بيان
حذّرت "المجموعة الأكاديمية لفلسطين"، من خطورة التطبيع بين الدول العربيّة والكيان الصهيوني،على المصالح الوطنية للدوّل المطبّعة، معتبرة أنّ "التطبيع يحمل مخاطر على المصلحة الوطنية للدول العربيّة، وليس بالضرورة على القضيّة الفلسطينية ذاتها".
جاء ذلك في بيان صادر عنها الأحد 9 شباط/ فبراير، قالت فيه : إنّ " المجموعة الأكاديمية لفلسطين تؤمن بأهمية المصالح الوطنية للدول العربية ذاتها وأهمية تحقيقها باعتبارها قضايا ملحة لا يجوز تأجيلها أو المماطلة فيها، ولذا فإن رفض التطبيع يأتي على هذه الأرضية قبل أن يكون متعلقاً بقضية فلسطين".
واعتبرت فيه، أنّ توقيت تصاعد أنشطة التطبيع، الذي أتى بعد إعلان الرئيس الأمريكي لـ" صفقة القرن" يحمل في طيّاته "مخاطر شرعنة عربيّة لتأسيس نظام أبرتايد في فلسطين، ولكن ذلك لا يقلل من المخاطر التي تحملها النشاطات التطبيعية على مصالح الدول العربية نفسها".
وفنّدت المجموعة في بيانها، المبررات التي تسوقها بعض الأنظمة في تبرير أنشطتها التطبيعية المتصاعدة مؤخرّاً، و منها "الدخول في النظام الدولي" و "رفع العقوبات الأمريكية" و "التحالف لصد عدو مشترك" والى غير ذلك من المبررات.
وقالت في البيان الذين وقّعه مجموعة من الأكاديميين الفلسطينيين: إنّ "دخول الدولة العربية الى النظام الدولي يأتي من خلال بناء نظام ديمقراطي شفاف يتمتع بالمساءلة والحكم الجيد وتُحترم فيه حقوق الإنسان، وليس من خلال التآلف مع كيان عنصري توسعي غارق في بناء نظام ابارتايد ظالم ضد شعب أعزل".
واعتبرت أنّ" من يريد الدخول في علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة فبإمكانه القيام بذلك مباشرة دون الحاجة لوسيط، فالولايات المتحدة لها مصالحها التي ترحب بكل من يريد خدمتها بها، وليس من الفطانة أو من مصلحة الدولة ذاتها بشيء أن يقوم الطرف العربي بدفع الثمن مرتين للوسيط ولسيده".
وأشارت إلى أنّ "من يريد رفع اسمه عن قوائم الإرهاب فيمكنه تحقيق ذلك من خلال محاربة الإرهاب نفسه لا من خلال تعزيز إرهاب الدولة ضد شعب أعزل في مكان آخر".
وأوضحت المجموعة في بيانها، أنّ "إسرائيل لا تدخل أحداً للنظام الدولي"، وأردفت: "فحركة المقاطعة لها على الساحة الدولية تتعاظم يوماً بعد يوم لا سيما في قلاعها التاريخية مثل أوروبا الغربية التي قامت الكثير من دولها بتصنيف منتوجاتها الزراعية القادمة من المستوطنات مما يساعد على مقاطعتها من قبل الموطن الأوروبي. وعليه، فإن الدخول الى النظام الدولي من بوابة تل أبيب سيحول هذه الأنظمة الى رهينة بيدها".
واعتبرت، أنّ "التآلف مع نظام عنصري ظالم يمارس إرهاب الدولة في وضح النهار يتناقض بشكل جوهري مع المبادئ التي قامت عليها الثورات العربية في بعض هذه الدول والمتمثلة بـ "الحرية والعدالة والسلام."، وتساءلت "لماذا تضحي الثورات بمبادئها السامية وبانتفاضتها المجيدة ضد الدكتاتوريات الظالمة لتتحالف مع ما هو أسوأ منها وهو الاحتلال."
وشددت على أن "التغاضي عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي من شأنه أن يشجع دولً أخرى على ذلك، الأمر الذي يضع مصالح كثير من بلداننا العربية عرضة للمخاطر الناتجة عن تنامي قانون الغابات على حساب القانون الدولي، أي انطباق مبدأ أكلت يوم اكل الثور الأبيض".
كما حذّرت المجموعة الأكاديمية من عمليات "شيطنة الضحية" التي تقوم بها الأجهزة الإعلامية للأنظمة المطبعة حتى تبرر فعلها المشين مثل القول أن "الفلسطينيين باعوا أرضهم"، مشيرةً إلى أنّ الفلسطينيين "هم الذين يرفضون عرض ترامب اليوم لاستلام ٥٠ مليار دولار لقاء المساومة على حقوقهم في أرضهم ولا يوجد فلسطيني واحد يقبل حتى الحديث معه، عوضاً عن رفض أمواله غير المعروف مصدرها"
ودعت المجموعة الشعب الفلسطيني وكل الداعمين لحقوقه بالحرية والعدالة والمساوة والكرامة الإنسانية، "بالالتزام بالكلمة المسؤولة فيما يبدر منهم تجاه عمليات التطبيع العلني وبضرورة التفريق بين الشعوب العربية الداعمة لقضيته وبين أنظمة غير منتخبة وغير ممثلة تبحث عن شرعيات وجودها من البيت الأبيض وتل ابيب".
وأكّدت على أنّ "الدخول في النظام الدولي وحل المشكلات مع دول الجوار لا يكون بالمساومة على حقوق شعب يرزح تحت الاحتلال" مشيرةً إلى أنّ "نظام دونالد ترامب سيرحل عاجلاً أم آجلاً وسيترك هؤلاء يواجهون شعوبهم وجيرانهم بعد أن يكونوا قد حرقوا جسور التفاهم معهم".
ونبهت المجموعة، الدول والأنظمة العربية المختلفة من مغبّة محاولاتها دخول النظام الدولي من بوابة تل أبيب، على حساب بوابة الشعوب، معتبرة أنّ صون كرامة المواطنين هو السند الحقيقي عندما يتخلّى الآخرين عن الأنظمة.
ووقع على البيان، نيابة عن المجموعة كل من :" إبراهيم فريحات، خالد الحروب، ساري حنفي، عبير ثابت، شفيق الغبرا، غسان الخطيب، رامي خوري، عبير النجار، باسم الزبيدي، الما جاد الله، أحمد جميل عزم، مخيمر أبو سعدة، جورج جقمان، نديم روحانا، محمد الصفطاوي".
يذكر أنّ المجموعة الأكاديمية لفلسطين، قد تشكلت بمبادرة ذاتية من أكاديميين فلسطينيين في جامعات عربية وأمريكية وأوروبية، بهدف الرد، من موقعها الأكاديمي، على التحديات الفكرية التي تواجه القضية الفلسطينية.