وليد صوان – فيينا
رغم بعد المسافات عن وطنهم يستحضر الفلسطينيون في النمسا الذكرى 72 لنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، مؤكدين عدم نسيان بلادهم مهما تقادم الزمن، فالعودة بالنسبة إليهم حتمية.
الشاب صالح صفوري ابن مخيم اليرموك يستحضر ذكرى نكبة المخيم وفلسطيني سوريا، الذين هجروا مرتين الأولى عام 1948 بتهجير آبائهم والثانية عندما هجروا من المخيمات الفلسطينية في سوريا جراء الحرب فيها.
يقول صالح: "لا أنسى المخيم وأحن كثيراً للعودة إليه، ذلك المخيم الذي عشت فيه وحملت شوارعه وحاراته حملت أسماء قرى ومدن فلسطين، فهو بالنسبة إلي مثل صفورية التي أنتمي إليها".
ويضيف: "ترتبط ذكرى النكبة لدي بحق العودة الذي نتمسك به أكثر من أي وقت مضى، فالتهجير يزيدنا إصراراً عليها، فبلادنا التي تعيش فينا لا يمكن أن نحيا بعيدين عنها".
مطامع الاحتلال تزيد تمسك الفلسطينيين بأرضهم
أما عماد اللاجئ الفلسطيني من مدينة صفد المحتلة عام 1948 والذي هُجِّر إلى النمسا عام 2015 جراء نكبة فلسطينيي سوريا الثانية، فيؤكد أن ذكرى هذا العام تمر في وقت يصر فيه الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها إليه في إطار صفقة القرن.
وأوضح أنه بعد إعلان الاحتلال القدس عاصمة له واعتراف الولايات المتحدة الأميركية بذلك، يسعى إلى استكمال السيطرة على كل فلسطين، وهو ما يزيد تمسك الفلسطينيين بالعودة إلى القرى والمدن التي هجروا منها عام 1948.
فعالية على مواقع التواصل الاجتماعي
الفعاليات والأنشطة الفلسطينية التي يتم تنظيمها كل عام تغير شكلها هذا العام بسبب الحجر المنزلي الضروري للوقاية من فيروس "كورونا"، وأحيت لجنة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم غالبية التجمعات الفلسطينية في النمسا، الذكرى على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مهرجان خطابي بث على صفحتها بـ"الفيسبوك".
وفي كلمة له أكد سفير السلطة الفلسطينية صلاح عبد الشافي ضرورة مواجهة صفقة القرن التي تضم أراض فلسطينية كبيرة إلى سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى أهمية الوحدة الفلسطينية لمقاومة هذا الخطر الداهم.
وأوضح عبد الشافي أن دور فلسطينيي الشتات يرتكز على توفير كل ما هو هام وضروري لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، والعمل على تشكيل جبهة تضامن لدعم الحقوق الفلسطينية.
كما دعا السفير إلى التأثير في الرأي العام الأوروبي خاصة مع تغير بعض الدول الأوروبية لمواقفها من القضية الفلسطينية ومنها النمسا لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره سامي عياد رئيس الجالية الفلسطينية في النمسا طالب بتنفيذ كل مقرارات واتفاقات المصالحة بين الفصائل لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية.
أما رئيس جمعية الصداقة العربية النمساوية فريتز إيدلينغر فقد عبر عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، لكونها عملاً مشروعاً في مواجهة الاحتلال.
وطالب إيدلينغر بالتعبير المستمر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتوسيع التضامن الأوروبي مع قضيته العادلة، خاصة المواقف الرسمية لهذه الدول.
يذكر أن عدد الفلسطينيين في النمسا بلغ حوالي 16 ألفاً بحسب تقديرات غير رسمية، حيث تزايد العدد بعد موجة اللجوء عام 2015 جراء الحرب في سوريا.