الرباط – المغرب
أكد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع رفضه "توريط بلاده بتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد المرصد، في بيان أصدره قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، اليوم الخميس إلى المغرب، أن "من أراد أو حاول الزج بالمغرب في مستنقع التطبيع هنا بالدولة أو بالمجتمع، فهو مجرد عميل مطبع خادم مطيع لدوائر الصهيونية وكيانها الإرهابي".
الشعب المغربي يرفض التطبيع بالمطلق
بدوره، أوضح الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي أن محاولات توريط المغرب في التطبيع تأتي في سياق الرفض الرسمي لـ "صفقة القرن".
وأشار، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن تلك المحاولات مستمرة منذ أكثر من سنة بهدف جعل المغرب، باعتباره رئيساً لـ "لجنة القدس"، شريكاً في "الصفقة" إلى جانب السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وذكر هناوي، أن الضغط الإعلامي والسياسي يتجدد مع زيارة بومبيو المرتقبة إلى المغرب، وذلك بعدما عرضت مستشارة الأمن القومي الأمريكي على السفير المغربي في الولايات المتحدة "وثيقة عدم اعتداء" مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن المرصد طالب الحكومة المغربية بالرد على هذه الإشاعات، باعتبار الشعب المغربي يرفض التطبيع بشكل مطلق، فـ "إسرائيل" عدو للمغرب، فضلاً عن كونها عدو لفلسطين.
وأورد المرصد في بيانه أن "الكيان الصهيوني كيان عدو للمغرب بمرجعية موقع وموقف وتاريخ المغرب في فلسطين بشواهد حارة المغاربة وأوقاف المغاربة بالقدس وعين كارم والخليل التي اغتصبها العدو الصهيوني وهدم أكثرها وصادر الباقي واستوطنها بمستوطنيه الإرهابيين".
وشدد بأن "الكيان الصهيوني كيان عدو مهما حاولت أمريكا تجميله وتقديمه على طاولة الابتزاز بقضايا المغرب الحيوية مقابل التطبيع والخيانة والعمالة للأجندة الصهيوأمريكية".
يذكر أن رئيس الحكومة الغربية، سعدالدين العثماني، أكد في أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، رفض بلاده القاطع لـ "صفقة القرن"، وشدد على أن "القدس خط أحمر".
وأضاف حينها أن "جميع مكونات البلاد ترفض هذه الصفقة، سواء تعلق الأمر برسائل وتصريحات الملك المغربي محمد السادس، أو الدبلوماسية الوطنية وجميع القوى السياسية".
وتطالب شرائح واسعة من المجتمع المغربي البرلمان بإقرار قانون لـ "تجريم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".
نتنياهو يأمل في حدوث "اختراق بالتطبيع مع المغرب"
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن حكومة الاحتلال تأمل في حدوث اختراق في تطبيع العلاقات مع المغرب خلال أيام، كي يستخدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالحكم.
ونقلت القناة الـ "12" العبرية أمس الأربعاء عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة أن "الدولة العبرية تأمل في إحراز "إنجاز دبلوماسي حقيقي" في عملية إقامة علاقات طبيعية مع المغرب حتى 11 كانون الأول/ديسمبر (موعد انقضاء المهلة الممنوحة للكنيست لتقديم مرشح يتمكن من كسب دعم 61 من أصل 120 نائبا فيه لرئاسة الحكومة) بغية تفادي سيناريو الانتخابات التشريعية الثالثة على التوالي".
وزعمت القناة أن نتنياهو يتطلع إلى استخدام هذا الإنجاز كي يكسب الدعم المطلوب من المشرعين لتشكيل الائتلاف الحاكم أو التعويل عليه في حملته الانتخابية الجديدة.
وتتزامن هذه الأنباء بالتزامن مع زيارة بومبيو إلى المغرب، عقب اجتماع عقده أمس مع نتنياهو في العاصمة البرتغالية لشبونة.
وكان مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية قد أشاد، أثناء مؤتمر صحفي عقده بخصوص هذه الزيارة، بـ"روابط هادئة بين تل أبيب والرباط"، على حد قوله.
يذكر أن وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس كشف منذ يومين أن وفداً إسرائيلياً وصل إلى واشنطن لـ "بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق "عدم اعتداء" مع دول في الخليج".
وأضاف الوزير كاتس، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، أن الوفد الإسرائيلي ضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والعدل ومجلس الأمن القومي والجيش.
لكنه لم يشر إذا ما إذا كانت المحادثات ستقتصر على الجانب الأميركي، أم ستشهد مشاركة مسؤولين من دول خليجية.
ومنذ نحو شهرين، كشفت "القناة 12" العبرية أن حكومة الاحتلال تبذل جهوداً من أجل توقيع اتفاق "عدم حرب" مع دول خليجية بهدف التصدي لخطر إيران، وتحجيم نفوذها بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أن كاتس عرض المبادرة على نظرائه الخليجيين في سلسلة لقاءات عقدها على هامش المؤتمر السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة.