مخيم خان الشيح – ريف دمشق
يشتكي أهالي مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، من الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائيّة والمحروقات، وتسجيلها في مخيّمهم أرقاماً أعلى مما هي عليه في مناطق الجوار.
وتشهد عموم مناطق سوريا، ارتفاعاً جنونيّاً في أسعار كافة المواد، نتيجة لانهيار سعر صرف الليرة السوريّة مقابل الدولار الأمريكي، وبلوغه عتبة 900 ليرة سورية للدولار الواحد، إلاّ أنّ ما يسميه الأهالي بـ"جشع التجّار" يزيد الأسعار استعاراً ضمن مناطق المخيّم.
وبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الأرز 750 ليرة سوريّة، في حين يُباع في منطقة دروشة المحاذية بـ550 ليرة، وذات الأمر ينسحب على العديد من المواد الأساسية كالزيت والسكّر ومواد التنظيف، حيث بلغ سعر لتر الزيت داخل المخيّم ألف ليرة سورية، وكيلو القهوة 6 آلاف ليرة في حين رُصد بيعها في مناطق الجوار بسعر أرخص من 10 إلى 20 %، أمّا سعر عبوة الغاز المنزلي فبلغت 3 آلاف ليرة، بينما حافظت في منطقة دروشة على سعر 2600 ليرة.
وفي هذا السياق، قال "أبو جهاد قاسم" أحد أبناء المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ العديد من التجّار باتوا يتحكّمون في الأسعار ضمن المخيّم، لغياب الرقابة عليهم وتمتع الكثيرين منهم بغطاء سياسي وأمني، يحميهم من المساءلة.
وطالب قاسم، الجهات المعنيّة ولجنة التنمية ودوريّات التموين التدخّل، لكبح عمليات الاحتكار وتخزين البضائع والتحكّم بأسعارها، مؤكّداً أنّ العديد من الأسر لم تعد تتمكّن من شراء احتياجاتها، ولا ينقصها أن يجري التلاعب بقوتها من قبل التجّار، في ظل أوضاع عامة تتجه شيئاً فشيئاً نحو الانهيار حسبما قال.
وتلقي الأزمة الاقتصاديّة التي تشهدها سوريا، بتبعاتها على اللاجئين الفلسطينيين بشكل حاد، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في المخيّمات، في حين تعتمد مئات الأسر على المعونة الشحيحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي لم تعد تغطي أبسط الاحتياجات في ظل الأزمات التي تشهدها البلاد، بحسب ما تؤكد مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وصنّفت وكالة " أونروا" في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها لعام 2019، نحو 126 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا على أنّهم ضعفاء للغاية، في حين يحتاج 95% من مجموع اللاجئين إلى مساعدات إنسانية مستمرة.