اسطنبول – تركيا
لم يتوقّع الشاب عمّار صمادي أن يلقى مصير شقيقه إبراهيم، في أن يصبح عاجزاً مثله عن خدمة نفسه، بعد أن قضى سنوات في خدمة وإعالة شقيقه المصاب بشلل دماغي، وخصوصاً في فترة لجوئهما إلى تركيّا حيث يعيشان وحيدان منذ أكثر من شهرين.
قصة تكشّفت صدفةً لابني مخيّم اليرموك المنكوب للاجئين بدمشق، حين التقطت عدسة كاميرا تابعة لإحدى وسائل الإعلام، الشاب عمّار وهو يجر شقيقه عبر الكرسي المتحرّك، محاولاً معه عبور الحدود التركيّة اليونانية في الاوّل من آذار/ مارس الجاري، بعد إعلان الرئيس التركي فتح حدود بلاده للمهاجرين.
حينها، توسّم عمّار أملاً في أن يجد منفذَ خلاص من معاناة استمرت لأكثر من ستّ سنوات، منذ أن أصيب شقيقه إبراهيم بحادث سير، تسبب له في شلل دماغي، ولم يبق له سوى شقيقه عمّار، يعيله ويلبّي له احتياجاته، خصوصاً مع هجرة والدته وأشقائه إلى دول اللجوء الأوروبيّة هرباً من الحرب في سوريا.
قبل شهرين، بدأ عمّار وشقيقه العاجز، رحلة جديدة، بعد أن نُصحوا بالذهاب إلى تركيّا وفق وعود بأن تكون محطتهما التركيّة مؤقّتة، سينالون خلالها تذكرة عبور نحو ألمانيا لتلقي العلاج ولم شمليهما بوالدتهما هناك، الّا أنّ المحطة صارت حَجراً في كهف من العزلة والمعاناة، فعمّار بلا عمل، وليس لهما معيل، ولا إقامة قانونية في تركيا، عدا عن مرض مزمن يعاني منه منذ العام 2002، وهذه كلّها عوامل كفيلة دفعتها للمغامرة باتجاه عبور الحدود نحو اليونان، والتي تبيّن أنها زيف وأوهام لم تجلب لهما سوى مشقّة الطريق.
كلّ شيء ربّما كان متوقعاً لعمّار، إلّا أن يلقى مصير شقيقه في العجز، ويجد نفسه وحيداً مرميّاً في المستشفى بإسطنبول، بعد أن تعرّض لحادث سقوط من شرفة منزله، أفقده القدرة على المشي والحركة والاحساس بأطرافه السفلى.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التقى عمّار في المستشفى، الذي بدت حالة اليأس وقد تملّكته ولم يجب القول سوى " لا أريد أن أوجه رسالة لفلان ولا علان، لأنه للأسف وجّهت رسائل كثيرة من قبل، ولا حدا التفت لمأساتها ولا حدا ساعدنا بشيء، وآخر شيء أقوله حسبي الله ونعم الوكيل".
بينما شقيقه الذي يفقد القدرة على النطق السليم والحركة والقيام بأيّ مهام ذاتيّة لنفسه، خاطب أمّه قائلاً: " أمي انا عم بتعذّب هون بدي اجي لعندك".
شاهد التقرير