مخيم العروب – خاص
أكد والد الطفل الفلسطيني المعتقل أحمد بدوي من مخيم العروب أن محامية ولده أفادت بأن قدم ابنه المصاب تنزف، وتحتاج إلى عناية مشددة، بعدما ضربه سجانو الاحتلال عليها أثناء تعذيبه.
وقال حسين بدوي والد الطفل أن هذه هي المرة الثالثة التي يعتقل فيها الاحتلال طفَله إلا أن هذه المرة جرى اعتقال الطفل وهو مصاب بقدمه ويحتاج إلى عملية جراحية.
عائلة حسين بدوي، في مخيم العرّوب بالخليل، استفاقت فجر الثلاثاء الماضي، على اقتحام جنود الاحتلال لمنزلها و اعتقال ابنها أحمد، البالغ من العمر ستة عشر عاماً، والمصاب بقدمه.
واستعرض بدوي تفاصيل ليلة اعتقال ابنه بالقول: إن ما يزيد عن عشرين جندياً إسرائيلياً اقتحموا المنزل واعتدوا عليه ثم اعتقلوا ابنه المريض والمصاب، وروعوا النساء والأطفال في المنزل، بعدما كسّروا الأبواب والأثاث.
"أجوا بشكل وحشي، كيف دخلوا البيت ما منعرفش ما استفقنا إلا هم طالعين على الطابق الثالث.. كسروا الباب باب سكنتي الخارجي.. دخلوا علي 10 بعدين 20 جندي فكسروا الدار .. فصار عراك ما بيني و بين الجيش، إذا ملاحظ صوتي راح في المشكلة اللي صارت فبدهم الهوية أخدوا الهوية و فحصوا فبدهم أحمد...؟؟ شو السبب بقولك منقدرش نحكي بس بدنا أحمد طيب ليش والزلمي (الطفل أحمد) مصاب وكان مصاب معي وأنا طالع انا وياه بنادي الحديد.. أنا اسى (الآن) بدي ارفع قضية عليهم."
وأشار والد الطفل المعتقل إلى أن جنود الاحتلال نقلوا ابنه إلى البرج العسكري قرب المخيم، قبل أن ترده، اليوم لخميس، أنباء عن نقله إلى سجن عوفر، ولكنه لم يتسن له التأكد من تلك الأنباء.
وأوصى الأب ابنه عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أوصيك بالصبر والنضال والكفاح يا بني، لأن فلسطين لن تتحرر بدون الشهداء والأسرى".
وكما جرت العادة، لا يفرّق الاحتلال في اعتقالاته بين معافىً أو مصاب، أو طفل أو راشد، بل يتعمّد استخدام شتى الوسائل التي طالما استخدمها المستعمِرون للتنكيل وتعذيب المستعمَرين.
13 طفلاً معتقلاً من العروب مؤخراً
بدوره، أوضح الناشط السياسي في المخيم، صامد جوابرة، أن استهداف الاحتلال لأطفال مخيم العروب، ولكبار السن فيه، على حد سواء، أغلبه بسبب وجود "خط ستين" بالقرب منه، والذي يمر فيه المستوطنون بشكل دائم من "عتصيون" إلى مستوطنة "كريات أربع" بمحاذاة مخيم العروب وبلدة بيت أمر.
وأشار جوابرة، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن الاحتلال اعتقل في الآونة الأخيرة أكثر من 13 فتى قاصر بطرق بربرية تخللها تكسير الأبواب والمنازل والتفتيش الهمجي.
وذكر أن الاحتلال اعتقل خلال العام المنصرم بأكمله نحو 20 قاصراً، لكنه، منذ مطلع العام الحالي، اعتقل 11 شخصاً من المخيم بين قاصرين وكباراً.
مدخل المخيم.. نقطة اعتداء لجنود الاحتلال على الأطفال
وأوضح جوابرة أن جنود الاحتلال غالباً ما يستهدفون أطفال المخيم على مدخله، بحجة إلقائهم حجارة أو زجاجات حارقة مؤكداً أن المخيم بصفته محطة لجوء إلى حين العودة يؤوي أطفالاً رافضين لوجود الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.
ونافياً أن يكون الأطفال هم من يتحرشون بجنود الاحتلال، بل العكس فإن جنود الاحتلال يضيقون على أطفال المخيم أثناء عودتهم من مدارسهم ويمنعونهم من حرية الحركة في المكان، او حتى التقاط الصور عبر أجهزة الهاتف، ما يستفز الأطفال.
واستنكر جوابرة الانتهاكات الممارسة على الأطفال أثناء اعتقالهم وداخل السجون، الأمر الذي يخالف بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، مطالباً المؤسسات الدولية الحقوقية بفضح جرائم الاحتلال بحق أطفال فلسطين عامة، وأطفال المخيمات في الضفة الغربية بشكل خاص.
وذكّر الناشط السياسي أن عمر جوابرة ذا الـ 14 عاماً من مخيم العروب هو أصغر طفل معتقل إدارياً في سجون الاحتلال.
وتأسس مخيم العروب عام 1949 على مسافة 15 كيلومتر إلى الجنوب من بيت لحم، فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.24 كيلومتر مربع فقط.
وينحدر أصل سكان المخيم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة.
ويقع المخيم على الطريق الرئيسي الواصل بين القدس والخليل، وهو يتعرض بشكل متكرر لاقتحامات الاحتلال.