السودان

جدّد رئيس حزب "الأمة" القومي، الصادق المهدي، اليوم الخميس، معارضته ورفضه لمبدأ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا، خلال مؤتمر صحفي في دار حزبه بأم درمان، اليوم الخميس، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إلى التراجع عن خطواته والاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه.

وشدد أن "الحديث عن أن إسرائيل ستساعد في رفع العقوبات عن السودان وهم كبير"، مشيراً إلى أن "صفقة القرن أغلقت الباب أمام تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل وجعلت الأمر مستحيلاً".

كما أوضح أن "تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل يضرّ بالمصالح العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية".

وقال إن قرار رفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" بيد الكونغرس لا الإدارة الأمريكي، مؤكداً أن الوضع الدستوري الانتقالي الحالي في البلاد لا يسمح بالمبادرات الفردية، وأن الفترة الانتقالية ليست محل القرارات الخلافية.

وحذر المهدي من الزج بالقوات المسلحة في النزاع في موضوع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أن أصدر الجيش السوداني، أمس الأربعاء، بياناً نادراً وصف فيه اجتماع البرهان ونتنياهو بأنه في "إطار المصلحة العليا للأمن القومي وللسودان".

وكان البرهان التقى نتنياهو في أوغندا منذ يومين، وأثار اللقاء تنديداً من القوى الثورية السودانية ودعوة إلى تحرك جماهيري.

لكن البرهان ذكر أن لقاءه رئيس وزراء الاحتلال "سيسهم في اندماج السودان بالمجتمع الدولي".

وقال، في خطاب ألقاه نيابة عنه المتحدث باسم الجيش، عامر محمد الحسن، أمس الأربعاء، إن السودان يعمل من أجل مصالحه، دون التعارض مع عدالة القضية الفلسطينية، وأضاف أن "الاتصالات مع نتنياهو وبومبيو بدأت منذ ثلاثة أشهر وطرحنا فيها ما يستفيد منه السودان"، بحسب قوله.

دعوى جنائية ضد البرهان

إلى ذلك، قام محامون سودانيون، أمس الأربعاء، برفع دعوة جنائية ضد البرهان بسبب مخالفته لنصوص "قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1958"، إضافة إلى مواد أخرى بالقانون الجنائي متعلقة التعامل مع الدول المعادية والإخلال بالسلامة العامة.

وطالب المحامون من النيابة السودانية تقييد الدعوى وتوجيه التحري لاتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع الحصانة عن البرهان.

وقالت مجموعة "الاعتصام للمحاماة والاستشارات"، التي تقدمت بالدعوى، إن "المتهم عبد الفتاح البرهان تجاوز صلاحياته المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية كما خالف نص المادة (2) من قانون مقاطعة إسرائيل".

وتنص المادة على أنه "يحظر على أي شخص أن يعقد بالذات أو بالوساطة اتفاقاً من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو مع أشخاص يعلم أنهم ينتمون إلى إسرائيل أو يعملون لحسابها".

وقفة احتجاجية وحملة لجمع مليون توقيع

وفي السياق، نظم عشرات الطلاب من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة، رفضاً للقاء البرهان بنتنياهو.

وحمل الطلاب لافتات كُتب عليها "شعب فلسطين شعب عزة وكرامة، ولا لصفقة القرن، وأنا طالب سوداني، أنا ضد التطبيع".

كما تبنت مجموعات سودانية مناهضة للتطبيع، حملة لجمع مليون توقيع من المواطنين السودانيين، كمرحلة أولى، للتعبير عن الرفض الشعبي للخطوات الأحادية التي يقوم بها البرهان للتطبيع مع الاحتلال.

ونشر منظمو الحملة إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي للراغبين في المشاركة فيها.

مسؤول: السودان منح "إسرائيل" موافقة مبدئية على فتح المجال الجوي

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه متحدث عسكري سوداني أن بلاده وافقت على السماح للطائرات التجارية المتجهة إلى كيان الاحتلال بعبور المجال الجوي السوداني.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، عامر محمد الحسن، لقناة الجزيرة، إنه كان هناك اتفاق "من حيث المبدأ" على أن تستخدم الطائرات التجارية المتجهة من أمريكا الجنوبية إلى كيان الاحتلال المجال الجوي السوداني، لكنه أشار إلى أن بعض الجوانب الفنية لا تزال موضع دراسة وإن السودان لم يوافق على عبور شركة "العال" الإسرائيلية مجاله الجوي.

وأضاف أن "السودان لم يعلن التطبيع الكامل مع إسرائيل لكن ذلك تبادل للمصالح" بحسب تعبيره.

 

 

متابعات _ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد