فلسطين المحتلة - وكالات
وجّهت اللجنة الشعبيّة لمُواجهة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو (13) عاماً، نداءًا عاجلاً لكافّة الدول المُوقّعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للبدء بحملة دوليّة للقضاء على الفقر في غزة، بصفتها الأعلى فقراً.
جاء ذلك في تصريحٍ صحفي صدر عن جمال الخضري رئيس لجنة مُواجهة الحصار، الخميس 17 تشرين أوّل/أكتوبر، بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، قائلاً إنّ "مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع يعيشون تحت خط الفقر، منهم مليون لاجئ."
وأشار الخضري إلى أنّ مؤسسات دوليّة وعربيّة وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تُقدّم مُساعدات غذائيّة وصحيّة للاجئين، لكن هذه المُساعدات لا تفي بمُتطلبات الحياة المُتعددة والمُتزايدة، نظراً لمُعدلات الفقر الخطيرة والمُرتفعة جداً في غزة.
وشدّد في تصريحه على أنّ أطفال هذه الأسر الفقيرة يعيشون ظروفاً مأساوية مُضاعفة تنتهك حقوقهم في التعليم والصحة والغذاء، حيث نسب عالية من بينهم يُعانون من أمراض فقر الدم.
ولفت إلى أنّ مُعدلات البطالة أيضاً مُرتفعة، خاصة بين فئة الشباب، حيث تصل إلى نحو (65) بالمائة، فيما مُعدل دخل الفرد اليومي لا يتجاوز (2) دولار كحد أقصى، وأكثر من (300) ألف عامل مُعطّل عن العمل في إحصائية ترتفع بشكلٍ يومي، جراء تردّي الأوضاع الاقتصاديّة.
هذا وأشار الخضري إلى أنّ تنفيذ مشروعات تنمويّة وتشغيل الأيدي العاملة من شأنه أن يحد من هذه الأوضاع ويُقلّل من نسب البطالة والفقر المُرتفعة بصورةٍ كارثيّة.
كما شدّد الخضري على أهميّة استثمار كل الطاقات الفلسطينية والعربية والدولية على المستويات الرسمية والشعبية والمؤسسات ذات العلاقة، لتوجيه دعم خاص لقطاع غزة الذي يُعاني الحصار والعدوان، ويعيش ظروفاً اقتصادية كارثية، وسط تحذيرات الأمم المتحدة المُستمرة بأنّ غزة لن تكون صالحة للحياة في العام القادم، إذا لم يتم علاج الوضع الإنساني والاقتصادي المُتردّي.
ويُعاني قطاع غزة من حصار يطال كافة جوانب الحياة منذ أكثر من (13) عاماً، يفرضه الاحتلال وجهات دولية وعربية أخرى تتحكم بمداخل ومخارج القطاع فيما يتعلّق بالسكان والغذاء والماء والأدوية والعلاج والتعليم والصحة والاقتصاد والبناء وكافة الاحتياجات اللازمة لحياة سكان أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع، في الوقت الذي واجه السكان في هذه المنطقة (3) عمليّات عسكريّة كُبرى شملت البر والجو والبحر، وعُدوان مُتكرر يُواجهونه بشكلٍ شبه يومي، أدى إلى وقوع آلاف الشهداء والإصابات وتدمير البُنية التحتيّة والقضاء على ما تبقّى من اقتصاد.
ويطال الحصار كذلك البحر والصيد والزراعة والبضائع، حيث يُواجه المُزارعون والصيّادون يومياً استهداف قوات الاحتلال لهم ومُطاردتهم، ما يؤدي في الكثير من الأحيان لوقوع شهداء وإصابات، بالإضافة إلى مُصادرة مُعدات وإتلاف محاصيل وتخريب وتجريف أراضي في المناطق الحدوديّة، والتحكّم بإدخال كميّات الوقود اللازمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، والتي تعرضت عدة مرات للاستهداف الصاروخي والمدفعي من قِبل جيش الاحتلال، ما جعل سكّان القطاع يعيشون منذ نحو (14) عاماً في ظل أزمة كارثيّة بشأن التيار الكهربائي وكيفية الحصول عليه، حيث تصل ساعات قطاع الكهرباء في أفضل الأحوال إلى (8)، وفي أسوأها إلى ساعة أو ساعتين، وفي حالات الأزمات الأكبر تتجاوز ساعات قطع الكهرباء (30 – 40) ساعة.
كذلك يمنع الاحتلال إدخال مئات المواد والبضائع لقطاع غزة، ضمن لائحة ممنوعات بحجّة "ثُنائيّة الاستخدام"، ويتحكّم بكافة البضائع والمُساعدات الغذائيّة والطبيّة التي تدخل للقطاع عن طريق المدخل الوحيد "معبر كرم أبو سالم التجاري" الخاضع لسيطرة الاحتلال، فيما يدفع الاحتلال ببضائع مستوطناته لسكان القطاع لتصريف مُنتجاته وحتى التالف منها، ما أدى لانهيار كامل في البُنية الاقتصادية للقطاع.