مخيّم البداوي _ طرابلس
اعتصم عدد من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، أمس الثلاثاء 10 كانون الأوّل/ ديسمبر، داخل مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" في مخيّم البداوي، للمطالبة بتفعيل خطّة طوارئ من شأنها الوقوف عند الاحتياجات الإغاثيّة لفلسطينيي سوريا في لبنان، في ظل تردي أوضاعهم المعيشيّة على ضوء الأزمة الاقتصاديّة التي تشهدها البلاد، والارتفاع المستمر بالأسعار.
وعبّر المعتصمون الذين ينشطون ضمن "لجنة متابعة فلسطينيي سوريا في البداوي" عن غضبهم، مما اعتبروه إنكاراً تمارسه سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت بحقّهم.
سفارة السلطة في بيروت غير معنية بفلسطينيي سوريا!
وقال أحدهم في تسجيل مصوّر من داخل الاعتصام، إنّهم قد قابلوا السفير الفلسطيني أشرف دبّور من أجل عرض معاناتهم، الّا أنّ الأخير قد طالبهم بمراجعة السفارة السوريّة والعودة إلى سوريا والخدمة في الجيش هناك، مؤكّداً لهم أنّ سفارة السلطة في بيروت غير مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، وفق ما نقل الناشط.
ويعيش في لبنان نحو 26 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا، غالبيتهم من أبناء مخيّم اليرموك ومخيّمات أخرى طالها الدمار، وقد فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم في سوريا، فضلاً عن كون العديد من الشبّان مطلوبين للخدمة الالزاميّة هناك، ما يجعل عودتهم محفوفة بمخاطر في ظل استمرار الزج بمجندي جيش التحرير الفلسطيني في معارك ريف ادلب والمناطق الملتهبة.
وتتزايد في الآونة الأخيرة مطالبات اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، بخطة طوارئ عاجلة، نظراً لأوضاعهم معيشيّة شبه معدمة، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار الذي يشهده لبنان، فضلاً عن انعدام فرص العمل، ما جعل من معونة " أونروا" الشهريّة بمثابة المورد المالي الوحيد للعائلات، ولا تكفي ثمن الطعام اليومي وفق ما يؤكدون.
وتصرف الوكالة الدوليّة مبلغ 100 دولار شهريّاً كبدل إيجار لكل عائلة، و27 دولاراً كبدل طعام، يجري صرفها عبر المصارف اللبنانية بالعملة المحليّة وبسعر الصرف الرسمي 1511 ليرة مقابل الدولار الواحد، في حين يسجّل سعر الصرف في سوق التداول الحر للعملة عتبة 2200 ليرة، الأمر الذي انعكس ارتفاعاً لأسعار السلع في الأسواق، وقضم من قيمة المعونة أكثر من ربع قيمتها الشرائيّة.
الجدير بالذكر، أنّ وكالة "أونروا" كنت قد فصّلت الوضع المعيشي لفلسطينيي سوريا في لبنان، بأرقامها الصادرة بتقرير النداء الطارئ لعام 2019، بيّنت فيها أنّ نحو 90 % منهم يعيشون تحت خطّ الفقر، أي بأقل من دولارين في اليوم الواحد، وهو المعيار العالمي المُحدد من قبل البنك الدولي، في حين يفتقد 95 % منهم للأمن الغذائي، أي لا تتوفّر لديهم كميّات الغذاء التي تحميهم من الجوع.
من داخل الاعتصام :