مخيم عين الحلوة – صيدا
مع اقتراب شروع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" بالمرحلة الثانية من مشروع الترميم في مخيم عين الحلوة، علت صرخات المستفيدين بضرورة تسليم مبالغهم بالدولار الأمريكي، للحؤول دون تكرار الأزمة التي طالت الكثير من مستفيدي المرحلة الأولى.
ولم يتمكن غالبية المستفيدين من المرحلة الأولى (الأحياء الجنوبية في المخيم) من إنجاز الترميم وفق القواعد الهندسية المطلوبة جراء فرض "أونروا" قبض المبالغ بالليرة اللبنانية وفق السعر الرسمي، متجاهلة واقع السوق والأزمة النقدية اللبنانية.
اللجنة الشعبية: "أونروا" خرقت أسس برناج تمويل مشروع الترميم
وفي السياق، أكد مسؤول الإعلام في اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة، سمير الشريف، أن مشروع التمويل الألماني يعاني من مشكلة جدية تتعلق بـ "فساد أونروا"، متهماً الوكالة بارتكاب خرق واضح لأسس برنامج التمويل.
وفي حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح الشريف أن الوكالة وضعت المستفيدين من المرحلة الأولى أمام خيارين صعبين، يتمثل أولهما في القبول بصرف المبالغ على أساس سعر الصرف الرسمي، أي أن الدولار الواحد يساوي 1500 ليرة لبنانية، فيما كانت قيمة الدولار الفعلية في السوق تتجاوز 2000 ليرة.
أما الخيار الثاني، بحسب الشريف، فهو أنه في حال رفض المستفيد الخيار الأول، فتحول الوكالة المبلغ إلى مستفيد آخر.
وفي ظل الفقر والعوز، وارتفاع معدلات البطالة، والأزمة الحالية في لبنان، اضطر المستفيديون إلى القبول بالخيار المفروض من قبل "أونروا"، خصوصاً وأن هناك الكثير من المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط، والتي تهدد حياة ساكنيها.
"صفقة مشبوهة"؟
ووفق الشريف، فإن مبلغ المشروع الألماني، والبالغ 10 ملايين يورو، موضوع في البنوك منذ عام 2017، أي أنه زاد بفعل الفوائد.
واعتبر أن هناك "صفقة مشبوهة" بين "أونروا" والبنوك، لأن الوكالة سلمت المستفيدين من المرحلة الأولى بسعر الصرف الرسمي، دون اكتراث لواقع اللاجئين وسوء الأوضاع التي يكابدونها.
وطالب الشريف الوكالة بتسليم مبالغ المستفيدين من المرحلة الثانية بالدولار الأمريكي، أو بسعر صرف السوق كما هو.
كما دعا المستفيدين إلى عدم التنازل عن هذا الحق، فـ "نحن نتمسك بالأونروا، ولكن هذا لا يعني أن نسكت على أخطائها".
وكشف لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن عدد المنازل المشمولة في المرحلة الثانية من مشروع الترميم تزيد عن المئة، وتقع أغلبها في حي صفورية (القاطع الخامس).
وطالب القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان بالتواصل مع المفوض العام لـ "أونروا" للحؤول دون تكرار أزمة المرحلة الأولى.
وكان المستفيدون المرحلة الثانية من مشروع الترميم نظموا، أمس الجمعة، اعتصاماً أمام مقر مدير خدمات الوكالة في المخيم، للمطالبة بإعطاء المستحقات كاملة بالدولار، حتى يتمكنوا من إنجاز إصلاح وترميم بيوتهم وفق المعايير الهندسية والقواعد المهنية التي حددها وأقرها قسم الهندسة.