القاهرة - خاص
تُواصل عائلة أبو حسين مُناشدتها لكافّة الجهات المسؤولة والحقوقيّة وكل من بيده المُساعدة، منذ (25) يوماً، لمعرفة مصير نجلها المُصاب أحمد منذر حسن أبو حسين، البالغ من العمر (27) عاماً، وإعادته إلى قطاع غزة حيث تمكث عائلته.
الشاب أحمد أبو حسين المُلقّب بـ "أتشي"، ابن مُخيّم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، تقول عائلته أنّ آثاره قد فُقدت عقب وصوله إلى مطار القاهرة أثناء عودته من رحلته العلاجيّة في تركيا.
تقول حنين شقيقة الشاب في حديثها لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أحمد شاب بسيط ومُسالم، إنسان مُتعلّم وواعي ومن عائلة مُثقّفة ومُسالمة، وكالكثيرين مثله أصيب في مسيرة العودة ويحتاج لأن يخضع للعلاج، وبسبب قلّة الإمكانيّات في قطاع غزة سعينا أن نُخرجه للعلاج بالخارج."
وتُتابع "أحمد منذ عامين كان قد وقع على ظهره من علو أثناء بناء منزلنا، وبعد فترة أصيب في ظهره ما أدى إلى كسور في الفقرات ويحتاج لعمليّة مُعقّدة، أحمد عانى الكثير من ظهره ومنذ 6 أشهر كان ينام على ظهره ويُمنع من الحراك، ولدينا تقارير وصُور تُثبت أنّ وضعه الصحي صعب."
وتقول حنين إنه مع العلاج طوال الفترة الماضية أصبح وضع أحمد أفضل ممّا كان عليه سابقاً، إلا أنّ هناك خطورة على مُستقبله الصحي، فقررت العائلة أن يُسافر إلى تركيا لتلقّي العلاج هناك، وبالفعل كان هناك استجابة للعلاج واللياقة، كما أنّ وضعه النفسي في تحسّن بعد أن كان قد دُمّر بالفعل بسبب قلّة الإمكانيّات الطبيّة في غزة، وانتهت رحلة علاجه بعد شهرين ونصف الشهر.
حسب شقيقته، إنه عاد من تركيا في التاسع والعشرين من شهر تشرين أوّل/أكتوبر الماضي "وكنت أنا آخر من كان على اتصال به ومُكالمتي معه تُثبت أنه تم احتجازه في مطار القاهرة، لأنه كان من ضمن باصات الترحيلات لكن لم يُرحّل، وحتى اللحظة لا نعرف عنه شيء."
واستمرت العائلة طوال الفترة الماضية منذ يوم اختفاء نجلها، بمُناشدة الجهات المسؤولة بما فيها القيادات والمسؤولين والفصائل والسفارة الفلسطينية في العاصمة المصريّة القاهرة وجهات حقوقيّة، بالإضافة لمُناشدات وجّهتها العائلة للسفير المصري في فلسطين عصام الدين عاشور، وكذلك طالت المُناشدات وفد لحركة "حماس" يمكث الآن في تركيا، لكن دون فائدة تُرجى.
وفي مُناشدة من والدة الجريح أبو حسين قالت: "باسمي وباسم والد أحمد وباسم عائلة أبو حسين نُناشد أصحاب الضمائر الحيّة وكل من هو مسؤول عن الجريح أحمد مُنذر أبو حسين الذي فُقد أثره عقب وصوله مطار جمهورية مصر العربيّة، وأتمنّى من كل إنسان ضميره حي ويتمكّن من مُساعدتنا ولو بتفصيلة صغيرة عن أحمد ألا يُقصّر."
فيما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمُناشدات العائلة وأصدقاء المُصاب المفقود أبو حسين، في مُحاولة للعثور على أي معلومة حوله والمُساعدة في معرفة مصيره ووصوله إلى غزة.
وجاء في إحدى مناشدات العائلة "أحبّة أحمد وأهل أحمد وأصدقاء أحمد وكل من لديه ذرّة محبّة للجريح أحمد أبو حسين-أتشي، ناشدنا الجميع وتم التواصل مع الجميع، ابتداءً من السفير والسفارة الفلسطينيّة وكل قيادي حُر وأصحاب حقوق الإنسان، ولم نُبلّغ بأي معلومة، وللعلم تم منعنا من المُناشدة من قبل، لعلى وعسى أن يجبروا خاطرنا المكلوم بمعلومة، ولكن للأسف وحتى هذه اللحظة لم نُبلغ بأي معلومة، نُناشد الجميع بعد الله أن يقفوا مع أحمد حتى يتم الإفراج عنه."
وتقول حنين في حديثها لـ "بوابة اللاجئين": "لا نعرف شيء عن أحمد، ناشدنا السفارة والحقوقيين، ناشدنا كافّة القيادات والفصائل، نحن كعائلة مكلومة لا تعرف شيء عن ابنها، حياتنا انقلبت رأس على عقب، لأنّ وضع شقيقي لا يحتمل المُماطلة، لديه كسر في الفقرات الثانية والثالثة، ولا يستطيع الجلوس كأي إنسان طبيعي، وكل يوم وعود حتى السفارة لم تعد تستجيب، ولا معلومات عنه حتى اللحظة."
ووجّهت شقيقة أحمد رسالة إلى الجميع قائلةً: "بالنسبة لنا نحن أهل أحمد، نُناشد كل من عنده ضمير حي أو يشعر بالإنسانيّة، لكل مسؤول وكل حقوقي، للسفارة والسفير ولكل الأطراف، أحمد يجب أن يعود لغزة نظراً لوضعه الصحي وخطورته."