ميرنا حامد – لبنان
في إعلان وصف بأنه خطوة أولى نحو تحقيق المطالب الشعبية للانتفاضة اللبنانية المستمرة منذ 13 يوماً، يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ليقدم استقالته لرئيس الجمهورية "ميشال عون".
خطوة جاءت بعد ساعات قليلة على حالة من الفوضى شهدتها ساحة الشهداء وسط بيروت، بعد الاعتداء على خيم المتظاهرين المستمرين في حراكهم المطلبي لإقصاء الطبقة السياسية في البلاد، والتي يصفونها بأنها "فاسدة" وأوصلت لبنان إلى مرحلة الانهيار الاقتصادي.
ومع عودة امتلاء ساحات الاعتصام مرة أخرى بالمتظاهرين، يقترب دخول هذا الحراك الشعبي غير المسبوق من نوعه في لبنان أسبوعه الثالث.
في ثورة شعبية يقولون إنها مستمرة ضد الأحزاب اللبنانية وسياساتها التي أوصلت الأمور الى حافة الهاوية.
فلسطين حاضرة معنوياً في ساحات الحراك
ورغم حرص اللاجئين الفلسطينيين الابتعاد عن المشاركة الفعلية في المظاهرات بالساحات اللبنانية، وتأكيدهم في بيانات ومواقف سياسية عدة دعمهم لثورة الشعب اللبناني الشقيق وعزوفهم عن مشاركته الاعتصامات نظراً لخصوصية وضع اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد، ولحرصهم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف، إلا أن طيفهم كان حاضراً في مختلف الساحات اللبنانية عبر رسائل التحية التي قدمها الشعب اللبناني الثائر لهم، ورفعه الأعلام والكوفية الفلسطينية على أنغام "علّي الكوفية، ووين ع رام الله" وغيرها من الأغاني الفلكلورية الفلسطينية.
هذه المظاهر الشعبية أعادت التأكيد على وحدة الدم الفلسطيني واللبناني، وذلك بمعزل عن القوانين السياسية المجحفة التي سنتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة بحق اللاجئين الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وكان آخر مظاهرها إجراءات وزير العمل المستقيل "كميل أبو سليمان" وعدم استثنائه الفلسطينيين من حملة وزارته في ما يتعلق بـ "حملة مكافحة العمالة الأجنبية"، ما فجر الغضب في المخيمات طيلة شهرين كاملين.
تمنيات بالانتصار والاستقرار
قبل هذا اليوم الذي اعتبره اللبنانيون مفصيلاً في حراكهم جال فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في بعض مخيمات الفلسطينيين بلبنان، واستطلع آراء اللاجئين حول آمالهم وتمنياتهم حول الحراك الشعبي اللبناني.
وفي هذا الإطار، قال أبو فادي شراف، عضو اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية: "نأمل خيراً من هذا الحراك إن شاء الله، فإذا كانت نتائجه إيجابية حتماً سنستفيد، وإذا كانت سلبية ستنعكس علينا أيضاً".
فيما تمنى لاجئ فلسطيني من مخيم المية ومية أن "يعم الخير على لبنان وكل الأمة العربية بأكمله وأن تأخذ القضية الفلسطينية بعين الاعتبار".
وتابع: "نحن هنا نعيش لاجئين تحت سقف القانون ولا نقبل أن نخالف القانون. نحن نتمنى التوفيق للشعب اللبناني في ثورته المطلبية، لكننا كفلسطينيين نحن بالكاد نجد عملاً لنعيش منه، ولا نجد في مشاركتنا بهذا الحراك أي فائدة".
من ناحيته، أكد اللاجئ الفلسطيني محمد حسون من مخيم عين الحلوة أنه "ليس لدينا أي مشكلة مع الجوار اللبناني، ونتمنى نجاح هذا الحراك المطلبي لكي تتحسن أحوالنا، فهو ينادي بمطالب هي جزء من مطالبنا".
نلتزم الحياد بما يخص المشاركة الفعلية
ورأى حسون أن "المشاركة الميدانية في الحراك ليست من مصلحتنا، لأن وضع الفلسطيني صعب في هذا البلد، وأي إشارة تجاه الفلسطيني تكون قانونية أو أمنية، لذلك لا يمكننا المشاركة في الحراك لكي لا نُتهم بأننا نخرب البلد".
أما اللاجئ الفلسطيني شحادة شقير من مخيم مارالياس فاعتبر أنه "إذا حقق الحراك اللبناني نتائج إيجابية فهي ستصب في صالح الفلسطينيين، وإذا كان سلبياً نتمنى أن نكون بعيدين عن تداعياته ولا نتحرك في أي اتجاه ضد لبنان"، مشيراً إلى "أننا والشعب اللبناني أخوة، ونتمنى لهذا الحراك كل الخير وأن نبقى نعيش في خندق واحد ضد العدو الصهيوني وليس ضد بعضنا".
ويأمل اللاجئ الفلسطيني مصطفى ضاهر من مخيم مارالياس "في حال نجاح هذا الحراك بأن تسن قوانين حق اللاجئ الفلسطيني بكل حقوقه الاجتماعية والانسانية".
ورأى اللاجئ الفلسطيني علي الديراوي من مخيم مارالياس أن "خير هذا البلد أو مضرته سينعكس علينا بكل الأحوال، لذلك نأمل أن يعم السلام والأمن والاستقرار على ربوع لبنان، لأن لا تخلو منطقة لبنانية من التواجد الفلسطينية عليها".
وتمنى ديراوي أن "يكون لبنان مستقراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً لأن راحة أهل لبنان من راحتنا وراحتنا من راحة الشعب اللبناني".
إذاً هي آمال وطموحات لبنانية وفلسطينية مشتركة بتحسين الواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والمعيشي، بشكل سينسحب بالتأكيد على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، فانتخاب طبقة سياسية تحقق العدالة الاجتماعية للشعب اللبناني من شأنها أن تدرك أهيمة منح اللاجئ الفلسطيني حقوقه الاجتماعية والمدنية التي ضمنتها له المواثيق الدولية.
شاهد التقرير