غزة ــ خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين
في بيتها الكائن في منطقة تل الهوى في غزة، تعود أمل لتكمل العمل في قطعتها لتجد ابنتها "أشواق" التي لم تتجاوز الأربعة أعوام، تمسك بالإبرة والخيط وتحاول أن تقلّد والدتها.
الفنانة أمل أبو شعبان ابنة السبعة وعشرين ربيعاً درست "الكمبيوتر والوسائط المتعددة"، وبدأت بعد تخرّجها بالتطريز وصناعة الحُلي كهواية، ثم انتقلت لتسويق أعمالها من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وبدأت بالتواصل مع المعارض والمشاركة فيها، واستفادت بتعلّم المزيد خلال فترة عملها، وترى "أن المشترك بين دراستها وما تعمل به حالياً، أن الاثنين بحاجة للإبداع".
تشير شعبان إلى المعيقات التي تواجهها في تسويق أعمالها، ومنها أن "الناس تجد أسعار القطع المطرّزة مرتفعة، إلا أن هذا الارتفاع طبيعي كونه عمل يدوي ويأخذ من وقت صانعه، وهو مرهق بطبيعة الحال، ناهيك أن ثمن المواد الخام مرتفع".
اعتبرت أمل أن " الخامات المتوافرة تقف عائقاً في بعض الأحيان خلال عملها، فبعض التصاميم بحاجة لخامات معينة ليست متوافرة في قطاع غزة، كونه يقع تحت الحصار منذ سنوات.
ومثل هذه الأعمال لا تلاقي تقديراً كافياً في مكان كقطاع غزة يخضع للحصار والضغط الاقتصادي، فالأولوية لن تكون للأعمال الفنيّة واليدويّة".
"إلى أين تطمح أمل بالوصول في هذا العمل؟" أجابت بأنها "لم تفكّر بهذا السؤال مسبقاً، إلا أنها ترغب بالحفاظ على التراث الفلسطيني بطريقة عصرية"، وحول ما إذا كان لديها حدود معينة بشأن التحديث على التراث وعصرنته، تعتبر أمل "التطريز بكل أشكاله يعطي شيئاً مميزاً، إن كان في السيارة أو البيت أو حُليّ أو ملابس، والعمل في هذا المجال يحتاج لإرضاء جميع الأذواق".
هل تجلس ابنتك لمراقبتك أثناء عملك على قطعة؟
نعم، وفي بعض الأحيان إذا تركت القطعة لأي سبب كان، حين أعود أجد "أشواق" في مكاني تمسك بالإبرة والخيط وتحاول فعل شيء ما بالقطعة.
ستقومين بتعليمها هذا الفن؟
بالتأكيد، أتوقّع أنها ستفكّر في الأمر وحدها.
ترى أمل أن "كل إنسان لديه وقت فراغ، وهي تستغل وقت فراغها في التطريز، وتستغل ساعات الصباح تحديداً للعمل على قطعها الفنيّة، ولا تعتبر أن الأمر مجرد عمل تسعى لإنهائه، فعلى الرغم من الإرهاق الذي يتسبب به هذا النوع من العمل إلا أنها تستمتع بكل قطعة تعمل عليها، وتقدّر الشعور بالاستقلالية من خلال هذا العمل".