فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
خاص
كان ملفتاً للانتباه أن "التروما" والصدمة عادت لهم مع بداية الأزمة، وبدا الارتباك عليهم في التصرف سواء كأفراد أو كمؤسسة، هكذا بدأ "محمد فوزي" ابن القدس المحتلة حديثه حول ما رآه في عمله في مستوطنة "رامات دانيا" جنوب غرب القدس المحتلة، التي اقتربت منها النيران خلال الأيام الماضية.
يضيف محمد: "كان شيئاً مربكاً، كل الطرق أُغلقت ولا معلومات عن احتمالية وصول النار للمنطقة أم لا، والإخلاء كان فقط في المناطق التي دخلت دائرة النار، ما يعني أنه لم يكن هناك استعدادات لمواجهة أزمات كهذه، بل كان جل العمل ارتجالياً دون إدارة واضحة ومنظمة، مسؤول الأمن في الفندق لم يتمكن من إعطاء جواب هل نُخلي الزبائن أم لا؟ ما الطريقة التي يجب أن نخرج بها...الخ"
واعتبر محمد أن التشتت والارتباك كان بسبب أن النيران قد وصلت لأكثر من نقطة "مرة زخرون، ثم عتليت، وبعدها نيشر، حين وصلت النيران إلى حيفا الجميع كان في حالة صدمة".
أما "لمى طه" التي تم إخلاءها من سكن الطلبة في حي "روميما" الاستيطاني في حيفا المحتلة، والذي تضرر بشدة جراء الحريق، تقول: "أنا عملياً لم أشهد الكثير لإني كنت نائمة، ومنذ الصباح سمعت أصوات الإطفاء والشرطة لكن سألت وقالوا عند الخليج، وهذا شيء حدث قبل عدة أسابيع وكان صغيراً وانتهى، وعدت للنوم، وبعدها جاء مسؤول السكن يدق بشكل هستيري على الأبواب ويصرخ اخلوا السكن واخرجوا بسرعة".
تابعت لمى "أخرجوني بسرعة ولم أجمع حاجيّاتي، وبالقوة أعادوني لأخذ الجاكيت، أبي يتصل على هاتفي وكان صامتاً، هو يعمل في البلدية ويعرف المستجدات، عرفت فيما بعد أن محطة بنزين أسفل السكن كانت قد اشتعلت فيها النيران على ما يبدو، فقلق والدي لذلك، ولم أعرف هل أتجه للبلد أم للجامعة، سيّما أن الطريق مزدحمة جداً بالسيارات".
"أين ذهبتِ وكيف؟" أجابت لمى "خرجت مع أحد المسؤولين في الجامعة، كنا في الطريق متجهين للجامعة وعلقنا في الأزمة، في منتصف الشارع الرئيسي اندلع حريق بجانب الجامعة وأغلقوا الطريق، الشرطة ورجال الإطفاء والأمن حوّلونا إلى الطريق المؤدية للبلد".
"كنت محظوظة، هناك غيري علق لساعات بلا مسكن، لم أعش حالة طوارئ كهذه، وعيت حريق الكرمل عام 2010 ولم أتأثر بهذا الشكل، حرب تموز عام 2006 كانت الصواريخ تسقط مثل المطر ولم نتأثر ولم نشعر بهول المصيبة، نحن نستهتر بمصائبنا، وهم متيقظون وجادّون وواقعيون وخطواتهم مدروسة".
وحول إذا ما كان هناك تخبّط في التعامل مع الأمر قالت: "كانت فوضى عارمة، ومع أن الجميع يقول أن هناك تحريضاً من الحكومة علينا كفلسطينيين نابعاً من محاولة تغطية فشلها بإخماد الحرائق، إلا أنني أراهم نجحوا بأرقام قياسية، الحريق وصل مشفى الكرمل والجامعة ومدارس وبيت عجزة في حارتي وغيرها من المؤسسات للجمهور من الفئات الضعيفة، ولم يكن هناك خسارة في الأرواح".
وفاء من أم الفحم شمال فلسطين المحتلة قالت: "كنت نائمة ولم يوقظني أحد، في الصباح أخبروني، جاء أخي يخبرهم بأن الحريق وصلنا، وكان قبل ذلك قد أخبر على أحد الوكالات بأن حريقاً اندلع في أحراش عين السهلة وهي المنطقة التي نقطنها، لا أعرف كيف بدأ الحريق لكن في أغلب الأوقات هذه المنطقة يحدث فيها حرائق ويقومون بإطفائها."
تابعت وفاء ضاحكة "قالوا إن الحريق كان قريباً من البيوت، الناس جميعهم ذهبوا للمشاهدة، مثل أيام حرب صدام. هو يضرب الصواريخ وكل الفلسطينيين يخرجون للفرجة والتهليل، بينما الإسرائيليين مختبئين"
"كان هناك شرطة وطواقم إطفاء، لا أعرف كم من الوقت احتاجوا لإطفائها، أخي كان يريد أن نخرج من المنزل، أمي وأبي لم يقبلوا وأكملوا نومهم".
أكملت وفاء بسخرية "كان من المفترض الخروج في مسيرة غضب مناهضة للعنف ضد المرأة في منطقة عرعرة ومع الحريق انقطعت الطريق على الناس ولم نتمكّن من الوصول للمنطقة، جيد، لم نكن بحاجة لنسمع رجل يُحدّثنا عن كيفية مواجهة قتلتنا من الذكور!".