دعاء عبد الحليم – لبنان
شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان جمعة غضب عام كرد فعل من قبل اللاجئين الفلسطينيين على إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للتسوية المسماة "صفقة القرن" و التي تحتوي قسماً خاصاُ باللاجئين الفلسطينيين، يبين طريقة واشنطن وتل أبيب في تصفية قضيتهم وإنهاء مخيماتهم وإلغاء حقهم في العودة.
وبعد صلاة الجمعة خرجت مظاهرات حاشدة في مخيمات شمال لبنان نهر البارد والبداوي، وكذلك نفذ أبناء مخيمي عين الحلوة والمية ومية بصدا تظاهرات جابت أنحاء المخيمين، ولبّى أيضا اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا في بيروت دعوة الفصائل الفلسطينية، ليتظاهروا رافعين الأعلام الفلسطينية، ومعربين عن رفضهم للصفقة، وكذلك الأمر في مخيم الجليل بمدينة بعلبك بالبقاع.
وقال اللاجئ الفلسطيني في مخيم شاتيلا محمد داوود: إن ما يسمى صفقة القرن هي وعد بلفور ثاني وأن الإثنين لا قيمة لهما لأن هناك حتمية تاريخية، وحق لا يقبل التفاوض، وهو عودة الشعب الفلسطيني إلى كامل أراضيه.
كذلك قالت اللاجئة الفلسطينية في مخيم شاتيلا أمينة موسى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الشعب الفلسطيني موحّد حول رفض صفقة القرن، وأن هذه القرارات لا تمثل إلا أصحابها ولن تحرف الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات عن بوصلته، وستبقى العودة هي الهدف الأساس في حياة كل فلسطيني.
ورأى اللاجئ الفلسطيني يحي سريس أن وعد تحرير فلسطين سيتحقق مهما تواطأ المجتمع الدولي والعربي على الشعب الفلسطيني، مشيراً لموقعنا إلى أن تضحيات الشعب الفلسطيني بتقديمه الشهداء والجرحى والأسرى على مر السنين لن يذهب سدى وأنه لا يحقّ لأحد بالتنازل عن أرض فلسطين المقدسة.
وكان جلياً في كل المظاهرات التي شهدتها المخيمات اليوم، أن اللاجئين الفلسطينيين تجمعوا على مطلب أولي من قيادتهم المتمثلة بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والفصائل مجتمعة، وهو إنهاء الإنقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007، معتبرين أنه أحد أبرز عوامل الضعف في الموقف الفلسطيني السياسي.
وبحسب عضو منظمة التحرير الفسطينية مالك سليمان فإن بنود "صفقة القرن" لا يجب أن تواجه فقط ببيانات الشجب والاستنكار ، وفي حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين طالب القيادة الفلسطينية السياسية بالالتفاف حول مطالب الشعب الفلسطيني، المتمثلة بإنجاز الوحدة الفلسطينية الوطنية لمواجهة الصفقة على أسس وطنية ثابتة.
كذلك طالبت اللاجئة الفلسطينية وصال الجشي من مخيم برج البراجنة، رئيسَ السلطة الفلسطينية محمود عباس بوقف حقيقي للاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال عبر اتفاق "أوسلو"، معتبرة أن الشعب الفلسطيني على مشارف انتفاضة أخرى وعلى السلطة الفلسطينية اليوم دعم هذه الانتفاضة، ومدها بسبل القوة والاستمرار.
المظاهرات في هذه الجمعة تأتي امتداداً ليومي غضب شهدتهما المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث يعيش اللاجئون الفلسطينيون اوضاعاً صعبة، ورغم ذلك، فهم يصرون على عدم التنازل عن أرضهم الأصيلة في فلسطين، والعودة إليها.