وليد صوان- فيينا

 

لم يسلم الفلسطينيون في النمسا من جائحة فايروس كورونا التي انتشرت في البلاد مؤخراً، حيث أدت إلى وفاة مدرب المنتخب الفلسطيني السابق عيسى موسى الجمال، فيما تعافت الطبيبة رولا الحربي من الفايروس، بعد أيام عصيبة.

عيس الجمال هو العضو المؤسس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني البالغ من العمر 84 عاماً انتقلت إليه العدوى من شخص آخر، وأمضى فترة قاسية خلال الإصابة وتوفي بمدينة إنسبروك غربي النمسا في 30 من شهر آذار/ مارس الماضي.

 

على يمين الصورة الرياضي الفلسطيني الراحل عيسى موسى الجمال


وبحسب نجل الفقيد داني الجمال فإن والده قضى حياته لاعباً في ناديي " الراسينغ والهمومنتمن" في لبنان إضافة إلى دوره البارز في الرياضة الفلسطينية بمنظمة التحرير، حيث شارك مع المنتخب الفلسطيني في بطولات رياضية عدة بألمانيا الشرقية وبلغاريا وبولونيا والسنغال وغيرها، حيث مثَّل فلسطين في المحافل الرياضية.

وبعيد خروج منظمة التحرير من لبنان إلى تونس عمل في الأندية الرياضية التونسية، إضافة إلى كونه مدرباً دولياً، وعندما انتقل إلى العاصمة العراقية بغداد ظلت الرياضة والتحكيم مرافقتان له، لينتقل بعدها إلى النمسا حتى وفاته.


تعافي طبيبة

كأنها ولادة جديدة" بهذه الكلمات تصف الطبيبة رولا الحربي قصة تعافيها من الإصابة بفايروس" كوفيد-19"، تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن "الأعراض ظهرت يوم الاثنين 16 آذار بسعال جاف وصداع، وبعدها بيومين ارتفعت درجة الحرارة، فتناولت دواء "ميكسالين أي باراسيتامول" واتصلت بالرقم المخصص للاستفسار عن الداء الذي يسببه الفايروس فأتوا وأخذوا "خزعة من الأنف والفم".

وتابعت "في يوم السبت شعرت بضيق في التنفس، فاتصلت بالإسعاف للذهاب إلى المشفى، وبقيت هناك حتى الخميس، وخلالها احتجت الأوكسجين لفترة معينة مع تناول دواء "باراسيتامول" والمغنيزوم بسبب آلام العضلات، إضافة إلى تناولي "الزنك"  وفيتامين "سي" قبل وأثناء مرضي".

وتضيف الدكتورة الحربي التي تعيش في فيينا منذ عام 1978 "في يوم السبت ظهرت نتيجة الاختبار بأنني مصابة بكورنا، فالأعراض تتغير من يوم إلى آخر، فبهذا اليوم عادت الحرارة للظهور، وبيوم الأربعاء كان هناك ضيق بالتنفس ووهن وإرهاق شديدين علاوة على تعب في العضلات، أما عند خروجي من المشفى إلى المنزل في يوم الخميس أصبت بإسهال شديد، وفي يوم الجمعة قبيل دخولي المشفى بدأت أفقد حاستي الشم والذوق تدريجياً، حيث اختفيتا لمدة طويلة، والآن بدأتا تعودان".

وتتابع الطبيبة "من خلال تطبيق على الهاتف الجوال يخص دائرة الصحة يتم تقديم معلومات حول وضعي الصحي في حال كان لدي "حرارة إسهال سعال"، ووضع كل من تواصلت معهم وهذه المعلومات تعطى يومياً حتى بعد شفاء المريض، كما ألزم من تواصلت معه بالحجر الصحي، وعدم الخروج من المنزل نهائياً".

الطبيبة التي تشغل أيضاً منصب رئيسة اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في النمسا عملت مع الاتحاد ولجنة العمل الفلسطيني المشترك منذ بداية انتشار الفايروس المستجد على تقديم معلومات حول الجائحة وطرق الوقاية منها، وأيضاً حول تغيرات الوضع الطبي في النمسا، فضلاً عن تخصيص رقم هاتف للتواصل مع الناس لتقديم المساعدة الطبية والاجتماعية والمدنية.

تختم الحربي الحديث بنصائح للوقاية من الداء "لغسل اليدين وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى لأن هذا "الكورونا" كما يصفه طبيب هندي له عزة نفس كبيرة لن يأتي إلى منزلك إلا إن خرجت ودعوته".

ويرجح وجود إصابات أخرى بين الفلسطينيين في البلاد، لكن لم يتم توثيق ذلك فالسلطات النمساوية تعلن فقط عن عدد الإصابات دون تحديد جنسية المريض أو المتوفى.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد