فجأة وجد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أنفسهم، أمام أزمة اقتصادية خانقة، لا بصيص أمل بحلها في المستقبل القريب.
سلع ارتفعت أسعارها إلى 300%، لتنخفض بذلك القدرة الشرائية بأكثر من 60%، هذا الأمر أثر بشكل مباشر على سوق مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، ما دفع عشرات المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها.
السوق الذي كان يعتبر ملاذًا لأصحاب الدخل المحدود والمتوسط، نظرًا لانخفاض أسعار بضاعته، لم يعد يجذب هذه الفئات التي انكفأت في منازلها، دون من يسمع أنين جوعها ووجعها.
نسب البطالة في المخيمات ساهمت أيضاً في انخفاض القدرة الشرائية
صاحب مطعم (Top Chef) الذي أغلق أبوابه خلال هذه الأزمة، أحمد الجشي، قال لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنه "إن أردنا الاستمرار وفتح أبواب المطعم، فكل ما علينا فعله هو رفع أسعارنا إلى 10 أو 12 ألف ليرة للسندويشة، ولكن بيئتنا الشعبية في المخيم، تمنعنا من ذلك، والأهم من ذلك أن الأوضاع الاقتصادية لسكان المخيم قد تراجعت بفعل توقف الأعمال وارتفاع نسب البطالة، وتراجع الانتاج.
وأضاف، "نحن شعب نحب الأكل والفرح والتسلية، لكن سوء الأوضاع الاقتصادية أوصلتنا إلى مرحلة، لا نستطيع فيها مواصلة تحمل الخسارة لتجبرنا فيه أيضًا على إغلاق المطعم".
وتابع: "مررت اليوم بأحد التعاونيات التي تبيع بضاعتها بالجملة، فتفاجأت بالارتفاع الجنوني الحاصل في الأسعار"، وعدد الجشي بعض المنتوجات التي كان يشتريها لمطعمه: "سعر الجبنة الموزريلا ارتفع إلى 61 ألفًا، والدجاج المسحب ارتفع إلى 23 ألفًا، المايونيز إلى 50 ألفًا، كذلك الخبز ارتفع سعره".
تحذير من تداعيات الإغلاق والبطالة
فيما قال المتحدث باسم لجنة تجار سوق عين الحلوة، أحمد قاسم: إن "تقاضي غالبية العمال الفلسطينيين، لمعاشاتهم وفقًا للسعر الرسمي لليرة اللبناينة، أي على سعر 1515، ساهم بشكل كبير في تراجع القدرة الشرائية للسكان، بحيث أصبح راتب العامل دولارين فقط في اليوم، مقابل ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية".
وتابع قاسم، خلال حديثه مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين "هذا الأمر، أثر بشكل مباشر على أصحاب المحال التجارية، الذين وقعوا بأزمة نتيجة كثرة المستحقات المالية عليهم، واضطرارهم إلى التعامل مع التجار بالدولار الأميركي وشراء حاجاتهم وبضاعتهم بالعملة الصعبة وفقًا لسعر السوق السوداء، ما اضطر عددًا منهم إلى إغلاق محالهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل تلك العباء المادية والخسارة الجسيمة التي لحقت بهم".
وطالب قاسم، "وكالة الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية العمل على إيجاد حل للأزمة الحالية، وإغاثة شعبهم عبر التشاور مع اقتصاديين وخبراء لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين من هذه الأزمة الاقتصادية".
وحذر المتحدث باسم التجار، "من فوضى قد تعمّ المخيمات نتيجة لتفشي البطالة بعد إغلاق المحلات، ما قد يؤدي إلى فلتان أمني وسرقة وقتل وإلى انفجار في نهاية المطاف".
وضع أصحاب المحال ازداد سوءاً
بدوره، قال ابراهيم شحادة، وهو صاحب محل دجاج في المخيم، إن "وضعنا كأصحاب محال زداد سوءًا يومًا بعد يوم، نتيجة للارتفاع الكبير في الأسعار، وتراجع حركة البيع بشكل كبير نتيجة لارتفاع سعر الدولار في السق السوداء".
وأوضح شحادة، خلال حديثه مع "بوابة اللاجئين"، "كيلو مسحب الدجاج ارتفع سعره إلى 20 ألف ليرة، هذا السعر لا يمكّن أي عائلة فلسطينية من شراءه".
وتابع شحادة، "تراجع المبيع أثر على أرباحنا، التي تحولت قيمتها إلى صفر مع مرور الأيام وأصبحنا ندفع من جيابنا لتسيير أمور اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة".
شاهد التقرير