشكلة لدى الأهالي الذين ليس بمقدورهم تحمّل تكاليف الدروس الخصوصيّة والمعاهد الخاصّة وسواها، ما يؤدي إلى عزوف التلاميذ عن الذهاب إلى المدارس والتوجّه نحو العمالة.
حال ولّد حاجة لمبادرة تعليمية تتلقّف أولئك الطلبة، لإعادة تأهيلهم وفق المنهاج الدراسي اللبناني، وإرسالهم مجدداً إلى المدارس، وهذا ما أخذه مركز آفاق على عاتقه منذ العام 2016، حيث بلغت نسبة الطلبة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا نحو 50% من طلّاب المركز الذي يستوعب أيضاً طلّاباً سوريين وسواهم، بأسعار شبه مجّانيّة.
يؤكّد عبّود على نجاح المركز إلى حدّ كبير في إعادة دمج الطلبة وخصوصاً المتسرّبين منهم في المنهاج اللبناني، ما مكنّهم من تحقيق نتائج جيّدة في مدارس "أونروا" التي يقصدها الطلبة الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان.
وتحدث الناشط الفلسطيني عن أهميّة المشاريع التعليمية لدعم الطلبة المهجّرين من سوريا، مشيراً إلى تمكّن مركز آفاق التعليمي إلى حدّ كبير، في تحقيق ثبات التلاميذ في مدارسهم، وإعادة العديد من المتسربين إلى مقاعدها، داعياً عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" كافة المؤسسات المدنية العاملة في لبنان لدعم مشاريع التعليم، منتقداُ بذات الوقت عزوفها عن الخوض في هذا المضمار، وتوجهها نحو العمل الإغاثي الذي اعتبره، ولكن ليس أهم من التعليم الذي يؤسس جيلاً متمكناً ليس بحاجة إلى مساعدات إغاثية.
شاهد الفيديو