التقى مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" أمانيا مايكل إيبي، الأحد 12 تموز/ يوليو بمحافظ دمشق المهندس عادل علبي، وذلك في مقر المحافظة وجرى بحث سبل التعاون بين الجانبين، بما يخص الواقع الإغاثي والإنساني، وجهود تأمين المساعدات ولا سيما في ظل ظروف التصدي لفايروس "كورونا" المستجد.
وتطرّق الجانبان خلال الإجتماع، إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من مخيماتهم، والمشاريع التي يمكن تنفيذها في المرحلة المقبلة، في حين تحدث العُلبي عن "استعداد المُحافظة تقديم كافة التسهيلات لوكالة " أونروا" للاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين"، كما استنكر محاولات تقويض عملها والتضييق عليها ماديّاً.
ولم يتطرّق الاجتماع، لمناقشة المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، الذي أعلن عنه في 25 من حزيران/ يونيو الفائت، وكذلك مصير منشآت وكالة "أونروا" المدمّرة، الأمر الذي أثار انتقادات الكثير من أبناء المخيّم المهجّرين، الذين ينتظرون العودة إلى منازلهم، وإنهاء حالة التهجير وتكبّد الكثير من المتاعب المعيشيّة جرّاء عيشهم في منازل مُستأجرة.
وعلّقت اللاجئة الفلسطينية المهجّرة من مخيّم اليرموك "ابتسام صالح" على اللقاء بوصفه "لقاءً إعلاميّاً" الغرض منه تسجيل نشاط لمدير عام الوكالة أمام الكاميرات، في حين أنّه يتجاهل كافة المسائل الأساسية التي تعتبر حديث الساعة للاجئين الفلسطينيين واهمها المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك الذي يحرم أهله من العودة إليه.
واستهجنت صالح في تعليق أدلت به لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" صمت وكالة " أونروا" عن المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك، وعدم إصدارها أيّ تعليق حوله، في حين أنّها مسؤولة عن تأمين الإغاثة لآلاف اللاجئين المهجّرين من أبنائه.
ويُتاح وفق المخطط التنظيمي المُعلن عنه، عودة فقط 40% من الأهالي الذين تقع منازلهم ضمن المناطق الأقل ضرراً، بينما سيحصل 60% من الذين تقع ممتلكاتهم ضمن المناطق الأكثر ضرراً وستطالها إعادة التنظيم، على أسهم تنظيمية فقط بموجب المرسوم التشريعي رقم 5 لعام 1982 حسبما بيّنت تصريحات مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق معمر الدكاك، ما يعني حرمانهم من الحصول على سكن بديل.
يذكر أنّه لدى وكالة "أونروا" نحو 32 منشأة في مخيّم اليرموك، من بينها 16 مدرسة، و مستوصفان، ومركز تأهيل مهني، ومركز دعم الشباب، جميعها قد دمّرت بالكامل جرّاء عمليات القصف البري والجوي خلال العمليات العسكرية التي شنّها النظام السوري في نيسان/ إبريل 2018، وبعض تلك المنشآت يقع في مناطق سيطالها المخطط التنظيمي.
وكان المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني قد أشار خلال مؤتمر بروكسل الرابع حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في 30 من حزيران/ يونيو الفائت إلى أنّ " الصور المرعبة للدمار الذي لحق بالمخيمات، ومن بينها مخيم اليرموك الشهير، لا تزال تطارد لاجئي فلسطين الذين فقدوا بيوتهم وسبل معيشتهم والذين يبلغ عددهم 180,000 لاجئ" مضيفاً "إن أكثر من 90% من أسر لاجئي فلسطين في سوريا تعيش في فقر مطلق".
وبحسب "أونروا" فإنّ 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يكابدون الفقر المطلق ( أقل من دولارين في اليوم)، في حين تم تحديد 126 ألف لاجئ كضعفاء للغاية، وذلك في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها مطلع العام 2020 الجاري، ما يجعلهم وفق ما تشير إليه الأرقام، الشريحة الأكثر هشاشة معيشيّاً، وبالتالي الأكثر تأثرّاً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة.