احمد ابو حسنة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

ساوباولو

للتضامن البرازيلي مع الشعب الفلسطيني ما يميزه. فهو تضامن صادق وعفوي وحقيقي. ويمكنك أن تستشعر شعبية هذا التضامن من خلال الهتافات التي يطلقها المتضامنون البرازيليون في هذه المناسبة. فعلى وقع الهتاف (Estado Israel é estado assassino.. Viva a luta do povo Palestino) "إسرائيل دولة قاتلة ... يحيا نضال الشعب الفلسطيني"، أطلِقت عشرات النشاطات المتضامنة مع فلسطين وشعبها في غير مكان من البلاد.

وقد بدأت النشاطات باكراً في ولاية "ريو جراندي دو سول" (جنوب)، فقد شمل "معرض الإثنيات" (11-13 نوفمبر الجاري) في مدينة "أورغوايانا"، الحدودية مع الأرجنتين، عدة نشاطات فلسطينية، وقد أدت "فرقة أورغويانا الفلكلورية الفلسطينية" عدة عروض فنية شعبية فلسطينية في السادس عشر من نوفمبر الجاري.

وفي أقصى جنوب البرازيل، بدأ أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة "بورتو أليغري" جنوب البلاد في الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري، بعرض للفيلم الفلسطيني "عمر" للمخرج "هاني أبو أسعد"، على مسرح "الجامعة البابوية الكاثوليكية" في المدينة.

وشهد يوم الأحد السابع والعشرين من نوفمبر، معرضاً فنياً بعنوان "أنقذ جذورك" برعاية "مجموعة الأرض الفلسطينية الفلكلورية". فيما عرض في يوم الثامن والعشرين منه في مركز "سيني بانكاريوس"، فيلم "خمس كاميرات محطمة" الذي يحكي أحداث المقاومة الشعبية في قرية بلعين ضد جدار الفصل العنصري "الإسرائيلي". ورافق العرضان جولات نقاش فنية نقدية وأخرى سياسية دارت حول موضوعة التضامن مع الشعب الفلسطيني. فيما افتتح في قاعات مجلس مدينة "بورتو أليغري" معرضاً فنياً بعنوان "فلسطين المحتلة الشهيدة"، والذي يستمر حتى يوم الثاني من كانون الأول/ديسمبر.

أما في الشمال، فتم إطلاق "اللقاء الأول لأساتذة جامعات الشمال والفلسطينيين وأصدقائهم" في مدينة "ريسيفي" عاصمة ولاية "بيرانبوكو" (شمال شرق)، دعماً للشعب الفلسطيني في العشرين من نوفمبر الجاري، وشهد اليوم نفسه إطلاق "المؤتمر العالمي للسلام" في مدينة "ساو لويز" عاصمة ولاية "ماراناو" شمال البرازيل.

فيما شهدت كبرى مدن البرازيل وعاصمتها الاقتصادية (ساو باولو)، عدة نشاطات ابتدأت بتوقيع كتاب "القضية الفلسطينية" في "مكتبة التعبير العمومية" يوم الثامن عشر من نوفمبر. وأقيمت على أرض ملعب "مدرسة فلورستان فرناندز الوطنية"، يوم السابع والعشرين من نوفمبر، بطولة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الودية في كرة القدم. حيث جرت عدة مباريات شارك فيها فريق مثّل فلسطين وضم عدة لاجئين من فلسطينيي سوريا ومتضامنين عرب وبرازيليين.

وتبقى للجلسة المفتوحة التي شهدها برلمان ولاية ساو باولو يوم الأحد الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري، أهميتها الخاصة. حيث حضر النشاط عدة نواب برلمانيون يمثلون برلمان الولاية مما يكسبها رعاية رسمية. وقد بثت بعض أجزاء الجلسة بشكل مباشر عبر بعض المحطات البرازيلية، وستبث كامل وقائع الجلسة عبر محطات تلفزيونية برازيلية عديدة يوم السبت الثالث من ديسمبر.

في هذه الجلسة، قامت الجالية الفلسطينية ممثلة بالمركز الثقافي الفلسطيني في ساو باولو، بتكريم النائب السابق عن ولاية ساو باولو، السيد "بنديتو سنترا" والذي قام بوضع أول قانون برلماني للتضامن مع الشعب الفلسطيني في البرازيل. فيما تحدث السيد "سنترا" حول الظروف التاريخية التي أدت إلى مأساة الشعب الفلسطيني، وشرح كيف عمل لما يزيد عن عام من أجل إقرار قانون التضامن برغم كل الضغوطات الصهيونية.

كما قام برلمان الولاية بتكريم عدة شخصيات فلسطينية وعربية من المهاجرين القدامى في ساو باولو والذين كان لهم دور في الحياة العامة البرازيلية، وفي تقديم صورة طيبة عن الفلسطينيين والعرب المهاجرين. فكان من المكرمين السيد هلال توم، والسيدة كلود حجار.

شهد الحفل إلقاء عدة كلمات من قبل أطراف عربية وبرازيلية. وقد أكدت الكلمات البرازيلية على تضامنها الكامل مع فلسطين. ففي كلمتها، قالت "سوكوهو غومز" ممثلة المنتدى العالمي للسلام: "إن من المهم جداً أن يعرف كل العالم إن دولة إسرائيل تحاكم أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً". وقد تحدث ممثل عن حركة المقاطعة العالمية BDS شارحاً ما الذي تم إنجازه من مقاطعة للكيان وللشركات الداعمة له في البرازيل ومطالباً بمزيد من العمل. وتحدث آخرون حول ضرورة تطوير حملة دعم الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" في كل البرازيل.

فيما أكد المتحدثون عن المؤسسات العربية والفلسطينية على هوية وعروبة فلسطين، وعلى أهمية تكريسها قضية أساسية تبرز التناقض الجوهري بين المشروع العربي والمشروع الاستعماري. وطالبوا بمزيد من التضامن والدعم لفلسطين ولصمود أهلها.

خلال الحفل، قامت فرقة فنية برازيلية بعرض مسرحي قصير، يلخص المأساة الفلسطينية بشكل رمزي. فيما قامت مجموعة من الشباب الفلسطيني بتقديم عروض دبكة شعبية فلسطينية. وهذا الأمر غير مسبوق في مكان رسمي كبرلمان الولاية وفي ظل جلسة برلمانية رسمية. ولكن تمت هذه العروض ليؤكد البرلمان دعمه لتعزيز ودعم الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني في مواجهة ما تتعرض له هذه الهوية.

الكلمة الأبرز كانت للنائب "لويس توركو"، رئيس الجلسة، والذي تكتسب كلمته أهمية اعتبارية كبرى بهذه  الصفة. فقد دعا النائب في كلمته إلى مزيد من الدعم "للشعب الفلسطيني المناضل" ولتعزيز "مقاومته ودعم هويته". كما طالب "الحكومة البرازيلية بوقف شراء الأسلحة الإسرائيلية.. ووقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل". ودعا في ختام كلمته إلى "تشكيل لجان برلمانية في كل الولايات والمدن البرازيلية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاطعة إسرائيل".

كل هذه النشاطات والأحداث التضامنية تؤكد أنه إن كان للتضامن مع فلسطين، يومٌ واحد حول العالم، فإنه يمتد أياماً هنا في البرازيل..

شاهد تقرير بوابة اللاجئين عن فعاليات احياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في البرازيل:

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد