لبنان – حقوق اللاجئين الفلسطينيين

 

وثقت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" خرق لبنان للاتفاقيات الدولية والبروتوكولات الأساسية لحقوق الإنسان من خلال تعامله من اللاجئين الفلسطينيين.

وأكدت "شاهد" في تقرير أصدرته، اليوم الثلاثاء 8 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بعنوان: "مدى احترام لبنان لالتزاماته الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، أن "التقييم العام للبنان من خلال استعراض الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان مقارنة مع الإجراءات والتصريحات، يفيد بأن ثمة فجوة كبيرة جداً في هذا الخصوص، وأن ثمة شبه تحلل من الالتزامات الدولية".

وأشارت المؤسسة إلى أن الأسباب التي تسوقها السلطات اللبنانية من أن التعامل مع الفلسطيني في لبنان معاملة إنسانية يؤدي إلى التوطين، "لا يمكن أن تكون مقبولة أمام الالتزامات الدولية".

وتضمن التقرير عرضاً مفصلاً للاتفاقات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الدولة اللبنانية، موضحاً مدى التزام الأخيرة بكل منها.
 

خرق واضح لاتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان

فيما يتعلق بـ "الإعلان العالمي لحقوق الانسان"، الوارد في مقدمة الدستور اللبناني، ذكرت "شاهد" أنه لا تزال هناك ثغرات في الوفاء بالالتزامات القانونية بموجب المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية.

أما بالنسبة لـ "الاتفاقية الدولية للقضاء على جمیع أشكال التمییز العنصري"، فأشارت "شاهد" إلى أن لبنان يخرق بنود هذه الاتفاقية من خلال قانون التملك رقم 296/2001 الذي يحرم الفلسطيني من التملك.

كما يظهر التمييز بشكل واضح، وفق المؤسسة، في قانون الإيجارات رقم 2 الصادر بتاريخ 28/2/2017، بحيث ورد في المادة ٤: "لا يستفيد من تقديمات هذا الصندوق المستأجر غير اللبناني" (وهو صندوق يهدف إلى مساعدة جميع المستأجرين المعنيين بهذا القانون الذين لا يتجاوز معدل دخلهم الشهري خمسة أضعاف الحد الأدنى الرسمي للأجور وذلك عن طريق المساهمة في دفع الزيادات، كلياً أو جزئياً حسب الحالة، التي تطرأ على بدلات إيجاراتهم تنفيذاً لأحكام هذا القانون).

ونصت المادة ٢٢ على استرداد المأجور للضرورة العائلية أو لأجل هدم البناء الذي يقع فيه المأجور، وإقامة بناء جديد مكانه لقاء تعويض حدده القانون في كلتي الحالتين، إلا أنها استثنت المستأجرين غير اللبنانيين من التعويض في الحالتين المذكورتين.

هذا ويظهر عدم التزام لبنان بـ "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، وذلك من خلال قانون العمل رقم 129، قانون المهن الحرة الذي يحرم الفلسطيني من مزاولة المهن الحرة (قانون تنظيم مهنة الهندسة رقم 636، قانون تنظيم مهنة المحاماة رقم 8/70)، قانون الضمان الاجتماعي رقم 128 الذي يحرم الفلسطيني من الاستفادة من صندوق الضمان.

أما لناحية "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسیاسیة"، فإن بيروت لم تلتزم فيه من خلال قرار تنظيم التظاهر رقم 352 الذي يحرم الفلسطيني من: التظاهر والتعبير السلمي عن رأيه، التصويت، الشخصية القانونية، فاقدي الأوراق الثبوتية، الكرامة الإنسانية، اتهام المخيمات بـ "لإرهاب" وممارسة العقاب الجماعي، التنقل، إبرام العقود وتوسيع مساحة المخيمات.

كما شدد التقرير على التمييز اللبناني ضد المرأة والطفل، حيث ينتهك لبنان "اتفاقية القضاء على جمیع أشكال التمییز ضد المرأة"، من خلال: قانون الجنسية اللبناني قرار رقم 15 الذي يعود الى تاريخ 19/1/1925، ومن خلال قانون العمل عندما يحرم الفلسطيني من العمل فإنه يحرم المرأة الفلسطينية من العمل، إلى جانب قانون التملك الذي يحرم الفلسطيني من التملك والتالي يحرم المرأة الفلسطينية أيضاً.

وتعاني الطفولة الفلسطينية في لبنان، بحسب التقرير، من جملة واسعة من الانتهاكات، التي حين تطال الرجال والنساء بنسبة معينة، فإنها تطال الأطفال بنسبة أكبر.
 

تصريحات عنصرية ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

كما رصد التقرير عدداً من تصريحات عنصرية لعدد من السياسيين والصحفيين ووسائل إعلام لبنانية ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان:
 

  1. الوزير باسيل يطالب الحكومة بترحيل النازحين السوريين والفلسطينيين

دعا جبران باسيل، بصفته وزير الزراعة بالوكالة آنذاك، خلال كلمة ألقاها في حفل أقيم في جمعية "بترونيات" في البترون، بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر عام 2012، إلى ترحيل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين من لبنان، معتبراً أنه "بوجودهم وبعملهم وبعيشهم يأخذون مكان اللبناني".

وقال: "عندما نقول لا نريد نازحين سوريين وفلسطينيين يأخذون مكاننا، هو أمر يجب تكريسه بالفعل وليس بالقول فبوجودهم وبعملهم وبعيشهم يأخذون مكان اللبناني".
 

  1. الإعلامي سالم زهران يحرض على مخيم عين الحلوة

طالب مدير "الإرتكاز الإعلامي"، سالم زهران، خلال مقابلة له مع الإعلامية، سمر أبو خليل، في برنامج "الحدث" عام 2014، بـ "سجن قيادات الفصائل الفلسطينية في اليرزة حتى تسليم أحد المطلوبين للأمن اللبناني، شادي المولوي، وهو لبناني الجنسية، والمطلوبين، الذين يشاع أنهم مختبئون في مخيم عين الحلوة، والقيام بعمليات نوعية، وأن يخرج النساء والأطفال من المخيم لكي تتدخل القوى العسكرية وفوج المغاوير لاقتحام المخيم".
 

  1. البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يتهم الفلسطينيين بافتعال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975

خلال مقابلة في برنامج "حديث العرب" على قناة "سكاي نيوز عربية"، في يوم الجمعة الموافق لـ 10 آذار/مارس عام 2017، أبدى الراعي استياءه من ازدياد أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقال: "الفلسطينيون هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975 وواجهوا الجيش اللبناني".
 

4- الوزير السابق سجعان قزي يطالب بتشتيت الفلسطينيين إلى دول مختلفة

دعا الوزير اللبناني السابق، سجعان قزي، في مقابلة مع صحيفة "الجمهورية"، في 25 أيلول/سبتمبر عام 2011، الدولة اللبنانية إلى مراجعة "كل سياساتها المتبعة حيال اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين دون خجل وحرج"، مقترحاً على الدولة خطة تتضمن إعلان "حالة طوارئ" ضد التوطين الفلسطيني والسوري، وأن يقدم لبنان إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مشروعين: أحدهما، يتعلق بإعادة انتشار اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية وأجنبية قادرة على استيعابهم وتأمين الحياة الكريمة لهم.
 

  1. جبران باسيل حول اعطاء الجنسية للمرأة اللبنانية:

قال وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، في "المؤتمر الإقليمي الأول للطاقة الإغترابية اللبنانية - أمريكا الشمالية" الذي عقد في نيويورك، في 9 أيلول/سبتمبر عام 2016: "البارحة سمعنا تصفيقاً في الصالة لدى مطالبة أحد الحاضرين بمنح الجنسية لأولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي، وأنا أصفق معه أيضاً، وأقول إن هذا حق، لأن المرأة لا تختلف عن الرجل. ولكن لأن دستورنا هكذا، وتركيبتنا هكذا، ولبناننا هكذا، لا أعطي الجنسية لـ 400 ألف فلسطيني. علينا معرفة أنه للحفاظ على لبنان لا بد من استثناءات".

 

  1. قناة LBC اللبنانية تذيع أغنية عنصرية ضد أهالي مخيم عين الحلوة تصفهم فيها بـ "الدواعش"

عرضت قناة "ال بي سي" اللبنانية في حلقة من برنامج "بسمات وطن"، بتاريخ 3 شباط/فبراير عام 2016، أغنية مناصرة لجدار الفصل الذي أقامته الحكومة اللبنانية لعزل مخيم عين الحلوة الذي يعيش فيه الفلسطينيون، حيث اتهمت كلمات الأغنية أهالي المخيم بـ "الإرهاب" والانتماء لـ "داعش"، كما شملت الأغنية ألفاظاً عنصرية وهجومية تشتم كل من يتضامن مع أهالي المخيم.

 

  1. نعمة هللا أبي نصر: الوجود الفلسطيني سبّب هجرة لبنانية!

صرح النائب في البرلمان اللبناني، نعمة هللا أبي نصر، في تصريح لوكالة"سبوتنيك" الروسية، أنه لا يمكن توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، لأن لبنان مكتظ سكانياً، والوجود الكثيف للاجئين الفلسطينيين وللنازحين السوريين أدى وسيؤدي في المستقبل إلى هجرة اللبنانيين إلى الخارج، كل أجنبي يدخل إلى لبنان يقابله لبناني يهاجر، "لدينا هجرة صامتة ومستدامة منذ الوجود الفلسطيني في لبنان".

وأضاف: "الفلسطينيون الذين يقارب عددهم 600 ألف يقابلهم 600 ألف لبناني هاجروا إلى الخارج".

 

  1. البطريرك الراعي يعتبر الفلسطينيين عبئاً على لبنان

صرح البطريرك بشارة بطرس الراعي ضد الفلسطينيين والسوريين من أمريكا، حيث اعتبرهم "عبئاً كبيراً بل خطراً ديمغرافياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً وأمنياً".

 

تصنيف دولي يعتبر لبنان من أكثر الدول عنصرية

ووفق موقع "إنسايدر مونكي Insider Monkey" الأمريكي، الذي جمع استطلاعين منفصلين للرأي، صنف على أساسهما أكثر 25 دولة عنصرية في العالم، حيث جاء لبنان ثانياً بعد الهند، لكنه الأول عربياً.

وقال  36.3% من المستطلعة آراؤهم في لبنان إنهم لا يرغبون بمجاورة أشخاص من أعراق أخرى، بينما قال 64.5% منهم إنهم شهدوا حوادث عنصرية.

 
توثيق/ شاهد

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد