القاهرة - وكالات

 

دعت لجنة البرامج التعليميّة المُوجّهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربيّة المُحتلة، المنظمات الدوليّة كافة، العاملة في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة بما فيها القدس، إلى بذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينيّة من مُمارسات الاحتلال، وخاصة مدارس مدينة القدس المُحتلّة، وفقاً للقوانين الدولية المُلزمة.

جاء ذلك في ختام أعمال اللجنة بدورتها المائة، الخميس 17 تشرين أوّل/أكتوبر، بمقر جامعة الدول العربيّة في العاصمة المصريّة القاهرة، بحضور الأمين العام المُساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربيّة المُحتلّة بالجامعة العربيّة الدكتور، سعيد أبو علي، ومدير التربية والتعليم لضواحي القدس بوزارة التربية والتعليم، محمد مخالفة، الذي ترأس الاجتماع.

وأدانت اللجنة فرض حكومة الاحتلال وضع صور رموز "إسرائيلية" على جدران المدارس الفلسطينية وداخل غُرف التدريس مثل ما يُسمّى "النشيد الإسرائيلي"، وصور قادة لدى الكيان، وما يُسمّى بـ "وثيقة الاستقلال."

وفي هذا السياق، طالبت اللجنة بزيادة برامج التوعية لمُواجهة ذلك من قِبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة، ومجلس أولياء الأمور والمؤسسات الأهليّة في مدينة القدس المُحتلّة، داعيةً الدول العربيّة والإسلاميّة كافة إلى الانتصار للتعليم في المدينة المُحتلّة، من خلال تمويل شراء المباني لصالح إنشاء مدارس عربيّة وترميم المدارس الآيلة للسقوط.

وأشادت اللجنة برفض مُديري المدارس ومجالس أولياء الأمور في القدس المُحتلّة لإجراءات الاحتلال كافّة بفرض مناهج دراسيّة مُشوّهة على أبنائهم في المدارس، وموقف أولياء الأمور الرافض لمُغريات الاحتلال لنقل أبنائهم إلى المدارس التي تُطبّق منهاجه، برغم مُضايقات ومُمارسات الاحتلال نحوهم نتيجة هذا الرفض.

كما رفضت تهديدات قسم "المعارف" في بلديّة الاحتلال بمدينة القدس بمُصادرة الكُتب المدرسيّة الفلسطينيّة من المدارس، وفرض العقوبات على تلك المدارس التي ترفض إجراءات الاحتلال، وأدانت سياسة الكيان في "أسرلة" التعليم ومنع تطبيق المنهاج الفلسطيني في المدينة المُحتلّة.

فيما دعت اللجنة الجهات الإعلاميّة العربيّة إلى الاستمرار في إعداد وإنتاج برامج إعلاميّة تفضح مُخططات الاحتلال الرامية إلى تقسيم الحرم القدسي وتقويضه وبناء الهيكل المزعوم، وتوعية الطلبة وجيل الشباب بأهميّة المُقدسات في مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى والتركيز على إظهاره بكامل مساحته.

كذلك دعت إلى مُواصلة الطلب من الدول العربيّة والإسلاميّة والمنظمات العربيّة والإسلاميّة "الألكسو – الأسيسكو" ومكتب التربية لدول الخليج العربي، الاستمرار في إثراء مُحتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الشبكة العنكبوتيّة، بموضوعات باللغات الحيّة لفضح المُمارسات العنصريّة والجرام التي ترتكبها سلطات الاحتلال.

طالبت أيضاً المنظمات الدوليّة والإقليميّة المُختصّة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمُعالجة مُعاناة الطلبة الفلسطينيين في القدس، بسبب سياسات الاحتلال الرامية إلى دفع الطلبة للتسرّب من المدارس، واستغلالهم كأيدي عاملة رخيصة، أو الدفع بهم إلى انحرافاتٍ اجتماعيّة خطيرة، خاصة ما تقوم به من تسهيل ترويج المخدرات بين الطلبة والشباب في المدينة، وضرورة تقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليميّة الفلسطينيّة في القدس للتصدي لهذه السياسات.

هذا ودعت جميع الدول والمُنظمات الدوليّة المُختصّة بإلزام الاحتلال بعدم إعاقة أو منع بناء مدارس جديدة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، وخاصة مدينة القدس وما تُسمّى بمنطقة "ج"، مؤكدةً على ضرورة استمرار إبراز وضع مدينة القدس باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية "عاصمة الثقافة العربيّة على الدوام"، "عاصمة دائمة للإعلام العربي" و"عاصمة دائمة للثقافة الإسلاميّة"، وأهميّتها التاريخيّة والدينيّة للأمّتين العربيّة والإسلاميّة."

وتابعت مطالبها بضرورة فضح الانتهاكات والاعتداءات المُتزايدة التي تتعرّض لها بهدف تهويدها في المناهج التعليميّة والتربويّة من خلال الاستمرار في إنتاج برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة تهدف إلى إدانة قيام سلطات الاحتلال بإغلاق بيت الشرق والمؤسسات الوطنيّة الفلسطينية، خاصة المؤسسات التعليمية، وحرمان أبناء مدينة القدس وكذلك الطلبة والمُعلّمين من الوصول إلى مدارسهم، مُطالبةً المنظمات الدولية بالتدخل من أجل إعادة فتح بيت الشرق والمؤسسات الوطنية في القدس.

ومن دعواتها أيضاً طالبت اللجنة المجتمع الدولي توفير الدعم المالي المُستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، للاستمرار في تقديم خدماتها وبرامجها وبشكلٍ خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليّاتها الخمس، مُثمّنة دور "أونروا" في التخفيف من مُعاناة أهالي قطاع غزة والأراضي المُحتلّة، ودعت الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في مُوازنتها لتستطيع القيام بمهامها دون انتقاص حسب قرار إنشائها.

كما دعت المجتمع الدولي وخاصة "اليونسكو" إلى توفير الحماية الدوليّة للأهالي والطلبة في الأراضي المُحتلّة لضمان سير العمليّة التربويّة، داعيةً المنظمات الدوليّة ذات العلاقة خاصة "يونيسيف" إلى الاستمرار في التدخّل لإيقاف مُمارسات الاحتلال العنصريّة ضد الأطفال الذين يتم اعتقالهم أو يُفرض عليهم الإقامة الجبريّة "الحبس المنزلي"، مؤكدةً على أهميّة استمرار المنظمة الدولية في فضح انتهاكات الاحتلال لحقوق الطفل العربي في فلسطين والجولان المُحتل، وحقّه في التعليم والحماية.

في ذات السياق، ثمّنت اللجنة دور الأطر التربويّة والإعلاميّة العربيّة في الكشف عن الأخطار الناجمة عن استمرار الحصار الذي يفرضه الاحتلال وبناء جدار الفصل العنصري وآثاره السلبيّة على العمليّة التربويّة والتعليميّة من طلبة ومُعلّمين ومؤسسات، من خلال التركيز على النشاطات المدرسيّة والإثرائية، مثل الإذاعة المدرسيّة الصباحيّة والمسابقات والندوات وصحف الحائط، والتأكيد على تخصيص يوم دراسي للتضامن مع الطالب الفلسطيني، يتضمّن الحديث عن النكبة ومُمارسات الاحتلال والهجمة المُتصاعدة على القدس، وإبراز دور المُقاومة الوطنيّة الفلسطينيّة والعربيّة في مناهضة مُخططات الاحتلال وجرائمه.

ودعت المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" للعمل على توفير المنح الدراسيّة للطلبة الفلسطينيين، وضرورة التواصل مع اتحاد وكالات الأنباء التابع لمنظمة التعاون الإسلامي ومقرّه جدّة لزيادة التنسيق وتطوير التبادل الإذاعي والتلفزيوني في القضايا المُتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة، ومع الاتحاد العالمي للمدارس العربيّة والإسلاميّة الدوليّة في القاهرة التابع لمنظمة التعاون لتنظيم الدورات التدريبيّة لإعداد وتأهيل المُعلّمين الفلسطينيين.

طالبت أيضاً من الأعضاء تزويد قطاع فلسطين والأراضي العربيّة المُحتلّة بالمواد التعليمية والإثرائية لتضمينها على نافذة اللجنة، ضمن أيقونة القطاع على الموقع الإلكتروني لجامعة الدول العربيّة، والطلب من وفد دولة فلسطين بتزويد التلفزيون المصري بمواد وثائقية مرئية حول انتهاكات الاحتلال لمدينة القدس والمناطق المُصنّفة "ج" لاستخدامها في برامجها التعليميّة.

وطالبت اتحاد إذاعات الدول العربية بتنظيم دورات تدريبيّة تُعنى باحتياجات الدول أعضاء اللجنة في مجال إعداد ومونتاج وإخراج البرامج التعليميّة في كل من أكاديميّة الاتحاد للتدريب الإعلامي في تونس ومركز تدريب اتحاد وكالات الأنباء الإسلاميّة في جدّة ومركز التدريب التابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الأردن.

وبمُناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يُصادف 29/11 من كل عام، دعت اللجنة لاستمرار مُشاركة وفود الدول الأعضاء بها في اليوم الإعلامي المفتوح للتضامن مع الشعب الفلسطيني وصمود أهل القدس، بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربيّة، والدعوة بمناسبة يوم التضامن مع الأسرى الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم "يوم الأسير الفلسطيني" الذي يُصادف السابع من نيسان/ابريل إلى استمرار مشاركة الوفود في اليوم الإعلامي المفتوح.

كذلك طالبت بالاستمرار في إنتاج مواد إعلامية لكشف ممارسات الاحتلال الرامية لسرقة الفضاء الفلسطيني لصالح المستوطنات والعمل على إنهاء هذا الاعتداء المُستمر على حق الفلسطينيين في التعبير وتمكينهم من السيطرة على فضائهم، وتزويد اتحاد إذاعات الدول العربية بهذه المواد حتى تتولّى بثّها عبر منظومة Minos لصالح هيئاته الأعضاء.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد