خاص
 

حوالي ٦ ملايين لاجئ فلسطيني، تتضافر عليهم المخاطر والتحديات مع استمرار الأزمة الصحية الناجمة عن الانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، وحالة التردي في قدرة وإرادة المؤسسات الدولية المسؤولة عن قضيتهم خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومظاهر العجز الواضح في معظم الدول المضيفة لهؤلاء اللاجئين.

تعاني مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات و كجزء من حال اللاجئين حول العالم من إهمال حقيقي، يضاعفها مجموعة أخرى من العوامل يمكن اختصار أبرزها بالأوضاع الكارثية، صحياً، اقتصادياً، ومعيشياً وغياب أي تمثيل سياسي حقيقي يعبر عنهم قبيل الأزمة الصحية العالمية الحالية.

يضاف إلى ذلك نا يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في السنوات الأخيرة من هجمة مسعورة على حقوقهم ومحاولات تفكيك وجودهم وتجمعاتهم.

 الحملة  التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال فاقمت أشكال معاناتهم، خاصة استهداف وكالة "أونروا" وتقليص مواردها المخصصة لتعزيز وإسناد اللاجئين في مجالات الصحة والخدمات والتعليم.

كذلك المعاناة الكبيرة لعموم الشعب الفلسطيني داخل وحول فلسطين المحتلة، في ظل الظروف التي يفرضها الاحتلال بجرائمه المتواصلة، وبفعل فشل السلطات الفلسطينية الرسمية في تحمل مسؤولياتها على نحو فعّال، خصوصاً فيما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في ظل هذه الأزمة.

بينما يبدو العجز واضحاً في أداء الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، وتورط حكوماتها في درجات متفاوتة من الفشل والتقصير في حماية سكان هذه الدول، وغياب وجود إرادة فاعلة لدى بعضها في توفير حماية للاجئين وغيرهم من الشرائح المهمشة.

الصعوبات الاقتصادية والمالية المترتبة على تعطيل العمل ومنع الحركة في ظل مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩"، تشكل رافعة لنسبة البؤس في هذه المجتمعات فالبطالة، الفقر، سوء التغذية، الجوع بمعدلاتها المرتفعة قبل الأزمة تهدد بفقدان الحماية والأمن الغذائي  للشرائح الأكثر تهميشا  داخل هذه المجتمعات، المرأة، الطفل، كبار السن.

تقع الجائحة على مجتمعات اللجوء الفلسطيني، في وقت تعطل فيه التدابير الاحترازية للحد من تفشي العدوى من قدرة المؤسسات والقوى الداعمة لحقوقهم على العمل الفعال لضمان حصولهم على احتياجاتهم، وتنخفض فيه قدرة مجتمعاتهم على التضافر والتراص الضروري للفعل الجماهيري الضاغط على الجهات المعنية، ويفقدها ذلك سلاحها شبه الوحيد في العمل ضد حالة الإهمال والتهميش المستمر والممنهج ضدهم.

 في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون، حاول موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين الضلوع ببعض واجباته الأخلاقية والإنسانية والوطنية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، من خلال إلقاء الضوء على ما يعيشونه تحت خطر جائحة "كورونا" وتداعياتها الاقتصادية والصحية والاجتماعية، على شكل أخبار يومية وتقارير خاصة ومصورة، لوضعها جميعاً في يد أصحاب الشأن والباحثين، كي تشكل مصدراً  في توثيق المشكلة ومعالجتها والعمل على تلافي كارثة إنسانية قد تحل بهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين إذا ما استمرت الجائحة، واستمر معها ما يصفه اللاجئون التقصير الرسمي من قبل "أونروا" ومنظمة التحرير والفصائل وكذلك الدول المضيفة، ويطلق اليوم ملفاً تحت عنوان "لأجل حق اللاجئين الفلسطينيين في النجاة من المرض والجوع" وتنشر فيه أرقاماً ومعطيات وتقارير، علها تساهم في تحريك الجهود الرسمية الفلسطينية والدولية.

يتطلع موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين بتقدير كبير لجهود كل المعنيين بقضية اللاجئين، والملتزمين تجاه قضية الشعب الفلسطيني، والصحفيين والإعلاميين، في العمل على تسليط الضوءعلى الإهمال والتقصير المميت، والسياسات التآمرية التي تعمل كأسباب سابقة لما آل إليه وضع اللاجئين الفلسطينيين وما يتربصهم من خطر في ظل الجائحة، علّ ذلك يزيد من فرص ملايين الفلسطينيين عموماً واللاجئين الفلسطينيين خصوصاً، في النجاة من هذه المحنة التي تمر بها الإنسانية.

إن فشل البشرية في حماية الضعفاء في أوقات الأزمات، سيبقى تعبيرا مكثفا وواضحا، عن سياسات التمييز والتهميش والاقصاء، وسلم الاولويات الخاطئ الذي يحكم السياسات السائدة بتراكيبها المختلفة على المستويات المحلية والدولية، ونعتقد في البوابة أن هذه السياسات تلعب دور اساسي في التهديد الذي تعانيه البشرية اليوم، وفي وجه هذه السياسات وفي هذه المساحة الصغيرة التي يقف عليها ملايين البشر، سنحاول بناء دفاعنا عن الإنسان، عن اللاجئ و قضيته، وحقه في الحياة، والحرية، والرخاء.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد