فلسطين المحتلة
قال المختص في شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، اليوم الأحد 31 أيّار/ مايو، أنّ "سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكترث للمناشدات والنداءات الحقوقية والانسانية، المحلية والدولية، وواصلت اعتقالاتها للمواطنين الفلسطينيين منذ بدء أزمة "كورونا" في المنطقة واعتقلت منذ بداية آذار/مارس الماضي أكثر من (800) فلسطيني، بينهم قرابة (90) طفلا و(١٠) فتيات وسيدات".
وأوضح فروانة في تقريرٍ حقوقي له، أنّ "الهجمة الإسرائيلية اشتددت في الأشهر الأخيرة ضد مدينة القدس المحتلة، وقد رصدنا تصعيدًا إسرائيليًا خطيرًا للاعتقالات والانتهاكات بحق الفلسطينيين هناك، حيث بلغت نسبة المعتقلين في محافظة القدس وحدها بنحو نصف اجمالي المعتقلين الفلسطينيين في باقي محافظات الوطن منذ بدء أزمة كورونا"، مُشيرًا أنّه "ومنذ بدء أزمة "كورونا" اعتقلت قوات الاحتلال (١٣) فلسطينيًا من قطاع غزة بعد اجتيازهم للحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة باتجاه المناطق المحتلة عام١٩٤٨، وقد سمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة عبر نقاط عشوائية، في تصرف غريب، حيث جرت العادة نقل "المتسللين" بعد احتجازهم إلى السجون الاسرائيلية ومن ثم تسليمهم بشكلٍ رسمي إلى الارتباط الفلسطيني، لذا فان هذا التصرف الغير معهود أثار شكوك كثيرة وخشية انتقال الفيروس إلى قطاع غزة عبر هؤلاء "المتسللين" في ظل تفشي الوباء وتزايد أعداد المصابين في صفوف الجيش الاسرائيلي وبين المستوطنين في غلاف غزة".
وشدّد فروانة على أنّ "سلطات الاحتلال الإسرائيلي استمرت في اجراءاتها العقابية بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وصعدت من عمليات اقتحام الأقسام والغرف والتنكيل بالأسرى والاعتداء وتضييق الخناق عليهم، كما وسحبت ادارة السجون عشرات الأصناف من المواد الغذائية ومواد التنظيف والتعقيم التي كان الأسرى يشترونها على حسابهم الخاص من مقصف السجن الكنتينا"، مُتابعًا: "وخلال أزمة "كورونا" استشهد الأسير الفلسطيني نور الدين جابر البرغوثي بتاريخ 22 نيسان/ أبريل الماضي في سجن النقب الصحراوي جرّاء الاهمال الطبي".
وجاء في التقرير: "منذ بدء أزمة "كورونا" في المنطقة لم تتخذ ادارة السجون التدابير اللازمة وإجراءات السلامة والوقاية الضرورية داخل السجون، ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الاصابة بفايروس "كورونا"، كما ولم تغير في النظام الغذائي المتبع في السجون ولم تقدّم أنواعًا جديدة من الأطعمة لتقوية المناعة لدى الأسرى المرضى، مما فاقم من حدة القلق لدى الأسرى وذويهم، في ظل استمرار الاكتظاظ الكبير داخل السجون وقلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام داخل السجون والتي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض والأوبئة"، مُشيرًا إلى أنّ "سلطات الاحتلال كانت قد اتخذت قرارًا بوقف زيارات الأهل والمحامين بسبب جائحة "كورونا"، فيما لم توفر آليات تواصل بديلة مما فاقم من درجة القلق والتوتر لدى الأسرى وعوائلهم في ظل استمرار تفشي الفيروس وتزايد أعداد المصابين".
وبيّن أيضًا أنّ "إدارة السجون الإسرائيلية كانت قد اتخذت بعض الاجراءات الشكلية في الآونة الأخيرة والتي لا ترتقي للحد الأدنى من متطلبات الحماية والوقاية وإزالة مشاعر القلق لدى الاسرى وذويهم، حيث سمح لبعض الأسرى والأسيرات بالاتصال هاتفيًا مع الأهل، كما وأدخلت لبعض الأقسام الكمامات وقليل من مواد التنظيف والتعقيم وأجرت عمليات تعقيم لسيارات البوسطة وساحات بعض اقسام السجون".
وعبَّر فروانة عن تخوّفه من أنّ "تشكّل هذه الإجراءات التفافًا على استحقاقات المرحلة ولذر الرماد في العيون، وتجميلاً لصورة الاحتلال في تعامله مع الأسرى/ت في ظل أزمة "كورونا"، أمام المؤسسات الدولية، وتحايلاً على مطالبات تلك المؤسسات وردًا على انتقاداتنا لسلطات الاحتلال واستهتارها المتواصل بحياة الأسرى وأوضاعهم الصحية منذ بدء الجائحة، وكذلك تهربها من الافراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، في وقت مارست فيه التمييز العنصري بشكلٍ واضح حينما أفرجت فيه عن مئات السجناء الإسرائيليين وتجاهلت الأسرى الفلسطينيين".
وجدّد دعوته لضرورة "توثيق الأحداث وتوقيتها وتفاصيلها، والإجراءات والتدابير المتخذة في السجون الإسرائيلية، وتلك التي كان من الواجب اتخاذها منذ بدء أزمة "كورونا"، حيث سيساعدنا هذا وسيخدمنا مستقبلاً في دحض الرواية الإسرائيلية وحماية أسرانا وأسيراتنا والدفاع عن حقوقهم"، خاتمًا حديثه داعيًا "المنظمات الدولية وخاصة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لإرسال وفد طبي دولي محايد لزيارة السجون والإطلاع على الأوضاع الصحية بشكلٍ عام، والإجراءات المتخذة هناك منذ بدء جائحة "كورونا" بشكلٍ خاص، وتوفير العلاج اللازم للأسرى المرضى وسبل الحماية والوقاية لكافة الأسرى من خطر الاصابة بفيروس "كورونا" القاتل الذي ما زال قائمًا".
جدير بالذكر أنّه ما يزال في سجون الاحتلال نحو (٤٨٠٠) أسير بينهم (٣٩) أسيرة و(١8٠) طفلاً وقرابة (400) معتقل إداري، وحوالي (٧٠٠) مريض بينهم (٣٠٠) يعانون أمراض خطيرة ومزمنة ومن بينهم عشرات من كبار السن وأكبرهم فؤاد الشوبكي الذي تجاوز ٨٠ عامًا من العمر.