لبنان
مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19 ) في لبنان، اتجهت الأنظار في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد إلى طرفين يعتبران مسؤولين عن تأمين الرعاية الصحة للفلسطينيين في لبنان وهما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" المسؤول الرئيسي والمباشر عن تقديم خدمات االاستشفاء للاجئين الفلسطينيين، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تعمل على تقديم خدمات صحية محدودة بالتعاون مع "أونروا".
ورغم الشكاوى الكثيرة والمتواصلة من قبل اللاجئين الفلسطينيين تجاه أداء الجهتين خلال السنوات الماضية، إلا أنهما تبقيان الملاذ االوحيد للفلسطينيين المحرومين من الضمان الصحي في لبنان، وشكلتا طرفاً هاماً من الخلية الفلسطينية لمواجهة أزمة كورونا في لبنان، والتي ما تزال تعمل وسط عدم رضا من قبل شريحة كبرى من اللاجئين الفلسطينيين.
جهاز فحص لـ (كوفيد 19) في الهمشري
ومن إنجازات جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيي خلال هذه الأزمة، كان وصول جهاز لفحص فايروس كورونا إلى مستشفى الهمشري بمدينة صيدا، والتي اعتبرتها الجمعية "إنجازاً وطنياً" فلسطينياً مهماً، كونها تسهل عملية فحص اللاجئين الفلسطينيين في حال ظهور عوارض الفايروس على المرضى منهم، بخاصة في ظل عدم قدرتهم على تحمل تكلفة الفحص.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور الدكتور رياض أبو العينين مدير مستشفى الهمشري: "قمنا كجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عموماً، وكمستشفى الشهيد محمود الهمشري خصوصاً بإجراءات وقائية عدة عند وصول فايروس كورونا إلى لبنان، وأهمها شراء جهاز الـ PCR الخاص بفحص فايروس كورونا، وأجريت عملية تدريب مكثفة لطاقمنا الطبي. ويعتبر شراء هذا الجهاز إنجازاً وطنياً فلسطينياً في لبنان، في قت يسهل إجراء هذا الفحص داخل المستشفى عملية نقل المريض بسهولة إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت".
مطالبات لأونروا بتغطية تكاليف الفحص
وحول تغطية وكالة الأونروا تكاليف الفحص، أوضح أبو العينين: "تواصلنا مع وكالة الأونروا كي تكون التكلفة على نفقتها، بحيث اشترطت الوكالة بأنها ستغطي تكلفة الفحص في حال قمنا كإدارة مستشفى الهمشري بمراسلة وزارة الصحة اللبنانية واعتمادها المستشفى كمركز معتمد لإجراء الفحص كبقية المستشفيات التي اعتمدتها".
وختم: "المطلوب من الأونروا تغطية تكاليف هذا الفحص سواء اعتمدته الوزارة أم لا، لأن الوكالة وكافة المستشفيات والمراكز الصحية تعلم أن الوزارة لم تعتمد سوى خمسة أو ستة مراكز لإجراء الفحص في لبنان".
بدوره، قال الدكتور يونس ياسين مدير التمريض في مستشفى الهمشري: "الإجراءات مشددة متواجدة على مدار الساعة على مداخل المستشفى منذ بداية أزمة فايروس الكورونا في لبنان، بحيث تم إغلاق جميع مداخل المستشفى وحصرهم بمدخل واحد وهو المدخل الرئيسي. كما أقيمت غرفة فرز للتدقيق من خلالها بجميع من يدخل إلى المستشفى من الممرضين والزوار واقتصار الزيارات على حالات الضرورة القصوى".
وتابع : "في حال تم الشك بظهور عوارض الكورونا على أي مريض يتم مباشرة عزله وإجراء فحوصات محددة من قبل وزارة الصحة اللبنانية له، ويعزل في غرف محددة لأخذ عينة منه من فتحات الأنف وتتم إرسالها إلى قسم الـ PCR، وفي حال إصابة المريض بهذا الفايروس يتم التواصل مع وزارة الصحة اللبنانية والصليب الأحمر اللبناني ووكالة الأونروا لتنسيق عملية نقل المصاب إلى مستشفى الحريري في بيروت".
مستشفى حيفا.. إجراءات وقائية فقط
خطوة جيدة، ولكن يعتبرها لاجئون فلسطينيون غير كافية، إذ إن جهاز فحص الفيروس يجب أن يشمل مشافي أخرى تابعى للجمعية ويتغطية التكلفة من قبل "أونروا"، طالما أن اللاجئين الفلسطينيين موزعون على على مناطق مختلفة من الجغرافيا اللبنانية، وليس في صيدا وحدها.
ففي بيروت مثلاً، يقدم مشفى حيفا بمخيم برج البراجنة الخدمة الصحية للاجئين الفلسطينيين في المخيم ذاته ومخيمي شاتيلا ومار الياس وعدد من اللاجئين الفلسطينيين القاطنين خارج المخيمات، ولكن في ظل أزمة كورونا اقتصرت إجراءاته على معبر للتعقيم وغرفة عزل في قسم الطوارئ
وأكّد مدير المستشفى الدكتور خليل مهاوش ل"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّه حتى الآن لا يوجد أي إصابة داخل المخيم، لكن هذه البوابة حاجة ملحّة وضرورية لحماية الموظفين داخل المستشفى والمرضى الذين يتوافدون إليها، مشيرا إلى أن الخروج والدخول سيتم فقط من خلالها، ومضيفا أن هناك الكثير من الإجراءات التي قاموا بها، وبأنهم إلى الآن فقط يملكون فحص الانفلونزا العاديّ، وتمنى مهاوش حصول جميع المستشفيات التابعة للهلال على فحص الكورونا لتسهيل عملية فحص أي مصاب محتمل.
وحول تفاصيل تلك الإجراءات أشار المسؤول الإعلامي في مستشفى حيفا إبراهيم الأحمد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنه منذ بداية أزمة كورونا وتسجيل أوّل إصابات في لبنان وتنفيذاً لخطة مركزية من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اتخذت إدارة المستشفى ولجنة العدوى فيها عدداً من الإجراءات الوقائية لحماية طواقمها وحماية المرضى من ضمنها إغلاق مدخل والإبقاء على مدخل واحد رئيسي للمستشفى كي تسهل عملية مراقبة الوافدين وأخذ حرارة الداخلين إليها، تأجيل العمليات الباردة والإبقاء على العمليات الطارئة، وتعليق قسري لقسم العيادات لمنع التجمعات والحدّ من حركة الوافدين إلى المستشفى، ومنع زيارات المرضى منعاً باتاً والإبقاء على زائر واحد مع المريض، واستقبال فقط الحالات الطارئة من عمليات جراحية أو توليد أو دخول علاجي اضطراري.
وأضاف الأحمد أنه تمّ تخصيص غرفتين في قسم الطوارئ ليكونوا وحدة عزل مؤقت في حال تمّ الاشتباه بحالة ليصار بعدها على اتباع الاجراءات المتفّق عليها مركزيا لناحية نقل المريض عبر الصّليب الأحمر اللبناني، وبناء عليه تم تعزيز قسم الطوارئ بالعاملين وتزويده بمواد تعقيم جديدة وفعّالة ولوازم حماية للعاملين فيه، كذلك تدريب الطواقم الطبية للتعامل مع أي حالة مشتبهة.
من جهتها أوضحت مسؤولة قسم الطوارئ في المستشفى جمانة سرحان، أن أي مريض يدخل إلى المستشفى وتظهر عليه عوارض الأنفلونزا ويعاني من مشاكل صحية في الجهاز التنفسي يتم تحويله مباشرة إلى قسم العزل ، ويتم أخذ حرارته وإجراء فحص الأنفلونزا له من قبل ممرضين تفرغوا لهذا القسم يلتزمون بالإجراءات الوقائية ويرتدون السترات العازلة، وفي حال تبين أن نتيجة الفحص إيجابية يتم التواصل مع الصليب الأحمر اللبناني الذي يأتي إلى المكان ويأخذ المريض إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يستقبل فقط حالات مصابي كورونا وبعد ذلك يتم تعقيم المكان، أما في حال كانت النتيجة سلبية فيتم معالجة المريض بما يلزم ويطلب منع عزل نفسه في البيت لمدة أربعة عشر يوماً وهي فترة حضانة الانفلونزا لحماية نفسه ومحيطه.
إجراءات لا تتعدى الخطوات الوقائية، ولكن على ما يبدو هي المتاحة فعلاً في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة ولا الخبرات الكافية في مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، منذ سنوات.
شاهد الفيديو