تقرير صابر حليمة

 

أطلق الفنان الفلسطيني، سليم عاصي، ابن مخيم الجليل، المقيم في الدنمارك، مبادرتين لدعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع ازدياد نسب الفقر والبطالة، في ظل تعطل الأعمال اليومية بعد الالتزام بالحجر المنزلي لتفادي تفشي فيروس "كورونا" ووصوله إلى المخيمات.

وفي حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال عاصي: إن المبادرة الأولى تتمثل في تخطيط مئات الأسماء المزينة بالعلم الفلسطيني والرموز الفلسطينية الأخرى كالزيتون والمفتاح والكوفية والخريطة وقبة الصخرة، على أن يعود ثمن كل اسم مخطط للأهالي في المخيمات.
 

ووفق عاصي، فإن هذه المبادرة تحمل هدفين، الأول: إثراء صفحات التواصل الاجتماعي بصبغة وطنية، أما الثاني: تقديم الدعم للأهالي في المخيمات من قبل المشاركين من خلال حثهم وتوصيتهم على التبرع ولو بالقليل واعتبار ذلك ثمن اللوحة التي يحصلون عليها.حملة الأسماء، التي لا تزال قائمة، ترافق معها مبادرة ثانية، وهي عبارة عن لوحة كبيرة بعنوان "لن أبقى لاجئاً"، والتي عرضها عاصي على صفحته في مزاد، على أن يعود ثمنها للاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا.

"لماذا مخيم شاتيلا؟"، قال عاصي:  إنه لاحظ أن هناك "حملات معنية بكل مخيم يقوم عليها أبناؤه في المهجر"، لكنه لم يلاحظ أي حملة خاصة بمخيم شاتيلا، الذي سماه بـ "المخيم اليتيم".

وأشار عاصي، إلى أن اللوحة اشتراها "البيت الفلسطيني" في مدينة أودنسة الدنماركية بمبغ 600 دولار أمريكي، فيما تسلم "تجمع الإعلاميين الفلسطينيين  في لبنان "تفاعل" المبلغ، وقام بتوزيعه على بعض العائلات المحتاجة في مخيم شاتيلا.

 

(لوحة "لن أبقى لاجئاً" للفنان سليم عاصي، والتي عاد ثمنها إلى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا)


وتستمر هذه المبادرة، إذ عرض عاصي، اليوم الإثنين، لوحة ثانية، بعنوان "حكاية وطن"، ويبدأ مزاد شرائها بمبلغ 500 دولار أمريكي، على أن يعود ثمنها إلى أهالي مخيم ضبية.

(لوحة "حكاية وطن" التي يعرضها الفنان الفلسطيني سليم عاصي للبيع في مزاد يعود ريعه إلى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم ضبيه)


وأوضح عاصي أن فكرة المبادرتين جاءت من باب استغلال الوقت في المنزل، في ظل الحجر المفروض، لصالح دعم الأهالي في مخيمات لبنان، "المنكوبين أصلاً قبل ظهور "كورونا"، فكيف سيكون حالهم في ظل "كورونا" والحجر المفروض عليهم؟".

وناشد عاصي الفلسطينيين في الاغتراب، والمقيمين المقتدرين في لبنان للتكافل و"عدم ترك النصف الآخر منا  في المخيمات والتجمعات، فهم في أمس الحاجة إلينا في هذه المرحلة العصيبة والأكثر قساوة من أي مرحلة سابقة".

وأضاف: "أهلنا منكوبون بالأصل، والآن نكبة فوق نكبة، فمن كان يسترزق ليؤمن قوت أطفاله أجبر اليوم على البقاء في بيته، فكيف لإخوتنا أن يلزموا منازلهم وأطفالهم جياع؟.. لذلك كلنا ملزمون بهم، فلنعمل على تأمين حاجاتهم وقوت أطفالهم".

وشدد عاصي أن "هذا ليس من باب الصدقة، بل من باب الواجب المحتّم، وهذا حق علينا من باب الأخوة والتراحم".

يذكر أن عاصي هو من مخيم الجليل، ويزور لبنان في كل عام للرسم في زواريب وعلى جدران مختلف المخيمات، تأكيداً على حق العودة.

وتعرض عاصي لحملة هجوم واسعة من اللوبي الصهيوني في القارة الأوروبية، بسبب أعماله التي تدافع عن حق الفلسطينيين، وتندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد