مخيم حندرات – حلب
أنهى كلّ من تنظيم "لواء القدس" ومنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، عمليات ترميم حديقة المشروع في مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب شمالي سوريا، وذلك في إطار مبادرة لترميم الحديقة وإعادة تشجيرها، بدأتها الجهتان منذ مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
الحديقة التي كانت الحيّز العام الأبرز في المخيّم، ومتنفّس الأهالي والأطفال في فترة ما قبل الحرب، تعرّضت للتدمير جرّاء المعارك بين فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة من جهة، وجيش النظام السوري من الجهة الثانية، وانتهت ببسط الأخير سيطرته على المخيّم في أيلول/ سبتمبر 2016، وتدمير أكثر من 70% من عمران المخيّم وبناه التحتيّة وتهجير كامل سكّانه.
ترميم الحديقة، أثار العديد من ردود الفعل في أوساط أهالي المخيّم المهجّرين، المغلّفة بنبرة إيجابيّة، على اعتبار أنّ زراعة الأشجار أمرٌ يُنبت الأمل، لكن بقي التساؤل لمن رُممت الحديقة؟، هو الأبرز، في ظل غياب الأهالي عن مخيّمهم، وغياب مشاريع ترميم البنى التحتية وإعادة إعمار المنازل وفق اللاجئة "أم أحمد فارس" المهجّرة من مخيّم حندرات وتسكن الآن في مدينة حلب.
واعتبرت اللاجئة في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ ترميم الحديقة أمر إيجابيّ في حال كان مقدّمة لإعادة ترميم المنازل، وتساءلت حول من يمكن أن يزور الحديقة؟،ومعظم سكّان المخيّم مهجّرون؟ في حين أنّ من سيزورها لن يرى في محيطه سوى المنازل المدمرّة والموحشة والمهجورة.
وتسببت المعارك وعمليّات القصف العنيف التي طالت مخيّم حندرات للاجئين خلال السنوات السابقة، بدمار واسع لكافة البنى التحتيّة بما فيها شبكات ضخ المياه، الأمر الذي دفع منظمة الصليب الأحمر الدولي، والهلال الاحمر السوري، إلى نصب نحو 5 خزّانات مياه للوقوف على احتياجات الاهالي العائدين عقب انتهاء العمليات العسكرية والذين لم تتجاوز أعدادهم 200 عائلة من أصل 8 آلاف.
في حين ما تزال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تصنّف المخيّم على أنّه منطقة غير آمنة، لعدم القيام الجهات المختصّة بأي مشاريع جدّية لإزالة مخلّفات الحرب من ألغام وذخيرة حيّة لم تنفجر، ما يدفع الوكالة الدوليّة لإرجاء عمليات إعادة تأهيل منشآتها داخل المخيّم.