عدنان الحمد – مخيم نهر البارد
 

في خيمة نصبوها حتى يتم تحقيق مطالبهم كافة، يواصل اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد بطرابلس شمالي لبنان اعتصامهم ضد تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وشملت تقليصات "أونروا" إلغاء عدد من الوظائف في مراكزها بالمخيم على الرغم من حاجة هذه المراكز لعدد أكثر من الموظفين، بحسب ما يؤكد الأهالي.

باستياء شديد يشير اللاجئ بلال سويدان من داخل خيمة الاعتصام إلى أن عيادة مخيم نهر البارد تشهد اكتظاظاً كبيراً خلال فصل الشتاء، جراء إصابة الكثيرين بالزكام والفيروسات الموسمية ناهيك عن النقص الحاصل في الخدمات .

وكان أهالي مخيم نهر البارد، أغلقوا في السادس من شهر شباط / فبراير الجاري العيادة التابعة لأونروا لساعة واحدة، احتجاجاً على النقص الكبير في عدد العاملين فيها، مهددين بتصعيد حراكهم ما لم يتم زيادة عدد العاملين والأطباء فيها، ولكن على ما يبدو حتى اللحظة فإن حراكهم لم يأت بنتيجة.

وكان مسؤول الحراك الفلسطيني في المخيم، محمد أبو قاسم، أكد في حديث سابق مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن معدل زائري عيادة "أونروا" يومياً يصل إلى ما بين 600 إلى 700 شخص، بل إنه وصل منذ بضعة أيام إلى 1200.

 

"نطالب أونروا بخطة لإنقاذنا"

  محمد أبو قاسم، الذي يعتصم يومياً في الخيمة مع عشرات اللاجئين، ناشد مرة أخرى عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتأمين خطة إغاثية عاجلة لأبناء المخيم، مشيراً إلى ارتفاع الأسعار الذي طال كل السلع، بدءاً من المواد الغذائية وليس انتهاء بالدواء، في وقت باتت تععدم فيه فعلياً فرص العمل نتيجة التأثر بالأزمة اللبنانية الحاصلة التي ساهمت في زيادة الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين.
 

"على الفصائل أخذ معاناتنا على محمل الجد"

وطالب أبو قاسم القيادة الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير والفصائل كافة بأخذ الاعتصام على محمل الجد وتكوين لجنة مختصة أو خلية أزمة لاحتواء الموقف، موضحاً أنه أذا لم تتحقق المطالب سنتجه إلى التصعيد وقد أعددنا خطة عمل متكاملة ومنها إضراب عام في كل المخيم.

 من جهته طالب اللاجئ الفلسطيني في المخيم إياد حجو، سفير السلطة الفلسطينية في لبنان أشرف دبور بزيارة المخيم والإطلاع على أحول اللاجئين داخله، ووضع خطة لإنقاذهم من آثار تفشي البطالة والفقر.

وأمس أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالإنابة، كريستيان ساوندرز أن فريق عمل الوكالة في لبنان أعد خطة للتدخل الطارىء لتقديم مساعدات نقدية للاجئين الفلسطينيين، ولكن الوكالة تسعة لإيجاد تمويل لهذه الخطة، ولا توجد نسبة دقيقة صادرة عن جهة رسمية حول مستويات الفقر والبطالة في مخيمات الفلسطينيين في لبنان مؤخراً، إلا أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية التي ألقت بظلالها على الفلسطينيين في البلاد، ساهمت في رفع نسبة الفقر، التي تجاوزت قبيل الأزمة الأزمة 40 % حسب دراسة مشتركة للجامعة الأمريكية ووكالة "أونروا"، ومما لا شك فيه أيضاً أن نسبة البطالة ارتفعت أيضاً، مع توقف مئات اللاجئين الفلسطينيين عن أعمالهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتتجاوز 56 % كانت قد وثقتها الدراسة.

يذكر أن حوالي 50 % من بيوت مخيم نهر البارد التي دمرتها الحرب على المخيم عام 2007، لم يعد إعمارها بعد، فيما يطالب اللاجئون الفلسطينيون – أصحابها- بإعادة صرف بدل إيجار لهم، بعد أن توقف ذلك جراء تقليصات "أونروا"،  إلى حين استكمال إعادة الإعمار وإعادتهم إلى منازلهم.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد