قطاع غزّة
قال عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة “حماس” باسم نعيم، مساء أمس الأربعاء 6 أيار/ مايو، إنّ "التصريحات الصادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأنها تواجه أخطر أزمة مالية منذ نشأتها، هذا كلام خطير ويهدد حياة قرابة 5 مليون فلسطيني بكارثةٍ إنسانيةٍ حقيقية".
وأوضح نعيم في تصريحاتٍ له لقناة "الغد" أنّ "وكالة "أونروا" محقة في الإعلان بهذا التوقيت عن أزمتها المالية، لأن هناك الكثير من الأخبار والإشارات والإجراءات التي يقوم بها الاحتلال تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ عام وتجاه ملف اللاجئين وأونروا بشكلٍ خاص"، في حين شدّد على أنّ "الاحتلال يستغل جائحة كورونا وانشغال العالم بهذا الملف، ليمرر الكثير تجاه القضية الفلسطينية".
كما حذَّر نعيم "من استغلال الاحتلال لجائحة كورونا لتمرير هذا المخطط، ولتكون وكالة أونروا أولى ضحاياه في القريب. إنّ أزمة أونروا ليست حديثة وهى مستمرة منذ عدة سنوات، وتصاعدت بشكل خطيرٍ جدًا مع فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضاف أيضًا أنّ "الرئيس ترامب هدّد بشكل واضح بإنهاء ملف وكالة أونروا، ومن خلاله سيعمل على إنهاء ملف اللاجئين في إطار رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك لن نستغرب في ظل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وما توافقوا عليه من مخططات لتنفيذ صفقة القرن بشكل فعلي على الأرض ليكون ملف اللاجئين أحد أهم بنود هذه الاتفاقيات"، مُؤكدًا "وجود لقاءات مستمرة مع إدارة أونروا من قبل حركة حماس، سواء في قطاع غزة أو في مناطق عملها الخمسة، للبحث في كيفية المساعدة والخروج من هذه الأزمة في مواجهة المخططات الإسرائيلية".
و كانت وكالة "أونروا" قد قالت أمس الأربعاء إنّ "الأموال التي لديها لا تكفي إلا للعمل حتى نهاية مايو/ أيار الحالي بسبب الأزمة المالية الخانقة"، إذ أكَّدت مديرة "أونروا" في واشنطن إليزابيث كامبل في مؤتمر عبر تطبيق "زووم"، إنّ "قطع المساعدات الأمريكية عن الوكالة الأممية كان له التأثير كبير على قدرتنا بمساعدة الأشخاص الذين يحتاجونها، ونحن في الأساس نعمل على نحو شهري".
وأوضحت كامبل أنّ "الأموال التي بحوزتنا الآن تكفي لدفع رواتب العاملين في مجال الصحة لدينا وعددهم 30 ألفًا حتى نهاية هذا الشهر"، لافتةً إلى أنّ "أونروا لم تحصل إلا على ثلث ميزانيتها السنوية التي تبلغ 1.2 مليار دولار، تواجه أسوأ أزمة مالية منذ بدء عملياتها قبل 70 عامًا تقريبًا".
وتعليقًا على هذا التصريح، قالت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين، إنّ "هذه أزمة مالية غير مسبوقة بوتيرة أعلى، لكن ندرك تمامًا بأنّها بجوهرها أزمة سياسية وبامتياز، وبأن هناك ضغطًا أمريكيًا وصهيونيًا للتأثير على الدول المانحة ماليًا والداعمة معنويًا لم يتوقف لحظة على الرغم من أزمة كورونا المتفشية في العالم، بهدف إضعاف الوكالة تدريجيًا كمقدمةٍ لإلغائها بكل ما تعنيه من أهمية للاجئين الفلسطينيين، كخطوة أولى لشطب قضيتهم وحقهم في العودة".
وأطلقت وكالة "أونروا" ميزانية هذا العام بمليار و400 مليون دولار، ولدينا تعهدات بـ585 مليون دولار، وما وصل منها فقط 391 مليون دولار، وهذا لم يحدث منذ إنشاء الوكالة الأمميّة".