مخيم الشاطئ – قطاع غزة
قد تكون رائحة كعك العيد التي تفوح في أزقّة مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، الإعلان الأبرز لحلول بهجة الأعياد في نفوس الأطفال وعموم الأهالي، الذين يهمّون لتحضيره قبل أيّام من حلول العيد، في طقس عائلي توارثوه واعتادوا على ممارسته، رغم ظروف الفقر والحصار الذي يعاني منها أهالي القطاع.
بهجة لا تكتمل دون إعداد الكعك، حيث بدأت اللاجئة ميسون بركات من أبناء مخيّم الشاطئ بإعداده قبل أسبوع من حلول عيد الفطر، لما له من بهجة خاصة، أمّا يسرى مطر وهي لاجئة فلسطينية من قرية الجورة في مخيم الشاطئ غربي غزة، تحدثت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن "لمّة الجيران" كأحد مظاهر العيد المميزة قبل نهاية شهر رمضان.
يهمّ الجيران لمساعدة بعضهم في صنع الكعك، وفق اللاجئة مطر، حيث تكون اللمّة يومياً عند منزل أحدهم في الحيّ حتّى تنتهي كل المنازل من صنعه، أمّا العائلة غير القادرة على صنعه بسبب فقرها، فتناله من الجيران الذين يعطونها نصيبها مما صنعت أيديهم.
اختلفت بعض تقاليد صنع الكعك في قطاع غزّة، حيث كان سابقاً يُصنع من موجودات الدار من دقيق وسمن وسواها، وكانت العائلة تضطر فقط لشراء التمر " العجوة" من السوق، أمّا اليوم باتت العائلات الميسورة ماديّاً تجلب حلويات العيد من السوق، بينما الفقير مازال مواظباً على عادة صنع الكعك، وفق ما قالت اللاجئة يسرى مطر.
عادة صنع الكعك مستمرة مع هؤلاء اللاجئين منذ ما قبل نكبة عام 1948
تحافظ العائلات اللاجئة في قطاع غزّة على عادة صنع الكعك، وهي عادة عريقة ورثوها عن آبائهم، ومارسوها في قراهم وبلداتهم الأصليّة منذ ما قبل نكبة 1948، ومازالوا يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وفق اللاجئة يسرى مطر، التي أكّدت أنّ هذه العادة ستبقى مستمرة ولن يستطيع احد الاستغناء عن الكعك رغم كل مظاهر الحلويات الجديدة والتي تباع في الأسواق.
أمّا سميّة بركات التي تعود جذورها إلى قرية يبنا، تحدثت عن الفرق بين صناعة الكعك في البلاد قديماً، وبين صناعته اليوم، حيث كانت تجري صناعته في أواني فخاريّة ويُخبز في الأفران الطينية، أمّا اليوم فيخبز في أفران الغاز، عدا عن الكميّات التي اختلفت، حيث كانت العائلة تصنع رطلين أو 3 أو 4، نظراً لكون الأوضاع الماديّة كانت أفضل، بينما اليوم فالوضع تحت الصفر بسبب البطالة ، وفق اللاجئة بركات، وبات الاعتماد الأساسي في صناعة كعك العيد على معونة وكالة " أونروا".
شاهد التقرير