دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة
تمسّكت بحلمها فنجحت في تحقيقه، رغم كلّ الصعوبات..
رشا خليل لاجئة فلسطينية تقطن في مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، كان شغفها منذ نعومة أظافرها مسرح الدمى، حلمت أن تؤسس مسرحها الخاص، وتقدّم عروضاً عن بلدها فلسطين وكبر الحلم معها، إلى أن تحقق.
تصف الدمى كأنها من أفراد أسرتها، تعاملها كأشخاص حقيقين، وأبدعت في مجال عملها بتصنيع دمى العرائس والتمثيل، وطوّرت من نفسها على مدار سنوات: "من أنا وصغيرة بحب المسرح كنت أقدم بالمدرسة احتفالات بعيد المعلم بعيد الام أو باحتفالا آخر السنة، كان المسرح هو شغف بالنسبة إلي وعندي حلم إني اقدم شي عن فلسطين، وكبر معي هذا الحلم، توظفت كمربية بروضة الهدى بعدين انتقلت لروضة بيت أطفال الصمود، وهناك كانوا داعمين الي بعدين تعرفت على المخرج محمود حوراني، وعلى المؤسسة العربية لمسرح الدمى، فخضعت لدورات تدريبية مكثفة بتصنيع الدمى بالمسرح التفاعلي بتجهيز الممثل الكامل فمن هون بلشت أحقق الحلم".
قضية وطنية
يكمن الهدف الرئيسي لرشا، كما تقول في اجتراح بسمة على شفاه الناس،والإضاءة على قضايا وطنية واجتماعية.
بمواد بسيطة وأدوات موجودة داخل البيوت تصنع الدمى، حيث شكلّت بالتعاون مع أصدقائها فريقاً صغيرا يتجوّل بين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومخيمات النازحين السوريين بهدف رسم البسمة على وجوه الأطفال والكبار.
وحملت مسرحياتها رسائل عدة، وهادفة وعلى صلة بالواقع، فكان بين طياتها قضايا متنوعة منها حبّ الوطن ومناهضة العنف، ومكافحة المخدرات، بالإضافة إلى مسرحيات كوميدية.
لكنها تشتكي:"لا يوجد في المخيمات الفلسطينية بلبنان مسرحاً للدمى، وليس هناك مؤسسات مختصة بهذا الفن، رغم أنه من أقدم الفنون المسرحية وبإمكانه إيصال رسائل هادفة جداً".
أمل بمسرح عرائس فلسطيني محترف داخل لبنان
تحاول رشا نقل ما تعلمته في تصنيع الدمى والتمثيل، كي لا يتوقف عندها، خاصة وأنها في أوج نجاح مشروع كانت قد بدأته في تقديم عروض داخل المدارس التابعة الوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، اضطرت لوقف المشروع لعدم وجود تمويل.
لكن حلمها لم يتوقف، وما زالت تحاول إيجاد الفرص لتقدم عروضها لأكبر شريحة ممكنة من الناس، لا سيما اللاجئين الفلسطينيين.
وتأمل أن تعيد إدارة "أونروا" النظر في قرار وقف عروض مسرح العرائس، وتستأنفه، بل وتدخله في منهاجها التعليمي: "بتمنى يكون في للمسرح الفلسطيني شي بعد أعظم.. شي أكبر.. وبتمنى فن مسرح الدمى يكون أوسع نحنا اشتغلنا 3 سنين بأونروا ووقف المشروع لأن ما في تمويل، فهادا كان أكبر صفعة بعد 3 سنين، كان حلو قبول الطلاب للشي يلي نقدمه، لكن التوقف خسارة".
شاهد التقرير